في عملية عسكرية إسرائيلية خاطفة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، الشابين الشقيقين محمد وعبد الله جدعون، بعد إصابتهما بالرصاص الحي في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن "العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا المخيم نحو الساعة السابعة صباحاً (توقيت محلي)، ثم دهموا منزل عائلة جدعون بشكل مباغت، حيث سُمع صوت إطلاق نار عنيف، فيما انتشر جنود آخرون في أزقة المخيم وعلى أسطح البنايات القريبة".
من مكان اصابة واعتقال كل من احمد ومحمد الجدعون من منزلهم في مخيم جنين
Posted by جنين لايف - jenin Live on Friday, September 4, 2020
وتابع شهود العيان "إن العملية العسكرية استمرّت نحو ساعة، حيث شوهد جنود الاحتلال وهم يحملون الشابين على حمالات، مصابين بعد تعريتهما من ملابسهما، وخرجوا بهما من المخيم".
ونُقل عن والدهما "أن أحد أبنائه أصيب برصاصة في الفخذ، ونزف كميات كبيرة من الدماء، فيما أصيب الآخر في رقبته وخاصرته، وهو في حالة حرجة للغاية".
وأظهرت مقاطع مصورة كميات كبيرة من الدماء تغطي أرضية المنزل، فيما يعلو صوت بكاء من فيه، كما أظهرت الصور دماراً كبيراً حلّ بالمكان، إذ تم تفجير باب البيت بشكل كامل.
وأوضح شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن مسلحين أطلقوا الرصاص صوب قوات الاحتلال خلال انسحابها من مخيم جنين.
مخيم جنيناعتقال كل من احمد ومحمد الجدعون من منزلهم في مخيم جنين وحالتهم خطيرة تصوير : نمر السعدي
Posted by جنين لايف - jenin Live on Friday, September 4, 2020
وحمّل "نادي الأسير الفلسطيني" في بيان له، اليوم السبت، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الشقيقين محمد فضل الشيخ قاسم (جدعون) (27 عاماً)، وأحمد (22 عاماً) من مخيم جنين، وهما أسيران سابقان، مطالباً جهات الاختصاص بضرورة التحرك والكشف عن مصيرهما.
واعتبر "نادي الأسير" أن هذه الجريمة ما هي إلا جزء من سلسلة الجرائم الطويلة التي تنفذها قوات الاحتلال يومياً أثناء عمليات الاعتقال، والتي طالت منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر يوليو/ تموز 2020، اعتقال 2759 مواطناً فلسطينياً منهم الأطفال والنساء، تخللتها عمليات إطلاق نار على المعتقلين، واعتداءات بالضرب المبرح طا,لت كذلك عائلاتهم، إضافة إلى عمليات الترهيب التي تتعمد بثها منذ لحظة اعتقالهم، حتى زجهم في مراكز التوقيف والتحقيق كجولة من عمليات التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرضون لها.
وتابع النادي أن عمليات القمع والتنكيل تمتد بعد نقلهم إلى السجون، من خلال عمليات الاقتحام والتفتيش، والتي كان آخرها ما جرى في سجن "عوفر"، عقب استشهاد الأسير داوود الخطيب، والتي تسببت بإصابات في صفوف الأسرى، حيث تعمدت إدارة السجن رش الأسرى في بعض الغرف بالغاز خمس مرات متتالية.
وقال النادي: "تأتي هذه الجريمة، في ظل مئات المطالبات بالضغط على الاحتلال بوقف عمليات الاعتقال اليومية، خصوصاً في ظل استمرار انتشار وباء فيروس كورونا، ففي الوقت الذي يواجه فيه العالم الوباء، يواجه المواطنون الفلسطينيون خطر الوباء وجرائم الاحتلال، الذي حوّل الوباء إلى أداة قمع وتنكيل".