تتقاطع أهداف الجولة الخليجية التي بدأها، أمس الأحد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من السعودية قبل أن ينتقل إلى الكويت على أن يزور اليوم الإثنين قطر، والتي استبقها بتأكيده أن "إطالة الأزمة الخليجية ليست في مصلحة أحد"، فضلاً عن دعمه الوساطة الكويتية وتشديده على "دور كبير يقع على عاتق السعودية لحل الأزمة الخليجية"، مع المباحثات التي أجرتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني في الكويت لدعم وساطتها، ومع الرسائل التي حملتها إشادة وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بالمواقف التي تضمّنها خطاب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل أيام، ودعوته إلى رفع الحصار عن قطر.
وتنعكس أهمية هذه التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى تفعيل الوساطة الكويتية ورفع الحصار عن قطر، في كونها صادرة عن أبرز الفاعلين الإقليميين والدوليين، إن من خلال ما تمثله تركيا من ثقل إقليمي في المنطقة، أو ما تمثله موغيريني بصفتها الناطقة بلسان الدبلوماسية الأوروبية الموحدة.
كما أن هذه التحركات تأتي بعد أيام من خطاب أمير قطر، وما حمله من إعادة تأكيد على الثوابت القطرية في ما يتعلق بآلية حل الأزمة المفتعلة ضد الدوحة. وكان أمير قطر قد أكد على عدم السماح بأي مس بالسيادة القطرية وضرورة أن يتم الحوار بلا إملاءات من طرف على طرف آخر، بل يوضع كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع، في الوقت الذي استقبل فيه، أمس الأحد، قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى، الجنرال جوزيف ليونارد فوتيل، وتم استعراض العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، لاسيما في مجال التعاون الدفاعي وأوجه دعمها وتعزيزها، فضلاً عن تناول الحديث العمليات المشتركة للقوات المسلحة القطرية والقوات الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، والتي تستهدف دعم جهودهما في المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
أردوغان يدعو إلى عدم إطالة الأزمة
وفيما لم تصدر أي تصريحات تركية حول تفاصيل ما دار خلال زيارة أردوغان إلى السعودية، أولى محطات جولته الخليجية، ذكرت الوكالة السعودية الرسمية للأنباء "واس" أن جلسة المباحثات بين الرئيس التركي والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، جرى خلالها "استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله". كما شملت مباحثات أردوغان، في مدينة جدة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما أعلنت وزارة الحج والعمرة بالسعودية، أنها ستستقبل الحجاج القطريين، القادمين عبر الجو، من خلال أي خطوط، باستثناء "الخطوط القطرية"، ما يعني إلغاء الحج والعمرة عبر البر، بعد إغلاق منفذ أبو سمرة البري، الذي يربط البلدين، منذ إعلان السعودية، وثلاث دول أخرى، قطع العلاقات مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي.
وكان أردوغان قد استبق وصوله برسالة واضحة مفادها أن "إطالة أمد الأزمة في الخليج ليس في صالح أحد". وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي في إسطنبول قبل أن يصعد على متن الطائرة التي تنقله إلى السعودية "ليس في صالح أحد أن تطول هذه الأزمة أكثر"، مضيفاً أن "العالم الإسلامي بحاجة إلى تعاون وتضامن وليس إلى انقسامات جديدة"، لافتاً إلى أن الأطراف المستفيدة من الأزمة الخليجية "هم الذين يسعون إلى زرع الفتنة بين الأشقاء والتحكم في مستقبل المنطقة".
وبحسب التصريحات التي نُقلت عنه، جدد أردوغان، أمس الأحد، دعم بلاده المطلق لدور الوساطة التي يقوم بها أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وللمساعي التي تبذلها الدول الإقليمية والعالمية من أجل احتواء الأزمة الخليجية.
وشدد الرئيس التركي على أن "السعودية هي الشقيق الأكبر لمنطقة الخليج العربي... ودور كبير يقع على عاتقها لحل الأزمة الخليجية، والملك سلمان يأتي في مقدمة الشخصيات القادرة على حل الخلاف".
