30 ابريل 2016
حتى لا يكون الانتقام عبثياً
يلفت النظر في فاجعة حرق المستوطنين اليهود منزل الرضيع علي دوابشة، في الضفة الغربية المحتلة، دعوات الثأر التي أطلقتها فصائل وشخصيات كثيرة، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وذهب بعضها إلى المطالبة بإنهاء التهدئة مع إسرائيل، وإطلاق الصواريخ من غزة على المدن الإسرائيلية، مثل تل أبيب وحيفا، وغيرهما.
من حيث المبدأ، تستوجب جريمة بهذا الشكل الرد عليها بما يتكافأ مع حجمها، بيد أننا بحاجة، أولاً، إلى الإجابة عن أسئلة مهمة، قبل أن تجرفنا مشاعر "الثأر والانتقام": ما الهدف من الرد على الجريمة؟ هل هو تحرير فلسطين؟ أو ردع إسرائيل عن ارتكاب جرائم مشابهة مستقبلاً أم أنه فقط إشباع شهوة الانتقام؟.
بخصوص الإجابة الافتراضية الأولى، ليس تحرير فلسطين متاحاً، في هذه المرحلة التي تعاني فيها الأمتان العربية والإسلامية، من الضعف والهوان والتفكك، وفي ظل موازين القوى العالمية، فالتحرير لن يتم إلا عبر جيوش نظامية، وليس تنظيمات تعتمد أسلوب حرب العصابات، مع احترامنا الكامل نضالَ كل الفصائل الفلسطينية. وبالتالي، أي عمليات، مهما كانت قوتها وحجمها، لن تُسهم في تحرير أي شبر من فلسطين.
أما بخصوص ردع إسرائيل، فهذا هدف مهم وحيوي وضروري، لكن الوصول إليه ليس سهلاً، ويحتاج إلى حسابات دقيقة للغاية، واختيار موفق ومدروس للوسائل المتاحة.
وعلى من ينادون بإنهاء التهدئة وقصف تل أبيب بالصواريخ، رداً على جريمة قتل الرضيع علي دوابشة حرقاً، أن يسألوا أنفسهم: هل سيحقق ذلك الردع المطلوب أم سيؤدي إلى ارتكاب إسرائيل جرائم جديدة، يسقط فيها رضع كثيرون؟
أما عن هدف "إشباع نزوة الانتقام" فقط، فقد أوقعنا هذا الهدف في بعض المآسي، حينما استغلت إسرائيل عمليات كبيرة شنت ضدها، بشكل غير مدروس، وفي توقيت غير مناسب، ونفذت "سياسات"، ما زال يعاني منها الشعب الفلسطيني، بذريعة الرد، ولا أود أن أذكر أمثلة، حتى لا نتهم بأننا نبرر الجرائم الإسرائيلية.
عند هذه النقطة، سيسألني القارئ: إذن، ما الحل؟ وهل نترك هذه الجرائم بدون رد؟
ما أرمي الوصول إليه أن المقاومة، فكرة، وثقافة، وممارسة، لا بد أن تظل حاضرة على الدوام، لكن تنفيذها على الأرض يجب أن يكون مناطاً بقيادة حكيمة، ذات خبرة بمآلات الأمور.
أطلقت فصائل مجهولة صواريخ عدة من غزة على إسرائيل، رداً على الجريمة، لكنها لم تصل، وسقطت داخل حدود القطاع، ولو افترضنا جدلاً أن بقية الفصائل استجابت لدعوات الثأر وقصفت تل أبيب، وغيرها من المدن، ماذا ستكون النتيجة؟.
أليس من الوارد أن تستغل إسرائيل الأمر لشن حرب جديدة على القطاع، سيسقط فيها مئات من أمثال الرضيع دوابشة؟ فهل انتقمنا له في هذه الحالة، أم انتقمنا من أنفسنا؟ ألم يسقط في حرب العام الماضي أكثر من 551 طفلاً، و489 امرأة؟
قد يقول قائل، إن المقاومة في غزة قادرة على صد العدوان، كما صدته العام الماضي. حسناً، لكن (عدم المؤاخذة)، هل استشار مطلقو الصواريخ "فصائل المقاومة الرئيسية"، قبل أن يفرضوا عليها حرباً ضد جيش قوي ومحترف، هو جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ أليس من الوارد أن تكون المقاومة غير جاهزة للحرب؟ ثم، أين سيكون موقع مطلقي "الصواريخ الانتقامية" في التصدي لجيش الاحتلال في الحرب أم أن دورهم يتمثل فقط في إشعالها؟ وماذا بخصوص الشعب الفلسطيني المُرهق في غزة؟ أليس هو "حاضنة المقاومة" وعليه أن يكون، أيضاً، جاهزاً وقادراً على لعب هذا الدور؟
ثم ما الضير في استغلال الحادث، لإبراز "المظلومية الفلسطينية" أكثر وأكثر، وهو الأمر الذي يحتاج من دعاة الثأر أن يغضوا، قليلاً، من أصواتهم؟ ولماذا يتوجب أن يكون "الثأر" آنياً؟، ألا يعلم دعاة الانتقام أن العربي أخذ بثأره بعد 40 عاماً، وقال "لقد استعجلت"؟
بخصوص الإجابة الافتراضية الأولى، ليس تحرير فلسطين متاحاً، في هذه المرحلة التي تعاني فيها الأمتان العربية والإسلامية، من الضعف والهوان والتفكك، وفي ظل موازين القوى العالمية، فالتحرير لن يتم إلا عبر جيوش نظامية، وليس تنظيمات تعتمد أسلوب حرب العصابات، مع احترامنا الكامل نضالَ كل الفصائل الفلسطينية. وبالتالي، أي عمليات، مهما كانت قوتها وحجمها، لن تُسهم في تحرير أي شبر من فلسطين.
