01 نوفمبر 2024
حرب على الأبواب؟
وصلت حدة التوتر على الجبهة العربية الإسرائيلية، وخصوصاً على الحدود بين فلسطين المحتلة وكل من لبنان وسورية، إلى مستوىً غير مسبوق نتيجة مجموعة من التراكمات، واقتربت أمس من لحظة الانفجار مع إسقاط طائرة "أف 16" إسرائيلية، بصاروخ أطلق من الأراضي السورية. لكن هل تعني هذه التطورات أن الحرب باتت واقعة لا محالة، وأنها أصبحت قريبة الاندلاع؟
هذا السؤال يشغل متابعين ومواطنين كثيرين، خصوصاً في لبنان وسورية، مع كثير من القلق حول التداعيات المحتملة لاندلاع مثل هذه الحرب، غير أن المعطيات المستجدة، بعد حادثة يوم أمس، قد تعطي إجابة مريحة نسبياً لهذا السؤال، لتعيد الأوضاع إلى مربع التهدئة الأساسي الذي كان قبل أشهر، لفترة لا بأس بها من الزمن، ولا سيما من إسرائيل، إلى حين استيعاب عملية إسقاط الطائرة وتداعياتها وأبعادها.
من الممكن القول إن إسقاط الطائرة الإسرائيلية سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة على الحدود بين فلسطين المحتلة وكل من لبنان وسورية، بعد دخول منظومة الأسلحة المضادة للطيران على خط الاشتباك المستمر منذ ما قبل اندلاع الثورة السورية، حين كانت دولة الاحتلال تنفذ غارات جوية على مواقع داخل الأراضي السورية، بذريعة منع وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان، مدركةً أن نظام الدفاع الجوي في سورية غير قادر على إلحاق الأذى بالطائرات الإسرائيلية الأميركية. غير أنه مع دخول أطرافٍ عديدة على خط الأزمة السورية، ولا سيما مع الوجود الإيراني والروسي على الأرض، تبدلت الأمور على ما يبدو، خصوصاً مع التأكد من وجود أسلحة "كاسرة للتوازن" على الأراضي السورية، وربما اللبنانية.
التحولات الحاصلة على الأراضي السورية ليست مقتصرةً على المعطيات العسكرية، بل على السياسية أيضاً، إذ لم يعد قرار الحرب والسلم بيد النظام السوري، ولا حليفه الإيراني، واللذين يحتاجان إلى التنسيق باستمرار مع الراعي الروسي للأحداث في سورية، كبيرها وصغيرها، وحتى إسقاط الطائرة أمس، لم يكن ليحدث، لو لم تكن هناك موافقة روسية، أو غض طرف، على ذلك. ولم تكن هذه الموافقة لو لم يعلم الروس يقيناً أن أي تصعيد على الجبهة السورية - الإسرائيلية سيكون مضبوطاً إلى أبعد الحدود، وليس أكثر من تبادل رسائل ثلاثية بين إيران وروسيا والولايات المتحدة.
برز هذا الضبط منذ اللحظات الأولى اللاحقة لإسقاط الطائرة الإسرائيلية، مع مسارعة سلطات الاحتلال إلى مناشدة الروس والأميركيين التدخل لتهدئة الجبهة، وهو ما لاقته موسكو مباشرة بالدعوة إلى وقف التصعيد. وهي رغبة يتشارك فيها الجميع، على الأرجح، إذ إن لا أحد معنياً اليوم بفتح باب جديد للحرب في المنطقة، وحتى الأطراف نفسها التي قد تكون مشاركة في هذه الحرب، غير راغبة فيها، بالنظر إلى الجبهات الأخرى المفتوحة، والتي لم تغلق بعد. وبغض النظر عن أن النظام السوري نفسه فاقد قرار الحرب والسلم، فإن الإيرانيين ليسوا في وارد فتح معركةٍ تستنزف مزيدا من مواردهم، والأمر ينسحب تلقائياً على حزب الله، إضافة إلى أن الفيتو الروسي مؤكد على مثل هذه الحرب، خصوصاً في ظل وجود القوات الروسية في المنطقة. ويمكن إضافة إسرائيل الآن إلى قائمة عدم الراغبين في الحرب، وتحديداً بعد إدراكها حالياً أن خللاً واضحاً أصاب موازين القوى وضرب السلاح الجوي الذي كان يعطي دولة الاحتلال التفوق في الحروب التي كانت تدخلها.
