28 يوليو 2019
حرب برية على غزة
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)
يحذر متابعون عديدون للتحركات الصهيونية من حرب إسرائيلية وشيكة، فهل اقتربت ساعة الصفر؟
نقول نعم اقتربت، ونستدل على ذلك من خلال عدة معطيات. بداية كان العدو الصهيوني يتفاخر بأنه المتفوق عسكرياً وأمنياً تحت عنوان الجيش الذي لا يقهر، معتبراً ذلك أساسا راسخا لديه، وفق مبدأ الحفاظ على هيبة الدولة، باعتبار هذا المفهوم يعزز الردع للدولة في مواجهة أعدائها. إلا أن المقاومة الفلسطينية، وفي جولة التصعيد أخيرا بعد العملية الأمنية الصهيونية الفاشلة، مزقت هيبة الدولة، بعد ما لاقته القوات الصهيونية الخاصة في خان يونس جنوب قطاع غزة، عندما عادت منقوصة خاسرة تجر ذيول الخيبة والخسران، بعد مقتل وإصابة عدد من جنودها، وعلى رأسهم قائد الوحدة الصهيونية المقدم، محمود خير الله، حيث لا زال العدو الصهيوني يخفي خسائره الحقيقة بعد هذه العملية الأمنية الفاشلة، وما لحقها من رد للمقاومة، ما أحدث فشلا عسكريا لقوات الاحتلال، تبعه فشل سياسي، تمثل في استقالة وزير الحرب الصهيوني، ليسجل بذلك فشل سياسي وعسكري وأمني، ما كسر هيبة الدولة وحطم الردع الصهيوني.
ومن جهة أخرى، ذكر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الصهيوني أجرى مناورات شملت محاكاة مواجهة مقاتلي حركة حماس في غزة السفلى، وهي شبكة أنفاق تابعة للحركة أسفل القطاع، حيث يشعر الجيش أن الحركة لا زالت متفوقة في هذا السياق، إذ يزال سيناريو حرب برية على قطاع غزة حاضرا بشدة، على الرغم مما سيصاحب ذلك من توابع وخسائر كبرى ستلحق بالعدو الصهيوني وجبهته الداخلية، لأن أي عدوان صهيوني بري على قطاع غزة سيوقع مئات من الشهداء وخسائر عديدة لدى سكان قطاع غزة المدنية.
على الجانب الآخر، لن تحظى المدن الفلسطينية المحتلة بالاستقرار، لأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء، وأوغل في دماء الفلسطينيين، إذ ستكون للمقاومة كلمة ورد، لن تستطيع عقول الصهاينة إدراكه، وسيعلمون أنهم أخطؤوا الطريق وسلكوا سبيل المهالك.
لن تكون المعركة المقبلة كأي حرب سابقة، أكاد أجزم أن إدارة رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تريد من ذلك تحقيق نصر وهمي، بأنها شنت حملة عسكرية برية على غزة، وهاجمت قواعد المقاومة فيها في محاولة لإرضاء اليمين الصهيوني بعد غياب الردع وتحطمه على صخرة صمود المقاومة التي نجحت من خلال غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في إدارة الصراع بشكل ذكي، وتمتعت بمهارة وذكاء في إدارة المعركة، فأصبح الانتصار نصر مركب ونصر يشهد به العدو قبل الصديق، وشهدت به شوارع تل الربيع المحتلة التي خرج فيها الآلاف من الصهاينة يعترفون بهزيمة جيشهم وذوبان ردعه المزعوم أمام نجاح أركان المقاومة في إدارة المعركة، فهل ستصمد الجبهة الداخلية الصهيونية هذه في حال عدوان صهيوني بري؟ بالتأكيد لا.
ونذكر هنا مقولة القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، حين قال: "ولو زادوا لزدنا"، وهي عبارة تؤكد أن المقاومة تتبع استراتيجية القوي الحكيم الذي يعلم متي يضرب وأين، ليثبت مجدّداً أن حكمة قيادة المقاومة والحاضنة الشعبية التي تحظى بها، ستشكل درعا لها يحمي المقاومة، وسيف يهاجم كل من يتجرأ على دماء شعبنا.
