حروب العرب وصفقات إيران

01 مارس 2016
مصنع سيارات في إيران (Getty)
+ الخط -
اليوم كردستان العراق، وغداً دبي والقاهرة والرباط وتونس والجزائر، وأمس أحكمت سيطرتها على 4 عواصم عربية هي بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، وفرضت رأيها على دوائر صنع القرار بها من خلال أنظمة موالية أو من خلال جماعات مسلحة.
إنها إيران التي باتت تتحرك بسرعة داخل بعض الدول العربية في محاولة منها لجذب الاستثمارات، وإقناع الاستثمارات المحلية والأجنبية المتواجدة بهذه الدول بشيء واحد هو ضرورة القدوم إلى الدولة الصاعدة اقتصادياً ومالياً بسرعة وتوجيه الأموال لها قبل فوات الفرص الاستثمارية المتاحة.
طهران باتت تقدم نفسها لمستثمري المنطقة العربية والعالم على أنها واحة الأمن والأمان، وهو بالطبع عنصر مطلوب لأي استثمار محلي أو أجنبي، وللأسف فإن هذا العنصر تفتقده العديد من الدولة العربية حيث الحروب والقلاقل والصراعات العرقية والمذهبية، كما تقدم العاصمة الإيرانية نفسها على أنها بعيدة عن دائرة الأزمات الاقتصادية العالمية سواء الماضية أو المتوقعة، وأنها بعيدة كذلك عما يحدث في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة والصين ومنطقة اليورو.
وباتت حكومة طهران تلوح للمستثمرين العرب أو الأجانب المتواجدين بدول المنطقة بمقومات اقتصادها ومنها توافر فرص واعدة في كل القطاعات الاقتصادية، بداية من قطاعات مرتبطة بالمواطنين مثل الأغذية والسلع الاستهلاكية، ونهاية بقطاعات حيوية مثل الكهرباء والطاقة واستخراج النفط والغاز، ومروراً بصناعات استراتيجية مثل إنتاج السيارات والطيران والبنوك والخدمات المالية والاستثمارية.
قبل أيام أجرى وفد إيراني ضم مسؤولين ومستثمرين لقاءات مكثفة مع رجال أعمال من إقليم كردستان العراق، والهدف هو إقناعهم بنقل مشاريعهم واستثماراتهم إلى إيران وتصفية أعمالهم في الإقليم الذي يشهد ترديا اقتصاديا، بسبب انهيار أسعار النفط والكلفة الباهظة للحرب ضد تنظيم "داعش"، وتوقف الحكومة المركزية في بغداد عن الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه الإقليم.
وغداً يتوجه وفد إيراني لعواصم عربية أخرى بعد أن زاروا عدة عواصم أوروبية منها روما وباريس ولندن وبرلين، وعقدوا صفقات ضخمة مع شركات كبرى منها إيني الإيطالية ورينو الفرنسية وإيرباص وغيرها.
إيران تجذب المستثمرين والأموال لصالح مواطنيها، كما استرجعت نحو 100 مليار دولار من أموالها المجمدة بالخارج بتسوية الملف النووي مع الغرب ورفع العقوبات المفروضة عليها، والعرب غارقون في حروبهم وصراعاتهم وخلافاتهم السياسية الطاردة ليس فقط للاستثمارات الأجنبية ولكن للاستثمارات المحلية أيضا.


اقرأ أيضا: 
مراوغة إيران
الغرب ..اقتصاده وشركاته أكبر مستفيد من الاتفاق النووي
شركات النفط تطالب إيران بعقود "جذابة"
المساهمون