وبخصوص زيارته إلى قطر، قال إنه سيبحث مع أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة الخليجية، والأوضاع السائدة في سورية والعراق واليمن وليبيا، ومكافحة الإرهاب". وأشاد أردوغان بالمواقف القطرية تجاه الأزمة الخليجية، قائلاً إن "قطر تصرفت منذ بداية الأزمة الخليجية بعقل سليم وببصيرة تامة، وبذلت جهوداً كبيرة لحل الخلاف عن طريق الحوار"، معتبرا خطاب أمير قطر أنه خطوة صحيحة نحو الحل.
إسناد أوروبي وبريطاني
في موازاة المشاورات التركية في السعودية ومن ثم الكويت حيث التقى أردوغان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في قصر دار سلوى بمحافظة حولي (شرق)، وأجرى معه مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة وسط تأكيد وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن "جواً ودياً ساد المباحثات"، كانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي تزور الكويت لبحث الأزمة الخليجية التي حضرت في لقائها مع أمير الكويت، ووزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الصباح. ودعت موغيريني من الكويت كافة أطراف الأزمة الخليجية إلى "الدخول في مفاوضات للاتفاق على مبادئ واضحة وخريطة طريق لحل سريع" للأزمة فيما أكدت في تصريحات سابقة على دعمها للوساطة الكويتية، وأهمية التعاون معها.
كما تم إسناد حراك كل من تركيا والاتحاد الأوروبي بموقف بريطاني جديد داعم للحل، إذ أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، عن ترحيبه بجهود قطر في محاربة الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهاب.
وفي تصريحات لوسائل إعلام بريطانية، تطرق جونسون إلى الكلمة التي ألقاها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وأشار إلى التزام قطر بالوساطة الكويتية عبر الحوار من أجل حل الخلافات. وأوضح أنّ بلاده "ستساعد في حل الأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية، عن طريق الوساطة الكويتية". ورحّب بتعهدات أمير قطر في محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله. كما أعرب الوزير البريطاني عن رغبته في أن "تتخذ كلٌ من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر خطوات تفضي إلى رفع الحظر الذي تفرضه على قطر".
في غضون ذلك، وفي استمرار للافتراءات التي بنت عليها دول الحصار حملتها ضد قطر، قال السفير السعودي لدى الأردن، خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، أمس الأحد، إن "الالتزام بما وقعوا (قطر) عليه وتنفيذ ما طلب منهم ينهي الأزمة". واعتبر أن "قائمة المطالب الثلاثة عشر التي أرسلتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (قائمة الإملاءات التي رفضتها قطر) تترجم الاتفاقين اللذين وقّع عليهما أمير دولة قطر في 2013 و2014 بالرياض"، على حد وصفه. وقال إن "مطالب دول الحصار من قطر واضحة، وفي مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب"، مشيراً إلى أن تلك المطالب لا تمس سيادة قطر، على حد قوله. كما اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عبر موقع تويتر، في وقت متأخر من يوم السبت، أن الحوار ضروري، ولكن على قطر أن تراجع سياساتها، لأن تكرار مواقفها السابقة "يعمق الأزمة"، في ما بدا أنه رد غير مباشر على خطاب أمير قطر. كما هاجم أمس الأحد قناة الجزيرة بقوله "ستخرج الجزيرة من هذه الأزمة قناة محلية ومنشور حزبي باهت".
كما أن هذه التحركات تأتي بعد أيام من خطاب أمير قطر، وما حمله من إعادة تأكيد على الثوابت القطرية في ما يتعلق بآلية حل الأزمة المفتعلة ضد الدوحة. وكان أمير قطر قد أكد على عدم السماح بأي مس بالسيادة القطرية وضرورة أن يتم الحوار بلا إملاءات من طرف على طرف آخر، بل يوضع كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع، في الوقت الذي استقبل فيه، أمس الأحد، قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى، الجنرال جوزيف ليونارد فوتيل، وتم استعراض العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، لاسيما في مجال التعاون الدفاعي وأوجه دعمها وتعزيزها، فضلاً عن تناول الحديث العمليات المشتركة للقوات المسلحة القطرية والقوات الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، والتي تستهدف دعم جهودهما في المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
أردوغان يدعو إلى عدم إطالة الأزمة
وفيما لم تصدر أي تصريحات تركية حول تفاصيل ما دار خلال زيارة أردوغان إلى السعودية، أولى محطات جولته الخليجية، ذكرت الوكالة السعودية الرسمية للأنباء "واس" أن جلسة المباحثات بين الرئيس التركي والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، جرى خلالها "استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله". كما شملت مباحثات أردوغان، في مدينة جدة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما أعلنت وزارة الحج والعمرة بالسعودية، أنها ستستقبل الحجاج القطريين، القادمين عبر الجو، من خلال أي خطوط، باستثناء "الخطوط القطرية"، ما يعني إلغاء الحج والعمرة عبر البر، بعد إغلاق منفذ أبو سمرة البري، الذي يربط البلدين، منذ إعلان السعودية، وثلاث دول أخرى، قطع العلاقات مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي.
