حاتم الفرشيشي: ليس من السهل جذب الشباب للإنشاد الصوفي

استطاع المنشد التونسي الشيخ حاتم الفرشيشي خطف الآذان بصوته العذب، المثقل بنبرات صوفية خاشعة، وذلك في مهرجان "سَمَاع" الديني الذي انتهت فعالياته مؤخراً في مصر. وهي ليست المشاركة الأولى له، فقد اعتاد الحضور إلى القاهرة منذ بداية انطلاق المهرجان. "العربي الجديد" التقى الفرشيشي في هذا الحوار:

ماذا تضيف إليك المشاركة في المهرجانات العربية؟
تسمح لي بالتعرف إلى ثقافات الآخرين وتبادل الخبرات كقائد لـ"فرقة النجاح للإنشاد الصوفي"، والاستماع إلى آخرين، إذ تجمعنا مناقشات عدّة حول فنّ الإنشاد في الدول الأخرى. ويتميّز الإنشاد في تونس وبلاد المغرب العربي بشكل عام بتأثّره بثقافة الأندلس قديمًا.

هل تهتم عائلتك بالفنّ الصوفي؟
صوت والدي جميل، ويغنّي أناشيد صوفيّة، لكنّه لا يشارك في أيّ فعاليات ويقتصر غناؤه فقط على المناسبات العائلية. وكان جدّي أحد مشايخ الطريقة الصوفية القادرية في تونس العاصمة. تعلّمت منهما الكثير في الإلقاء واختيار الأناشيد المحبّبة لدى الناس.

هل شاركت في مهرجانات فنّية؟
شاركت في عدد لا حصر له من المهرجانات، مثل احتفالات طرابلس عاصمة للثقافة الإسلامية، وفي مهرجان الموسيقى الروحية في تونس، من خلال عرض إنشاد وارتجال، وفي مهرجانات دولية مثل "المنستير" وسوسة والحمامات. وأصدرت خلال مسيرتي الفنية ستة ألبومات.

هل حقّقت ألبوماتك مبيعات في تونس؟
لن أكذب عليك، لم تحقّق نجاحاً كبيراً. في عام 2010 ألبوم "أفراح" حقّق نجاحاً شعبياً كبيراً.

هل يُطلب فنّ الإنشاد في الأفراح؟
بكثافة شديدة. حوالي 90 % من البيوت التونسية، من طبقات مختلفة، تطلب فرقاً للإنشاد الصوفي في أفراحها.

هل تستمع إلى أغانٍ عادية؟
أستمع إلى كل أنواع الغناء. في صغري، كنت أغنّي للفنان المصري عبد الحليم حافظ. وعندما بدأت أعرف المقامات، غنّيت للموسيقار محمد عبد الوهاب. كما أستمع إلى القرآن الكريم بأصوات شيوخ مثل النقشبندي وعبد الباسط عبد الصمد، محمد عزيز وحمزة شكور وغيرهم.

لماذا يقترن اسمك بلقب الشيخ رغم صغر سنّك؟
تعدّ لفظة الشيخ مرتبة في الطريقة الصوفية. وإن كنت لم أصل لها بعد، لكن طريقة إنشادي جعلت الجمهور يناديني بهذا اللقب وهو شرف لي.

هل لديك جمهور من الشباب؟
لديّ مستمعون كثيرون من الشباب. فالإنشاد الصوفي في تونس له جذور تراثيّة. كما أنّ الإنشاد جذّاب ولغته سهلة. كان جذب الشباب الذين يستمعون إلى الأغاني الأجنبية تحدّياً كبيراً.

ما هي مواصفات المنشد الحقيقي؟
يجب أن يعرف المنشد هدفه ورسالته وأن تكون لديه القدرة على أن يُشعر الجمهور براحة نفسية من عذوبة صوته وإيمانه.