أكثر من 200 طالب قطري يدرسون في جامعات السعودية والإمارات والبحرين، وجدوا أنفسهم فجأة محرومين من متابعة دراستهم، بل أجبروا على المغادرة إلى وطنهم، بعد قرار تلك الدول قطع علاقاتها مع قطر وضرب حصار عليها دخل شهره الثالث
انعكس الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر، سلباً على طلاب قطريين يدرسون في جامعات تلك الدول وأوقفت دراستهم عمداً في منتصفها، ليجبروا على العودة إلى قطر قبل نيل شهاداتهم الجامعية. ولعلّ الخسارة الحقيقية التي تصادف هؤلاء الطلاب اليوم هي رفض إدارات جامعات دول الحصار، وحتى الجامعات الأجنبية التي افتتحت فروعاً لها في الإمارات وغيرها، الرد على استفساراتهم بشأن كشوف الدرجات والمواد التي درسوها، وإثبات قبولهم الجامعي.
في المقابل، تؤكد "جامعة قطر" حرصها على استيعاب الطلاب القطريين المتضررين من الحصار. ويكشف مصدر مسؤول في الجامعة لـ"العربي الجديد" أنّ اللجنة التي شكلت بإدارة القبول تلقت 239 شكوى من طلاب وطالبات يدرسون في جامعات بدول الحصار، وتعمل الإدارة على دراستها، ويتوقع البتّ في الطلبات وإعلانها منتصف أغسطس/ آب الجاري.
يوضح المصدر أنّ "جامعة قطر" تواجه مشاكل ناجمة عن حرمان دول الحصار الطلاب من المستندات عدا عن عدم السماح لهم باستكمال امتحانات نهاية السنة الدراسية، إذ رفضت تسليمهم شهادات تفيد بتخرجهم، وأغلقت حساباتهم الأكاديمية، وأنهت سجلاتهم بشكل تعسفي.
من جهته، يوضح نائب رئيس "جامعة قطر" لشؤون الطلاب خالد الخنجي أنّ قطاع شؤون الطلاب يدرس حالياً حالات الطلاب المتضررين من دول الحصار بالتعاون مع الشؤون الأكاديمية في الجامعة، وبالتنسيق مع وزارة التعليم والتعليم العالي، لإيجاد حلول تتماشى مع المصلحة العامة للجامعة والطلاب. يضيف: "وضعت خطة مبدئية لقبول الطلاب القطريين المتضررين خلال فصلي الصيف والخريف إلى أن تجري دراسة ويحدد الحل الأمثل على المدى البعيد".
من جانبها، رحبت "جامعة حمد بن خليفة" والجامعات الشريكة في "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" بالطلاب القطريين المتضررين من دول الحصار على أن يستوفوا شروط القبول، بحسب مصدر مسؤول.
من جهتهم، يعبّر طلاب متضررون من الحصار، قدموا شكاوى إلى لجنة المطالبة بالتعويضات، لـ"العربي الجديد" عن خوفهم الشديد من ضياع مستقبلهم بعد حرمانهم من مواصلة دراستهم، علماً أنّ بعضهم كان على وشك التخرج.
اقــرأ أيضاً
يقول الطالب جاسم م. لـ"العربي الجديد": "أدرس في كلية القانون بجامعة الجزيرة في دبي، ويفترض أن يكون تخرجي خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. عند نشوب الأزمة لم يكن متبقياً لي أكثر من ثلاث مواد كنت قد حصلت على موافقة لدراسة مادتين منها في جامعة قطر، وبقيت لي مادة أخيرة، حين قررت الإمارات فرض الحصار على المواطنين القطريين، وأرغمت على الخروج من دبي، ومستقبلي الدراسي الآن في مهب الريح". يتابع: "أتمنى على جامعة قطر والجهات المعنية إيجاد حل سريع لمشكلتنا، نحن الطلاب الذين نتابع تحصيلنا الجامعي لدى جامعات معروفة في الإمارات و البحرين والسعودية".
عبير س. ضحية أخرى من ضحايا الحصار، تروي قصتها لـ"العربي الجديد": "أدرس في جامعة أجنبية في دبي، ويوم فرضت الإمارات الحصار استدعوني وأخبروني بضرورة المغادرة والخروج من الأراضي الإماراتية، هكذا بكل بساطة، وكأنّي سلعة غير مرغوب فيها، وقد بقي لي فصلان للتخرج، وتعاونت إدارة الجامعة معي، ووافقت على إيقاف المواد ومنحتني ما يلزم من مستندات، لكن لا يجوز البقاء في دبي. ترتّب على ذلك خسارتي بدل إيجار دفعته للفندق عن الفصل الصيفي".
تتابع عبير: "راجعت جامعة قطر فأجابتني الإدارة أنّها لا تعترف بالجامعة التي أدرس فيها، وبالتالي لا يمكن قبولي لإكمال الدراسة في كلياتها. وراجعت كلية المجتمع فأحالوا أوراقي إلى لجنة، وأخبروني أنّها ستقرر حالتي بعد دراسة الملف، ولجأت إلى مراسلة الجامعات الدولية والخارجية، لكنّي لم أحظَ بقبول حتى اليوم".