وبحسب التصريحات التي نُقلت عنه، جدد أردوغان، أمس الأحد، دعم بلاده المطلق لدور الوساطة التي يقوم بها أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وللمساعي التي تبذلها الدول الإقليمية والعالمية من أجل احتواء الأزمة الخليجية.
وشدد الرئيس التركي على أن "السعودية هي الشقيق الأكبر لمنطقة الخليج العربي... ودور كبير يقع على عاتقها لحل الأزمة الخليجية، والملك سلمان يأتي في مقدمة الشخصيات القادرة على حل الخلاف".
وبخصوص زيارته إلى قطر، قال إنه سيبحث مع أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة الخليجية، والأوضاع السائدة في سورية والعراق واليمن وليبيا، ومكافحة الإرهاب". وأشاد أردوغان بالمواقف القطرية تجاه الأزمة الخليجية، قائلاً إن "قطر تصرفت منذ بداية الأزمة الخليجية بعقل سليم وببصيرة تامة، وبذلت جهوداً كبيرة لحل الخلاف عن طريق الحوار"، معتبرا خطاب أمير قطر أنه خطوة صحيحة نحو الحل.
إسناد أوروبي وبريطاني
في موازاة المشاورات التركية في السعودية ومن ثم الكويت حيث التقى أردوغان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في قصر دار سلوى بمحافظة حولي (شرق)، وأجرى معه مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة وسط تأكيد وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن "جواً ودياً ساد المباحثات"، كانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي تزور الكويت لبحث الأزمة الخليجية التي حضرت في لقائها مع أمير الكويت، ووزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الصباح. ودعت موغيريني من الكويت كافة أطراف الأزمة الخليجية إلى "الدخول في مفاوضات للاتفاق على مبادئ واضحة وخريطة طريق لحل سريع" للأزمة فيما أكدت في تصريحات سابقة على دعمها للوساطة الكويتية، وأهمية التعاون معها.
كما تم إسناد حراك كل من تركيا والاتحاد الأوروبي بموقف بريطاني جديد داعم للحل، إذ أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، عن ترحيبه بجهود قطر في محاربة الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهاب.
في غضون ذلك، وفي استمرار للافتراءات التي بنت عليها دول الحصار حملتها ضد قطر، قال السفير السعودي لدى الأردن، خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، أمس الأحد، إن "الالتزام بما وقعوا (قطر) عليه وتنفيذ ما طلب منهم ينهي الأزمة". واعتبر أن "قائمة المطالب الثلاثة عشر التي أرسلتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (قائمة الإملاءات التي رفضتها قطر) تترجم الاتفاقين اللذين وقّع عليهما أمير دولة قطر في 2013 و2014 بالرياض"، على حد وصفه. وقال إن "مطالب دول الحصار من قطر واضحة، وفي مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب"، مشيراً إلى أن تلك المطالب لا تمس سيادة قطر، على حد قوله. كما اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عبر موقع تويتر، في وقت متأخر من يوم السبت، أن الحوار ضروري، ولكن على قطر أن تراجع سياساتها، لأن تكرار مواقفها السابقة "يعمق الأزمة"، في ما بدا أنه رد غير مباشر على خطاب أمير قطر. كما هاجم أمس الأحد قناة الجزيرة بقوله "ستخرج الجزيرة من هذه الأزمة قناة محلية ومنشور حزبي باهت".