قبل أيام، عقد رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الذي يحمل حقيبة وزارة الحرب الصهيونية عدة لقاءات مع وزراء الحرب الصهاينة السابقين، ومع مسؤولي الأجهزة الأمنيين السابقين، وهذا يدل على أن نتنياهو أمام تنفيذ عملية غير مسبوقة، وهو ما أكده استمرار الحشد الصهيوني في الجنوب والمناورات التي تتبعها مناورات ونشر البطاريات للقبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع في المدن الصهيونية.
وهذا يؤكد أن نتنياهو يحاول القيام بعمليةٍ ليست كسابقاتها في محاولةٍ لاستعادة الردع، وترميم هيبة الدولة الصهيونية التي تعيش علي هيبة الرعب التي تصور في الإعلام بصورة الجيش الذي لا يقهر، وأن هذه الصورة وهيبتها تعد صورة وجودية بالنسبة للاحتلال. هنا نجد أن مختلف الأحزاب الصهيونية من اليسار واليمين، على الرغم من اختلافها وقفت خلف نتنياهو عندما قال في تصريحات تبعت عملية خان يونس الفاشلة، أنّ هناك عملية مستمرة، وأوضح ماهية هذه العملية والجهود العملياتية التي يقوم بها لقادة الأحزاب التي يتكون منها التكتل الصهيوني المشكل للحكومة، فمنع سقوطها. وفي ضوء ذلك كله، أصبحت الدلائل العديدة بأن الردع وترميم هيبة الدولة لن تتم إلا بعملية برية واسعة في قطاع غزة، ولن تقتصر علي القصف الجوي بل ستتعداها لما هو أكثر.
في ضوء تسارع التطبيع العربي مع الاحتلال وتهافت المتخاذلين في السير مع قطيع المطبعين مع الاحتلال في سبيل إرضاء الصنم الأميركي، ومن يسيرون في فلكه، فإن الحاضنة العربية الرسمية، أصبحت غائبة، فيظل التطبيع عن صد أي عدوان كبير على قطاع غزة، ما يجعل الساحة مفتوحة أمام هذا السيناريو، فهل سنكون خلال الأيام المقبلة أمام عدوان صهيوني بري علي غزة؟
نقول نعم اقتربت، ونستدل على ذلك من خلال عدة معطيات. بداية كان العدو الصهيوني يتفاخر بأنه المتفوق عسكرياً وأمنياً تحت عنوان الجيش الذي لا يقهر، معتبراً ذلك أساسا راسخا لديه، وفق مبدأ الحفاظ على هيبة الدولة، باعتبار هذا المفهوم يعزز الردع للدولة في مواجهة أعدائها. إلا أن المقاومة الفلسطينية، وفي جولة التصعيد أخيرا بعد العملية الأمنية الصهيونية الفاشلة، مزقت هيبة الدولة، بعد ما لاقته القوات الصهيونية الخاصة في خان يونس جنوب قطاع غزة، عندما عادت منقوصة خاسرة تجر ذيول الخيبة والخسران، بعد مقتل وإصابة عدد من جنودها، وعلى رأسهم قائد الوحدة الصهيونية المقدم، محمود خير الله، حيث لا زال العدو الصهيوني يخفي خسائره الحقيقة بعد هذه العملية الأمنية الفاشلة، وما لحقها من رد للمقاومة، ما أحدث فشلا عسكريا لقوات الاحتلال، تبعه فشل سياسي، تمثل في استقالة وزير الحرب الصهيوني، ليسجل بذلك فشل سياسي وعسكري وأمني، ما كسر هيبة الدولة وحطم الردع الصهيوني.
ومن جهة أخرى، ذكر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الصهيوني أجرى مناورات شملت محاكاة مواجهة مقاتلي حركة حماس في غزة السفلى، وهي شبكة أنفاق تابعة للحركة أسفل القطاع، حيث يشعر الجيش أن الحركة لا زالت متفوقة في هذا السياق، إذ يزال سيناريو حرب برية على قطاع غزة حاضرا بشدة، على الرغم مما سيصاحب ذلك من توابع وخسائر كبرى ستلحق بالعدو الصهيوني وجبهته الداخلية، لأن أي عدوان صهيوني بري على قطاع غزة سيوقع مئات من الشهداء وخسائر عديدة لدى سكان قطاع غزة المدنية.
