حزب الله يُبطل تفاهم عون والحريري: لا لأشرف ريفي

14 فبراير 2014
+ الخط -

عادت مساعي تأليف الحكومة اللبنانيّة، مجدداً، إلى المربّع الأوّل؛ فبعد ليلة نام فيها عدد من الوزراء ببزّاتهم الرسمية البيضاء الجاهزة لالتقاط صورة الحكومة الجديدة التي كان يُتوقع تأليفها اليوم، استيقظ اللبنانيّون على مشكلة طارئة، وهي أن حزب الله يرفض نتائج مفاوضات الساعات المتأخرة من ليل أمس. وهذه رواية ما حصل:

قرّر "التيار الوطني الحرّ"، ليل أمس، أنه يُريد أن يتولّى جبران باسيل وزارة الخارجيّة بدل التربية، ما دفع بتيّار المستقبل إلى الإعلان أن المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، أشرف ريفي، سيتولّى وزارة الداخليّة بدل وزارة الشؤون الاجتماعية. مرّ طلب التيار الوطني الحرّ بهدوء، رغم أنه أثّر في حصّة رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان. فباسيل هو ماروني، وبالتالي تولّيه وزارة الخارجية يعني حرمان سليمان من تعيين وزير ماروني آخر في وزارة الدفاع؛ إذ ينص العرف في لبنان على تقاسم الوزارات الأربع الاساسيّة (المسمّاة "سيادي"ة)، أي المالية والداخلية والدفاع والخارجية، على المذاهب الأربعة الرئيسيّة، أي السنة والشيعة والموارنة والأرثوذكس. بناءً على ذلك، تخلّى سليمان عن فكرة تعيين مستشاره السياسي، الوزير السابق خليل الهراوي، وزيراً للدفاع. حُلّت المشكلة. نام تمام سلام على وقع هذا التفاهم المستجد بين ميشال عون وسعد الحريري، على أن يستفيق باكراً ويتوجه عند التاسعة من صباح هذا اليوم (هذا ما كان مُفترضاً أن يحصل صباح اليوم) ويُقدّم التشكيلة الوزاريّة لرئيس الجمهوريّة ليوقعها الأخير.

لكن رسائل سلبيّة وصلت صباحاً من حزب الله، دفعت بسلام إلى التمهّل. ثم جاءه اتصال من رئيس مجلس النواب نبيه بري، يُبلّغه فيه رفض حزب الله لوجود أشرف ريفي في وزارة الداخليّة، وأن أي تشكيلة تنص على ذلك، ستعني استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل وتكتل التغيير والإصلاح من التشكيلة الحكومية العتيدة.

مصادر تيّار المستقبل أكّدت لـ"الجديد" إصرار الحريري على تعيين ريفي، وأنه ليس في وارد التراجع عن هذا الموقف، وخصوصاً أن الأمور كانت منجزة ليلاً على الأقل مع العونيين، الذين تراجعوا صباحاً بعد موقف حزب الله. وبالتالي، فإن الحريري "يشعر بأن هناك من لا يحترم وعوده واتفاقاته، إضافة إلى أن رفض حزب الله المتكرر طاول عدداً من الأسماء في وزارة الداخلية، مثل نقيب محامي طرابلس الأسبق، رشيد درباس، والنائبين سمير الجسر وجمال جراح، وكأن حزب الله وافق على أن تكون هذه الحقيبة من حصتنا، لكن شرط أن تبقى من دون أي وزير"، على حد تعبير مصادر الحريري. من جهته، قال ريفي لـ"الجديد"، إنه يعتقد أن حزب الله "لا يُريد حكومة، ولذلك عرقل الاتفاق الذي جرى مع عون، بعدما كان يرمي الطابة عند العونيين قبل ذلك".

بدوره، ينفي أحد وزراء عون في حكومة تصريف الأعمال، لـ"الجديد"، تحميل الاتفاق الذي جرى بين عون والحريري، أكثر مما يحتمل. فبرأيه لا ينص هذا الاتفاق صراحةً على اسم ريفي في وزارة الداخليّة، لكنه يُشير إلى أن التيار لم يُعارض بدايةً اسم ريفي. كذلك يرى الوزير نفسه أن ريفي "اسم مستفزّ" لحزب الله في الحكومة، ويشير إلى أن تعيينه وزيراً للداخليّة يعني "وقف التنسيق الأمني بين استخبارات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أي تزايد التفجيرات الارهابية". ويعرب الوزير العوني عن عجزه عن فهم سبب تسمية الحريري لريفي، "وقد أعلن الأخير منذ ايام أنه حليف تيار المستقبل وليس عضواً فيه، كما أن حيثيته في الشمال باتت كبيرة". ويتساءل عمّا إذا كان هناك ضغوط خارجيّة على الحريري، تحديداً من الولايات المتحدة والسعودية، لتعيين ريفي وزيراً، "أو هي عمليّة تفشيل لتمام سلام، لكن المؤكّد بالنسبة لي هو أن سلام طُعن من بيت أبيه"، في إشارة إلى الحريري وتيار المستقبل.

تختلف بعض تفاصيل الرواية بين هذا الفريق وذاك، لكن الثابت هو أن لا حكومة اليوم، وأن الحريري لن يُعلن الحكومة كانتصار له، في كلمته المقررة اليوم في الذكرى التاسعة لاغتيال والده، الرئيس رفيق الحريري.