بدورها، تقول منيرة ر. وهي طالبة في جامعة أميركية بدبي: "قبيل إنهاء دراستي في السنة الثانية، فرض الحصار وكنت في الدوحة، ولم يسمح لي بالدخول إلى دبي، لاستكمال تعليمي. تواصلت مع جامعات المدينة التعليمية في الدوحة لمعرفة الإجراءات التي من الممكن أن تتبعها في حال معادلة المواد، لكن في أحسن الأحوال خسرت فصلاً دراسياً كاملاً، عدا عن حالتي النفسية السيئة".
في هذا الإطار، ذكرت منظمة "هيومن رايتس واتش" في تقريرها بشأن حصار قطر، أنّ عدداً من الطلاب كانوا يحضرون برامج جامعية أو دورات تدريبية متخصصة في الإمارات، ثم سحبت دوراتهم فجأة بعد فرض الحصار، وبعضهم طرد من جامعات الإمارات وجرت عرقلة مسيرتهم الجامعية، وآخرون حرموا من أداء الاختبارات النهائية ما يعني تحويل حلمهم الأكاديمي إلى سراب.
وكان وزير التعليم والتعليم العالي القطري محمد بن عبد الواحد الحمادي قد وجه رسالة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" يطالبها بالتدخل لحلّ ملف الطلاب القطريين الذين منعوا من مواصلة دراستهم في السعودية والإمارات والبحرين.
كذلك، رصدت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها المؤسسات التعليمية في دول الحصار، لا سيما الإمارات، بحق الطلاب القطريين في التعليم. وبينت اللجنة أنّ الإجراءات والقرارات التعسفية التي اتخذتها تلك الدول، تنتهك كلّ أعراف ومبادئ ومواثيق حقوق الإنسان، ما أدى إلى وقوع انتهاكات جسيمة لمجموعة من الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومنها الحق في التعليم. وأوضحت أنّ هذا "الحصار الجائر" قد أثّر على حق الطلاب القطريين في التعليم وتسبب في حرمانهم من ممارسة هذا الحق والتمتع به على النحو الذي نصت عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
في المقابل، تشير الإحصائيات إلى أنّ نحو 700 طالب وطالبة من دول الحصار يدرسون في "جامعة قطر" لم يسلموا من قرار بلدانهم بضرورة العودة إلى دولهم خلال مهلة 14 يوماً من تاريخ إعلان قطع العلاقات، ولو أنّ "جامعة قطر" تركت للطلاب الخليجيين الخيار بين البقاء وإكمال دراستهم أو المغادرة بحسب قرار دولهم بحسب نائب رئيس "جامعة قطر" عمر الأنصاري، الذي أوضح أنّ الجامعة أعطت كلّ طالب خليجي أوراقاً ثبوتية وشهادات بالدرجات الجامعية تثبت إكمالهم مقررات الاختصاص.
انعكس الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر، سلباً على طلاب قطريين يدرسون في جامعات تلك الدول وأوقفت دراستهم عمداً في منتصفها، ليجبروا على العودة إلى قطر قبل نيل شهاداتهم الجامعية. ولعلّ الخسارة الحقيقية التي تصادف هؤلاء الطلاب اليوم هي رفض إدارات جامعات دول الحصار، وحتى الجامعات الأجنبية التي افتتحت فروعاً لها في الإمارات وغيرها، الرد على استفساراتهم بشأن كشوف الدرجات والمواد التي درسوها، وإثبات قبولهم الجامعي.
في المقابل، تؤكد "جامعة قطر" حرصها على استيعاب الطلاب القطريين المتضررين من الحصار. ويكشف مصدر مسؤول في الجامعة لـ"العربي الجديد" أنّ اللجنة التي شكلت بإدارة القبول تلقت 239 شكوى من طلاب وطالبات يدرسون في جامعات بدول الحصار، وتعمل الإدارة على دراستها، ويتوقع البتّ في الطلبات وإعلانها منتصف أغسطس/ آب الجاري.
يوضح المصدر أنّ "جامعة قطر" تواجه مشاكل ناجمة عن حرمان دول الحصار الطلاب من المستندات عدا عن عدم السماح لهم باستكمال امتحانات نهاية السنة الدراسية، إذ رفضت تسليمهم شهادات تفيد بتخرجهم، وأغلقت حساباتهم الأكاديمية، وأنهت سجلاتهم بشكل تعسفي.
من جهته، يوضح نائب رئيس "جامعة قطر" لشؤون الطلاب خالد الخنجي أنّ قطاع شؤون الطلاب يدرس حالياً حالات الطلاب المتضررين من دول الحصار بالتعاون مع الشؤون الأكاديمية في الجامعة، وبالتنسيق مع وزارة التعليم والتعليم العالي، لإيجاد حلول تتماشى مع المصلحة العامة للجامعة والطلاب. يضيف: "وضعت خطة مبدئية لقبول الطلاب القطريين المتضررين خلال فصلي الصيف والخريف إلى أن تجري دراسة ويحدد الحل الأمثل على المدى البعيد".
