حفتر يلتقي ماكرون الأربعاء في باريس

13 مايو 2019
حفتر فشل في السيطرة على طرابلس عسكرياً (جوليان ماتيا/Getty)
+ الخط -
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء في باريس، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الأربعاء المقبل، لبحث شكل الوضع السياسي والأمني المقبل في ليبيا، بعد أن ضغطت عدة أطراف دولية باتجاه وقف إطلاق النار وضرورة انسحاب قواته من أحياء بجنوب طرابلس.

وأكد دبلوماسي ليبي رفيع لـ"العربي الجديد"، أن حفتر التقى شخصيتين رفيعتين بوزارة الدفاع الأميركية خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، حيث عرضت عليه واشنطن مقترحا وعدت بدعمه، يتمثل في قبوله بالتقهقر عن الأحياء الجنوبية لطرابلس مقابل إقناع حكومة الوفاق بالرجوع لطاولة المفاوضات.

وقال الدبلوماسي ذاته إن "الحكومة في طرابلس صار لديها علم بوقوف فرنسا وراء الإبقاء على حفتر قريبا من طرابلس، ليجلس ندا ومقابلا للحكومة المعترف بها دوليا على طاولة واحدة لتسوية الوضع"، مشيرا إلى قبول الحكومة بالمقترح، على أن يرجع حفتر قواته إلى غريان، ويخلي مواقعه التي سيطر عليها في أحياء جنوب طرابلس.

ويسيطر حفتر على أحياء قصر بن غشير ونصف وادي الربيع، بالإضافة إلى جزء كبير من حي عين زاره، وهي أحياء تحتوي على أكبر المعسكرات والمواقع العسكرية بالعاصمة، بينما تمكنت قوات الحكومة من طرد قواته من أحياء السواني والزهراء، كما أن سيطرتها على الهيرة وسوق الخميس مكنتها من إضعاف قوة حفتر بالمنطقتين اللتين تعتبران أولى أجزاء مدينتي غريان وترهونة، واللتين تمثلان بدورهما منطلق قوات حفتر باتجاه طرابلس.

المصدر الدبلوماسي رجح أن باريس تسعى لإنقاذ حفتر من خلال تبني وساطة بينه وبين الحكومة، بعد أن شهد الموقف الدولي تحولا كبيرا في اتجاه ضرورة وقف إطلاق النار.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد طالب، عقب لقائه برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، الأسبوع الماضي، كافة الأطراف بوقف غير مشروط لإطلاق النار، في رد واضح على اشتراط رئيس حكومة الوفاق انسحاب قوات حفتر إلى مواقعها ما قبل الرابع من إبريل/ نيسان الماضي للقبول بطلب وقف إطلاق النار.

وليس المسعى الفرنسي الحالي لإنقاذ وضع حفتر الأول من نوعه، فقد اقترحت الرئاسة الفرنسية، إثر زيارة السراج، إجراء تقييم لسلوك المجموعات المسلحة في ليبيا بالتعاون مع الأمم المتحدة، في محاولة لإظهار نظامية قوات حفتر مقابل المليشيات المختلطة التي تعتمد عليها الحكومة في مواجهتها لهجوم حفتر على العاصمة حاليا.

ويشير المسعى الحالي إلى وجود توافق أوروبي ودولي على ضرورة وقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي، للوصول إلى حل للأزمة الليبية، سيما وأن واشنطن لم تخف مخاوفها من إمكانية استيلاء حفتر على الحكم عسكريا حال سيطرته على طرابلس.

وأكد المصدر الدبلوماسي أن المسؤولين الأميركيين الذين التقوا حفتر في القاهرة سألوه عن شكل الضمانات التي يمكن أن يقدمها لاستمرار المسار السياسي وعدم انقلابه عسكريا على الحكم، مشيرا إلى أن واشنطن هي من تدفع الوضع الحالي إلى طاولة المفاوضات، في وقت عبر فيه مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من تقويض عملية حفتر العسكرية للمسار السياسي.

واعتبر الدبلوماسي أن "لقاء الأربعاء المقبل سينتج شكلا من حفظ ماء وجه حفتر"، مؤكدا أن "سلسلة التوثيقات التي نجحت في تحقيقات وزارات تابعة للحكومة، وأثبتت ارتكاب قوات حفتر لجرائم حرب حقيقية على الأرض في طرابلس، جعلت من شعارات حفتر التي تسوق لحربه على طرابلس بأنها لتحريرها من المليشيات والارهاب غير مقبولة في الكثير من العواصم، التي كانت تراقب الوضع دون أن تحدد موقفا"، مضيفا أنها جاءت بالتوازي مع فشل حفتر في إحراز أي تقدم عسكري داخل طرابلس بعد شهر من بدء عمليته العسكرية.​

المساهمون