حكايات ماحي صدّيق: تجربةٌ افتراضية

21 يونيو 2020
(ماحي صدّيق)
+ الخط -

كثيراً ما تحدّث الراوي الجزائري ماحي صدّيق (1960)، في لقاءاته الصحافية، عن ضرورة نقل الموروث الحكائي الجزائري إلى الأجيال الجديدة، مُعتبِراً أنَّ الخطر الذي يتهدّد هذا التراث لا يتمثّل في اندثاره، بل في تحوُّله إلى مادّة فولكلورية.

في هذا السياق، يُشير صدّيق إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة لإيصال الحكاية الشعبية إلى جمهورٍ أوسع، مشيراً إلى تجربته في بثّ حكاياته عبر أثير الإذاعة، وأيضاً إلى تناقُل بعضها على موقع يوتيوب وتحقيقها تفاعلاً كبيراً من قبل المتلقّين الذين كانوا يطلبون المزيد منها.

وإذا كانت حكايات صدّيق التي انتشرت عبر مواقع التواصُل الاجتماعي هي في الأصل أعمالٌ قدّمها للجمهور مباشرةً خلال مشاركته في فعاليات داخل الجزائر وخارجها، فإنَّه سيجد نفسه هذه المرّة أمام تجربة تقديم حكاياته افتراضياً، بسبب الحجر الصحّي وإجراءات التباعُد الاجتماعي التي فرضها تفشّي فيروس كورونا.

فابتداءً من اليوم وحتى الرابع من تمّوز/ يوليو المقبل، يُقدّم صدّيق مجموعةً من حكاياته عبر قناة "المسرح الوطني الجزائري" على يوتيوب، تحت عنوان "حكايات من التراث الجزائري".

وتُبثّ العروض يومياً بمعدّل مرّتَين في اليوم الواحد، الأولى عند الحادية عشرة صباحاً والثانيةُ عند الثالثة بعد الظُّهر؛ حيثُ تُبثّ حكاية "حديدوان والغولة" اليوم وغداً، و"الغولة بنت الغول" يومَي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ثمّ "الملح" السبت والأحد، و"طير إلي منقاره أخضر" الإثنين والثلاثاء، و"هبرة بنت السبع" في الأوّل والثاني من الشهر المقبل، و"رميضة وعلي" في الثالث والرابع منه.

وبحسب بيان المسرح الوطني، تُقام مسابقتان حول العروض موجّهتان للأطفال والشباب؛ تُطرح في الأولى أسئلةٌ حول الحكاية المقدّمة، بينما يُطلب في الثانية رسم أعمالٍ مستوحاةٍ منها.

ضمن قالبٍ مسرحي، يروي ماحي صدّيق حكاياته، التي يغرفها من ذاكرة الطفولة، منذ قرابة خمسةٍ وعشرين عاماً، مُستلهماً فنّ "القوّال" (الحكواتي) الذي كان منتشراً بشكل كبير في مسقط رأسه؛ مدينة سيدي بلعباس في الغرب الجزائري.

ويقول ماحي، الذي يُعرف باسم "الراوي المتجوّل"، إنّ هدفه يتمثّل في إعادة إحياء التراث الشفوي، وجعله مادّةً للفرجة كما كان في السابق.

وإضافةً إلى رواية الحكايات، قدّم العديد من الورشات والدورات التدريبية في الحكاية الشعبية في مهرجانات وملتقياتٍ في الجزائر وتونس والإمارات وفرنسا. وصدر له العام الماضي كتابٌ بعنوان "مولى ومولى وحكايات أخرى" جمع فيها عدداً من الحكايات الشعبية الجزائرية.

المساهمون