وزعت "جمعية الثقافة العربية" منح روضة بشارة عطاالله على 80 طالبا جامعيا من الداخل الفلسطيني المحتل، مساء الأربعاء، في النسخة الثالثة عشرة من المنح السنوية التي تقرر توزيعها هذا العام خلال عدة أيام لضمان التباعد الاجتماعي، واتباع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
وحصل الطلاب على منح تعليمية لمدة ثلاث سنوات، وتلت حفلَ التوزيع، الذي بدأ بالنشيد الوطني الفلسطيني "موطني"، ورشةُ تقييم للفائزين بالمنح، وقال منسق برنامج المنح الدراسية، مصطفي ريناوي: "يضم الفوج الثالث عشر من طلاب منحة روضة بشارة عطاالله المدعومة من جمعية الجليل في لندن، 80 طالبا، معظمهم أنهى تعليمه الجامعي، وقسم منهم لا يزال يواصل تعليمه، وأهمية البرنامج تلخص ما قاله الطلاب أنفسهم، إذ تتيح المنحة تخرج طلاب يملكون وعيا بقضايا مجتمعهم، ويدركون واجبهم إزاء هذا المجتمع".
وقال الطالب أسد شقور، والذي درس التمريض في جامعة حيفا: "اليوم هو يوم تخرجي، وأفادتني المنحة على الصعيد المادي المهم بالنسبة لكل طلاب فلسطين الداخل، وعلى صعيد الثقافة المجتمعية، إذ عززت المنحة الهوية العربية، واللغة العربية، كما زادت ثقتي بنفسي، وعرفتني على أبناء شعبي".
وقالت طالبة الحقوق نوران عباس: "ساعدتني المنحة في التغلب على الشعور بالاغتراب الذي طاردني عندما بدأت الدراسة في جامعة إسرائيلية، ووفرت لي الجمعية فرصة التعامل مع هذا الاغتراب بحكمة ومعرفة، وفي ظل إلمام بهويتي الوطنية، وبأهمية تعليمي لي، ولقضية شعبي. الجمعية كانت فضاء ثقافيا مهما في مسيرتي التعليمية، وأعطتني ثقافة ومعلومات ومضامين، ووفرت لي صداقات مع فلسطينيين كانت عونا لي في جامعة إسرائيلية تحاول أن تقمع الصوت الفلسطيني".
وهنأت مديرة مؤسسة الجليل في لندن، سوسن الأصفري، خلال كلمتها المسجلة الطلاب والخريجين الحائزين على المنحة، وقالت: "نتمنى أن تساعدكم الشهادة الجامعية على تحقيق أحلامكم. كنا نتمنى أن نكون معكم، ولكن للأسف غيرت كورونا مشاريعنا كلها. نطلب منكم فقط أن تظلوا على تواصل مع جمعية الثقافة العربية، ومع مؤسسة الجليل، حتى نرصد قصص نجاحكم التي تساعدنا على مواصلة برنامج المنح لأجيال قادمة".
وانطلق برنامج المنح الدراسية عام 2007، بتقديم 100 منحة لطلاب الداخل الفلسطيني، وزاد عدد المستفيدين من البرنامج لاحقا ليصبح 250 طالبا وطالبة سنويا، ويواصل البرنامج منذ ذلك الحين تقديم الدعم الأكاديمي والمعنوي والحاضنة الاجتماعية للطلاب، ويهدف إلى تشجيع التعليم العالي في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل، وبناء طليعة أكاديميّة مثقّفة ومهنيّة تتسم بروح الانتماء والعطاء المجتمعيّ.