حالة التأهّب القصوى في القواعد الجوية التركية قرب سورية

29 يونيو 2015
تركيا تتأهب لحماية حدودها البرية مع سورية (الأناضول)
+ الخط -
أصدر سلاح الجو التركي، اليوم الإثنين، أمراً لقيادة القوات الجوية الثانية والمتمركزة في دياربكر بالبقاء في حالة التأهب القصوى، وذلك بينما بدأ مجلس الأمن القومي التركي اجتماعاً في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيتناول آخر تطورات الأوضاع على الحدود السورية وتهديد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مقابل محاولات فتح ممر كردي على يد قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في شمال سورية.


ومن المقرر أن يناقش المجلس الخيارات المطروحة لشن حملة برية في مدينة جرابلس السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، أو تقديم دعم عسكري لقوات المعارضة السورية المتواجدة في ريف حلب؛ للتقدم باتجاه كوباني وجرابلس ودفع "داعش" نحو مدينة الرقة، وذلك بعد إحكام القوات الكردية السيطرة على مدن وبلدات شمال سورية والتخوف من إقامة دولة كردية على الحدود مع تركيا.


ووجهت هيئة الأركان التركية أوامرها لقيادة القوات الجوية التركية الثانية المتمركزة في قاعدة دياربكر، بإعلان حالة التأهب القصوى متمثلة باللون الأحمر، والبقاء على أهبة الاستعداد في القواعد الثماني التابعة لها، وفي القواعد الجوية الكبيرة المرتبطة بها أيضاً، والقريبة من الحدود السورية كقاعدة مالاطية وباتمان وأضنة (قاعدة إنجرليك)، إذ تم تجهيز جميع الطائرات القتالية بما في ذلك طائرات إف 16 الهجومية لتلقي الأوامر في أي لحظة.

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد أعلن، في وقت سابق، أن الحكومة أنهت جميع الاستعدادات لمواجهة أي انتهاك لحدود تركيا مع كل من سورية والعراق، قائلاً: "إذا أحسسنا أن تركيا مهددة، فنحن على أهبة الاستعداد لجميع الاحتمالات حيال أي انتهاك يطال حدودنا، فقد تم عمل الدراسات اللازمة بخصوص هذه الاستعدادات. وعلى الجميع أن يعرف أن كلا من الجيش التركي والمؤسسات الأمنية ومختلف أجهزة الدولة باتت مستعدة للحفاظ على أمن وسلامة البلاد في أي وقت".

اقرأ أيضاً: داود أوغلو: تركيا أنهت استعداداتها للتدخل في سورية

من جانبه، هدد مراد كرايلان قائد قوات حماية الشعب التابع للعمال الكردستاني الحكومة التركية في حال هجومها على مناطق الإدارة الذاتية التابعة لجناحه السوري؛ أي حزب الاتحاد الديمقراطي.

وشد كرايلان، في تصريحات أدلى بها إلى وكالة فرات المقربة من الكردستاني، على أن الأخير سيقوم بتحويل تركيا إلى أرض معركة بين الطرفين، قائلاً: "إن اتخذ مجلس الأمن القومي التركي أو أي من مراجع الدولة التركية قرارا بالتدخل في مقاطعات الإدارة الذاتية، فإننا سنعتبر ذلك هجوما على الشعب الكردي كله، ولا يوجد فرق بين الهجوم على عين العرب والهجوم على دياربكر". لكن لا أحد يعرف إن كان هذا ينطبق على تل أبيض أم لا، والتي لم تعلن بعد "كانتون" كما لم يتم ضمها إلى أي من الكانتونات المعلنة.

وكان تشاك هاغل وزير الدفاع الأميركي السابق قد أكد لصحيفة "حرييت" التركية في مقابلة أجرتها معه الأربعاء الماضي وتم نشرها اليوم، أن "تركيا والولايات المتحدة الأميركية هما حليفان جيدان لكنهما مختلفان حول بعض القضايا".

وأضاف هاغل أن أهم الخلافات بين الجانبين يخص فتح قاعدة إنجرليك الجوية أمام التحالف الدولي ضد "داعش"، قائلاً: "لدينا بعض الخلافات، وسيستمر الأمر كذلك، ولكن علينا أن نفعل ما بوسعنا لتبقى تركيا صديقة لنا، حيث إن تركيا حليف لا يمكن الاستغناء عنه منذ دخولها الناتو عام 1950".

وشدد هاغل بأن "داعش هي من نوع التنظيمات الذي لم نره من قبل، وأن قتاله لا يمكن أن نقوم به نحن، ولا حاجة لإرسال مئة ألف جندي أميركي كما يجري الحديث اليوم"، وأكد هاغل وجود بعض النقاط التي "تبعث على التفاؤل" في حرب داعش، وهي أن التنظيم لا يحظى بدعم أي دولة، فالإيرانيون ضده، ومعظم السوريين والعراقيين والأكراد والأتراك ودول الخليج، جميعهم ضد داعش، وكذلك الغرب".

اقرأ أيضاً: الصحافة التركية تتحدث عن تدخل عسكري محتمل في سورية