ما بين الرغبات السياسية والتطورات الميدانية، يمكن اعتبار حادثة يوم أمس مفصليةً في إعادة ضبط قواعد الاشتباك في المنطقة، من دون أن تؤدي، بالضرورة، إلى الانجرار نحو حربٍ لا يريدها أحد.
هذا السؤال يشغل متابعين ومواطنين كثيرين، خصوصاً في لبنان وسورية، مع كثير من القلق حول التداعيات المحتملة لاندلاع مثل هذه الحرب، غير أن المعطيات المستجدة، بعد حادثة يوم أمس، قد تعطي إجابة مريحة نسبياً لهذا السؤال، لتعيد الأوضاع إلى مربع التهدئة الأساسي الذي كان قبل أشهر، لفترة لا بأس بها من الزمن، ولا سيما من إسرائيل، إلى حين استيعاب عملية إسقاط الطائرة وتداعياتها وأبعادها.
من الممكن القول إن إسقاط الطائرة الإسرائيلية سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة على الحدود بين فلسطين المحتلة وكل من لبنان وسورية، بعد دخول منظومة الأسلحة المضادة للطيران على خط الاشتباك المستمر منذ ما قبل اندلاع الثورة السورية، حين كانت دولة الاحتلال تنفذ غارات جوية على مواقع داخل الأراضي السورية، بذريعة منع وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان، مدركةً أن نظام الدفاع الجوي في سورية غير قادر على إلحاق الأذى بالطائرات الإسرائيلية الأميركية. غير أنه مع دخول أطرافٍ عديدة على خط الأزمة السورية، ولا سيما مع الوجود الإيراني والروسي على الأرض، تبدلت الأمور على ما يبدو، خصوصاً مع التأكد من وجود أسلحة "كاسرة للتوازن" على الأراضي السورية، وربما اللبنانية.
التحولات الحاصلة على الأراضي السورية ليست مقتصرةً على المعطيات العسكرية، بل على السياسية أيضاً، إذ لم يعد قرار الحرب والسلم بيد النظام السوري، ولا حليفه الإيراني، واللذين يحتاجان إلى التنسيق باستمرار مع الراعي الروسي للأحداث في سورية، كبيرها وصغيرها، وحتى إسقاط الطائرة أمس، لم يكن ليحدث، لو لم تكن هناك موافقة روسية، أو غض طرف، على ذلك. ولم تكن هذه الموافقة لو لم يعلم الروس يقيناً أن أي تصعيد على الجبهة السورية - الإسرائيلية سيكون مضبوطاً إلى أبعد الحدود، وليس أكثر من تبادل رسائل ثلاثية بين إيران وروسيا والولايات المتحدة.
برز هذا الضبط منذ اللحظات الأولى اللاحقة لإسقاط الطائرة الإسرائيلية، مع مسارعة سلطات الاحتلال إلى مناشدة الروس والأميركيين التدخل لتهدئة الجبهة، وهو ما لاقته موسكو مباشرة بالدعوة إلى وقف التصعيد. وهي رغبة يتشارك فيها الجميع، على الأرجح، إذ إن لا أحد معنياً اليوم بفتح باب جديد للحرب في المنطقة، وحتى الأطراف نفسها التي قد تكون مشاركة في هذه الحرب، غير راغبة فيها، بالنظر إلى الجبهات الأخرى المفتوحة، والتي لم تغلق بعد. وبغض النظر عن أن النظام السوري نفسه فاقد قرار الحرب والسلم، فإن الإيرانيين ليسوا في وارد فتح معركةٍ تستنزف مزيدا من مواردهم، والأمر ينسحب تلقائياً على حزب الله، إضافة إلى أن الفيتو الروسي مؤكد على مثل هذه الحرب، خصوصاً في ظل وجود القوات الروسية في المنطقة. ويمكن إضافة إسرائيل الآن إلى قائمة عدم الراغبين في الحرب، وتحديداً بعد إدراكها حالياً أن خللاً واضحاً أصاب موازين القوى وضرب السلاح الجوي الذي كان يعطي دولة الاحتلال التفوق في الحروب التي كانت تدخلها.
ما بين الرغبات السياسية والتطورات الميدانية، يمكن اعتبار حادثة يوم أمس مفصليةً في إعادة ضبط قواعد الاشتباك في المنطقة، من دون أن تؤدي، بالضرورة، إلى الانجرار نحو حربٍ لا يريدها أحد.