من جانبها، رحبت "جامعة حمد بن خليفة" والجامعات الشريكة في "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" بالطلاب القطريين المتضررين من دول الحصار على أن يستوفوا شروط القبول، بحسب مصدر مسؤول.
من جهتهم، يعبّر طلاب متضررون من الحصار، قدموا شكاوى إلى لجنة المطالبة بالتعويضات، لـ"العربي الجديد" عن خوفهم الشديد من ضياع مستقبلهم بعد حرمانهم من مواصلة دراستهم، علماً أنّ بعضهم كان على وشك التخرج.
عبير س. ضحية أخرى من ضحايا الحصار، تروي قصتها لـ"العربي الجديد": "أدرس في جامعة أجنبية في دبي، ويوم فرضت الإمارات الحصار استدعوني وأخبروني بضرورة المغادرة والخروج من الأراضي الإماراتية، هكذا بكل بساطة، وكأنّي سلعة غير مرغوب فيها، وقد بقي لي فصلان للتخرج، وتعاونت إدارة الجامعة معي، ووافقت على إيقاف المواد ومنحتني ما يلزم من مستندات، لكن لا يجوز البقاء في دبي. ترتّب على ذلك خسارتي بدل إيجار دفعته للفندق عن الفصل الصيفي".
تتابع عبير: "راجعت جامعة قطر فأجابتني الإدارة أنّها لا تعترف بالجامعة التي أدرس فيها، وبالتالي لا يمكن قبولي لإكمال الدراسة في كلياتها. وراجعت كلية المجتمع فأحالوا أوراقي إلى لجنة، وأخبروني أنّها ستقرر حالتي بعد دراسة الملف، ولجأت إلى مراسلة الجامعات الدولية والخارجية، لكنّي لم أحظَ بقبول حتى اليوم".
بدورها، تقول منيرة ر. وهي طالبة في جامعة أميركية بدبي: "قبيل إنهاء دراستي في السنة الثانية، فرض الحصار وكنت في الدوحة، ولم يسمح لي بالدخول إلى دبي، لاستكمال تعليمي. تواصلت مع جامعات المدينة التعليمية في الدوحة لمعرفة الإجراءات التي من الممكن أن تتبعها في حال معادلة المواد، لكن في أحسن الأحوال خسرت فصلاً دراسياً كاملاً، عدا عن حالتي النفسية السيئة".
في هذا الإطار، ذكرت منظمة "هيومن رايتس واتش" في تقريرها بشأن حصار قطر، أنّ عدداً من الطلاب كانوا يحضرون برامج جامعية أو دورات تدريبية متخصصة في الإمارات، ثم سحبت دوراتهم فجأة بعد فرض الحصار، وبعضهم طرد من جامعات الإمارات وجرت عرقلة مسيرتهم الجامعية، وآخرون حرموا من أداء الاختبارات النهائية ما يعني تحويل حلمهم الأكاديمي إلى سراب.
وكان وزير التعليم والتعليم العالي القطري محمد بن عبد الواحد الحمادي قد وجه رسالة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" يطالبها بالتدخل لحلّ ملف الطلاب القطريين الذين منعوا من مواصلة دراستهم في السعودية والإمارات والبحرين.
كذلك، رصدت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها المؤسسات التعليمية في دول الحصار، لا سيما الإمارات، بحق الطلاب القطريين في التعليم. وبينت اللجنة أنّ الإجراءات والقرارات التعسفية التي اتخذتها تلك الدول، تنتهك كلّ أعراف ومبادئ ومواثيق حقوق الإنسان، ما أدى إلى وقوع انتهاكات جسيمة لمجموعة من الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومنها الحق في التعليم. وأوضحت أنّ هذا "الحصار الجائر" قد أثّر على حق الطلاب القطريين في التعليم وتسبب في حرمانهم من ممارسة هذا الحق والتمتع به على النحو الذي نصت عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
في المقابل، تشير الإحصائيات إلى أنّ نحو 700 طالب وطالبة من دول الحصار يدرسون في "جامعة قطر" لم يسلموا من قرار بلدانهم بضرورة العودة إلى دولهم خلال مهلة 14 يوماً من تاريخ إعلان قطع العلاقات، ولو أنّ "جامعة قطر" تركت للطلاب الخليجيين الخيار بين البقاء وإكمال دراستهم أو المغادرة بحسب قرار دولهم بحسب نائب رئيس "جامعة قطر" عمر الأنصاري، الذي أوضح أنّ الجامعة أعطت كلّ طالب خليجي أوراقاً ثبوتية وشهادات بالدرجات الجامعية تثبت إكمالهم مقررات الاختصاص.