على الجانب الآخر، لن تحظى المدن الفلسطينية المحتلة بالاستقرار، لأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء، وأوغل في دماء الفلسطينيين، إذ ستكون للمقاومة كلمة ورد، لن تستطيع عقول الصهاينة إدراكه، وسيعلمون أنهم أخطؤوا الطريق وسلكوا سبيل المهالك.
لن تكون المعركة المقبلة كأي حرب سابقة، أكاد أجزم أن إدارة رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تريد من ذلك تحقيق نصر وهمي، بأنها شنت حملة عسكرية برية على غزة، وهاجمت قواعد المقاومة فيها في محاولة لإرضاء اليمين الصهيوني بعد غياب الردع وتحطمه على صخرة صمود المقاومة التي نجحت من خلال غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في إدارة الصراع بشكل ذكي، وتمتعت بمهارة وذكاء في إدارة المعركة، فأصبح الانتصار نصر مركب ونصر يشهد به العدو قبل الصديق، وشهدت به شوارع تل الربيع المحتلة التي خرج فيها الآلاف من الصهاينة يعترفون بهزيمة جيشهم وذوبان ردعه المزعوم أمام نجاح أركان المقاومة في إدارة المعركة، فهل ستصمد الجبهة الداخلية الصهيونية هذه في حال عدوان صهيوني بري؟ بالتأكيد لا.
ونذكر هنا مقولة القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، حين قال: "ولو زادوا لزدنا"، وهي عبارة تؤكد أن المقاومة تتبع استراتيجية القوي الحكيم الذي يعلم متي يضرب وأين، ليثبت مجدّداً أن حكمة قيادة المقاومة والحاضنة الشعبية التي تحظى بها، ستشكل درعا لها يحمي المقاومة، وسيف يهاجم كل من يتجرأ على دماء شعبنا.
قبل أيام، عقد رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الذي يحمل حقيبة وزارة الحرب الصهيونية عدة لقاءات مع وزراء الحرب الصهاينة السابقين، ومع مسؤولي الأجهزة الأمنيين السابقين، وهذا يدل على أن نتنياهو أمام تنفيذ عملية غير مسبوقة، وهو ما أكده استمرار الحشد الصهيوني في الجنوب والمناورات التي تتبعها مناورات ونشر البطاريات للقبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع في المدن الصهيونية.
وهذا يؤكد أن نتنياهو يحاول القيام بعمليةٍ ليست كسابقاتها في محاولةٍ لاستعادة الردع، وترميم هيبة الدولة الصهيونية التي تعيش علي هيبة الرعب التي تصور في الإعلام بصورة الجيش الذي لا يقهر، وأن هذه الصورة وهيبتها تعد صورة وجودية بالنسبة للاحتلال. هنا نجد أن مختلف الأحزاب الصهيونية من اليسار واليمين، على الرغم من اختلافها وقفت خلف نتنياهو عندما قال في تصريحات تبعت عملية خان يونس الفاشلة، أنّ هناك عملية مستمرة، وأوضح ماهية هذه العملية والجهود العملياتية التي يقوم بها لقادة الأحزاب التي يتكون منها التكتل الصهيوني المشكل للحكومة، فمنع سقوطها. وفي ضوء ذلك كله، أصبحت الدلائل العديدة بأن الردع وترميم هيبة الدولة لن تتم إلا بعملية برية واسعة في قطاع غزة، ولن تقتصر علي القصف الجوي بل ستتعداها لما هو أكثر.
في ضوء تسارع التطبيع العربي مع الاحتلال وتهافت المتخاذلين في السير مع قطيع المطبعين مع الاحتلال في سبيل إرضاء الصنم الأميركي، ومن يسيرون في فلكه، فإن الحاضنة العربية الرسمية، أصبحت غائبة، فيظل التطبيع عن صد أي عدوان كبير على قطاع غزة، ما يجعل الساحة مفتوحة أمام هذا السيناريو، فهل سنكون خلال الأيام المقبلة أمام عدوان صهيوني بري علي غزة؟
مقالات أخرى
19 فبراير 2019
07 يوليو 2018
19 فبراير 2018