أما بخصوص ردع إسرائيل، فهذا هدف مهم وحيوي وضروري، لكن الوصول إليه ليس سهلاً، ويحتاج إلى حسابات دقيقة للغاية، واختيار موفق ومدروس للوسائل المتاحة.
وعلى من ينادون بإنهاء التهدئة وقصف تل أبيب بالصواريخ، رداً على جريمة قتل الرضيع علي دوابشة حرقاً، أن يسألوا أنفسهم: هل سيحقق ذلك الردع المطلوب أم سيؤدي إلى ارتكاب إسرائيل جرائم جديدة، يسقط فيها رضع كثيرون؟
أما عن هدف "إشباع نزوة الانتقام" فقط، فقد أوقعنا هذا الهدف في بعض المآسي، حينما استغلت إسرائيل عمليات كبيرة شنت ضدها، بشكل غير مدروس، وفي توقيت غير مناسب، ونفذت "سياسات"، ما زال يعاني منها الشعب الفلسطيني، بذريعة الرد، ولا أود أن أذكر أمثلة، حتى لا نتهم بأننا نبرر الجرائم الإسرائيلية.
عند هذه النقطة، سيسألني القارئ: إذن، ما الحل؟ وهل نترك هذه الجرائم بدون رد؟
ما أرمي الوصول إليه أن المقاومة، فكرة، وثقافة، وممارسة، لا بد أن تظل حاضرة على الدوام، لكن تنفيذها على الأرض يجب أن يكون مناطاً بقيادة حكيمة، ذات خبرة بمآلات الأمور.
أطلقت فصائل مجهولة صواريخ عدة من غزة على إسرائيل، رداً على الجريمة، لكنها لم تصل، وسقطت داخل حدود القطاع، ولو افترضنا جدلاً أن بقية الفصائل استجابت لدعوات الثأر وقصفت تل أبيب، وغيرها من المدن، ماذا ستكون النتيجة؟.
أليس من الوارد أن تستغل إسرائيل الأمر لشن حرب جديدة على القطاع، سيسقط فيها مئات من أمثال الرضيع دوابشة؟ فهل انتقمنا له في هذه الحالة، أم انتقمنا من أنفسنا؟ ألم يسقط في حرب العام الماضي أكثر من 551 طفلاً، و489 امرأة؟
قد يقول قائل، إن المقاومة في غزة قادرة على صد العدوان، كما صدته العام الماضي. حسناً، لكن (عدم المؤاخذة)، هل استشار مطلقو الصواريخ "فصائل المقاومة الرئيسية"، قبل أن يفرضوا عليها حرباً ضد جيش قوي ومحترف، هو جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ أليس من الوارد أن تكون المقاومة غير جاهزة للحرب؟ ثم، أين سيكون موقع مطلقي "الصواريخ الانتقامية" في التصدي لجيش الاحتلال في الحرب أم أن دورهم يتمثل فقط في إشعالها؟ وماذا بخصوص الشعب الفلسطيني المُرهق في غزة؟ أليس هو "حاضنة المقاومة" وعليه أن يكون، أيضاً، جاهزاً وقادراً على لعب هذا الدور؟
ثم ما الضير في استغلال الحادث، لإبراز "المظلومية الفلسطينية" أكثر وأكثر، وهو الأمر الذي يحتاج من دعاة الثأر أن يغضوا، قليلاً، من أصواتهم؟ ولماذا يتوجب أن يكون "الثأر" آنياً؟، ألا يعلم دعاة الانتقام أن العربي أخذ بثأره بعد 40 عاماً، وقال "لقد استعجلت"؟