حراسة "الملكي" بين فرحة "القديس" ودموع البطل والوافد الجديد

02 اغسطس 2014
ثلاثة حراس والمشكلة واحدة في ريال مدريد (Getty)
+ الخط -

بدأت قصة حماية "الخشبات الثلاث" في ريال مدريد، يوم تلقت جماهيره صدمة كبيرة بعدما أصيب كاسياس وتمت الاستعانة بدييجو لوبيز، حيثُ اعتقد الجميع أن لوبيز سيفشل في حماية العرين المدريدي، لكنه غيّر مفهوم حراسة المرمى وأبعد "القديس" عن الصورة تماماً، حتى أصبح الحارس الأساسي لـ"الميرينجي".

لكن اليوم تبدلت الحكاية وظهر التناقض والجدل في الصحافة الإسبانية وداخل أروقة النادي "الملكي"، فلوبيز الذي أزاح كاسياس في السنوات الماضية عن التشكيلة الأساسية، بات اليوم على لائحة المغادرين رسمياً، خصوصاً بعد استقدام الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، لتنطلق قصة مرعبة ممثلوها هم "القديس" الطفل المدلل في مدريد والبطل لوبيز الذي كان "خير خلف لأفضل سلف" وصولاً إلى نافاس، الذي اقترب من جنبات سانتياجو برنابيو دون إنذار مسبق ليُعلن وفاة القديس والبطل.

وبالطبع فإن المشكلة تكمن في وجود ثلاثة حراس مرمى مميزين في فريق واحد، وهذا ما أبرزته صحيفة "آس" الإسبانية، عندما كتبت "ثلاثة حراس وأزمة واحدة"، في وقت نشرت فيه صحيفة "ماركا" حلاً بديلاً هو بيع لوبيز لتشيلسي كون مورينيو هو عرابه الأول، لكن هناك يفيض الإناء بمحتواه، إذ يوجد عملاقان هما بيتر تشيك وتيبو كورتوا.

في المقابل فإن أنشيلوتي اختار "القديس" كاسياس لكي يحمي عرين ريال مدريد في الموسم المقبل في نهائي السوبر الأوروبي، وهو ما قد ينبئ بحجزه المكان الرئيسي برمى الريال للموسم المقبل، لكن المثير للجدل أن القرار تحوم حوله الشبهات، إذ إن لوبيز كان أساسياً في الدوري وكاسياس لعب مباريات دوري الأبطال، فمن أين أتى قرار استقدام نافاس، ومن قال إن النادي "الملكي" يعاني من مشكلة على صعيد حراسة المرمى؟

لذلك ورغم عدم تأكيد مغادرة لوبيز للريال في الوقت الحالي، إلا أن الصحافة الإسبانية أعلنت منذ الآن رحيل لوبيز بمجرد أن يضع نافاس قدميه في مدريد، إذ إن لوبيز الذي كان حارساً أساسياً في الدوري الإسباني، لن يقبل بأن يكون خياراً ثالثاً بالنسبة للمدرب الإيطالي أنشيلوتي وبالتالي المغادرة أصبحت حتمية ومؤكدة بحسب رأي الصحافة الرياضية الإسبانية.

إحصاءات فنية لصالح لوبيز
ودخولاً في خفايا القصة الغريبة بعض الشيء تُوضح الأرقام والإحصاءات الفنية لدييجو لوبيز أنه حارس متميز ومن الطراز الرفيع، إذ إنه حافظ على نظافة شباكه في 16 مباراة من أصل 36 في منافسات "الليجا" الإسبانية، في وقت تصدى فيه لحوالى 88 فرصة حقيقية لهز شباكه، وهذا رقم لم يحققه كاسياس عندما خاض 37 مباراة في موسم 2011-2012، حيثُ حافظ على نظافة شباكه في 14 مباراة وتصدى لـ84 فرصة حقيقية.

فيما لم يحقق "القديس" كاسياس الرقم الذي سجله لوبيز بعدم هز شباكه في 16 مباراة في الدوري الإسباني منذ موسم 2001-2002، لكن استقدام الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس مثير للريبة، حتى لو تم الأخذ بعين الاعتبار معدل أعمار حراس المرمى، فكسياس (33 سنة) ولوبيز (32 سنة)، أم نافاس فعمره 27 سنة، أي أن الفارق ليس بالشاسع، مع عدم نكران أنهم من بين أفضل حراس المرمى حالياً.

ويبدو أن "القديس" هو أكثر المستفيدين من انتقال نافاس الذي قد يفتح الباب سريعاً أمام مغادرة دييجو لوبيز الذي خطف الأضواء من الحارس المحبوب في الريال، في وقت قد يكون هذا التغيير المفاجئ من أجل أن يعود كاسياس إلى مركزه الأساسي الذي اعتاد جمهور الريال رؤيته فيه، وبالنسبة بدييجو لوبيز الحارس الذي أنقذ "الملكي" من سقطة مروعة، وكان البديل المتألق سيكون أمام خروج غريب من الباب الضيق.