حكاية زينات أبو صبيح والمسجد الأقصى

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
11 سبتمبر 2020
حكاية زينات أبو صبيح والمسجد الأقصى
+ الخط -

قبل نحو ستة أعوام، كانت زينات أبو صبيح أول امرأة تتولى منصباً حساساً في إدارة شؤون المسجد الأقصى، هو رئيسة شعبة الحارسات في المسجد الأقصى. منصبٌ يتضمن رعاية شؤون المسجد وحراسته والتدقيق في الوافدات إليه من النساء.
إذاً، في عام 2014، عُهد إلى أبو صبيح تولي منصب رئيسة شعبة الحارسات في دائرة الأوقاف الإسلامية التي تشرف عليها وزارة الشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن. وقد شهد هذا العام بداية التصعيد الإسرائيلي واستهداف المسجد الأقصى، والنيل من مرابطيه وملاحقتهم بالاعتقال والإبعاد. ممارسات لم تلبث أن طاولت المرابطات من النساء بقرارات إبعاد واعتقالات متكررة، وكانت أبو صبيح واحدة منهن.
قبل ذلك، كانت تعمل معلمة في مدرسة الفرقان الإسلامية في القدس، وقدمت استقالتها من أجل التفرغ للمسجد الأقصى. وبعد عام، عيّنت مسؤولة قسم الحارسات. تقول لـ "العربي الجديد": "من ترك شيئاً عوضه الله خيراً منه. لا أخفي أنني لا أحب التحدث عن نفسي بقدر ما أود التحدث عن وجع الأقصى، ومعاناة باب الرحمة وما يتعرض له من انتهاكات من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال فرض القوة والهيمنة، ومحاولة تفريغ المصلى ومحيطه من أهله، عدا عن الوجع الذي يتسبب به هؤلاء المقتحمون المدنسون خلال تأديتهم صلواتهم التلمودية مرتدين قمصاناً كتبت عليها شعارات لهيكلهم المزعوم". كما تتحدث عن "القهر الناتج عن رؤيتهم حين يقفون أمامك بكل وقاحة وكأنهم أصحاب المكان".

تتابع: "والله الذي رفع السماء بلا عمد، فإن وجع الأقصى لا يعلمه إلا من يعايش الأقصى يوماً بيوم. ولعلي في الوقت الحالي  أتحدث عن خيانة التطبيع التي تحصل وانعكاسها على المسجد الأقصى. هجروه وتركوه وحيداً يعاني ويلات الاقتحامات، ووجع مسجدي طويل لو أحدثك عنه لاحتجت للكثير من الوقت".
بالنسبة إلى هذه السيدة، وهي أم وربة بيت، فإنها تعد هذا المنصب شرفاً، ولا تسعها السعادة "مادام الأمر يتعلق بالقدس والأقصى وبركاتهما التي لا تنقطع حتى في أسوأ الظروف وأصعبها". وتشرف أبو صبيح على عمل ومتابعة مهام من تم اختيارهن للعمل معها كحارسات، ويتولين جميعهن مهام حفظ الأمن والنظام وتسهيل حركة الوافدات والمرابطات داخل مصليات الأقصى. كما تتولى أخريات مهام الحراسة خارج تلك المصليات في ساحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه، ليكون كل شيء على أفضل حال. 
في مكتبها المتواضع في ساحة مسجد قبة الصخرة، تتحدث أبو صبيح لـ "العربي الجديد" عن أمور كثيرة تتعلق بمنصبها كرئيسة حارسات للأقصى. وتقول: "هذا شرف كبير وقد دعمتني أسرتي وزوجي ووالدي الذي يرابط في الأقصى". تضيف: "أن تكون في الأقصى فيعني أنك في خير وبركة".
وبطبيعة الحال، لم يؤثر عملها من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية ما بعد الظهر على دورها كأم وزوجة ومسؤولياتها حيال بيتها وأسرتها. تقول إن أسعد لحظات حياتها هي تلك التي تطأ فيها أبواب الأقصى مع بدء دوامها في كل يوم برفقة زميلاتها. 

ولا تقتصر مهام حارسات الأقصى على حفظ الأمن والنظام فحسب، بل يقدمن للنساء أيضاً إرشادات وتوعية للوافدات إليه، ويحرصن قدر المستطاع على حفظ قدسية المكان. تقول: "لا مجال هنا للتردد في تنفيذ المهام ومتابعتها، على الرغم من مضايقات الاحتلال وممارساته التي لا تتوقف عند أي حد، سواء لناحية عرقلة عملنا أو اعتقالنا أو إبعادنا. هذه سياسة باتت تطاول الجميع".
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، قررت سلطات الاحتلال إبعاد مسؤولة الحارسات في المسجد زينات أبو صبيح عن مكان عملها لمدة عشرة أيام، وإلزامها دفع غرامة مالية. 

ذات صلة

الصورة
عكرمة صبري بعد إفراج الاحتلال عنه ، 17 ديسمبر 2023 (الأناضول)

سياسة

أصدرت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، قرارًا بمنع خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من الدخول إلى المسجد وباحاته لمدة ستة أشهر.
الصورة
طلاب جامعة كولومبيا بنيويورك خلال تنديدهم بالحرب على غزة، 30 إبريل 2024 (Getty)

سياسة

أقرت مقاطعة ناسو في ضواحي نيويورك مشروع قانون يحظر وضع الأقنعة بهدف إخفاء هوية المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والمناهضين للحرب الإسرائيلية
الصورة
مراكز الإيواء في غزة مدرسة دمّرها الاحتلال في دير البلح، 28 يوليو 2024 (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)

سياسة

يكثّف الاحتلال قصف مراكز الإيواء في غزة بذريعة أنها مقرات للمقاومة و"حماس"، ما يضعه مراقبون في إطار تحريض الاحتلال الغزيين على الحركة.
الصورة
سجن دامون من سجون الاحتلال الإسرائيلي (فيسبوك)

سياسة

أصدرت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، الاثنين، تقريراً يسلط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
المساهمون