جيش الاحتلال يدشن مجلة فيديو للتواصل مع الشباب الفلسطيني

29 يوليو 2017
الكذب لتحسين صورة الاحتلال (Getty)
+ الخط -
دشّن جيش الاحتلال الإسرائيلي مطلع الأسبوع الجاري مجلة فيديو للتواصل مع الشباب الفلسطيني بزعم "عرض الصورة الإيجابية" عن إسرائيل، في ظلّ تحذير فلسطيني من خطورة التعاطي مع الإستراتيجيّة الجديدة.
وأطلق ديوان منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة مردخاي بولي مردخاي المجلة "4 youth"، التي ظهرت على صفحته على "فيسبوك". وقامت شابة تتحدث العربية بطلاقة بتقديم الحلقة الأولى من المجلة الإلكترونية التي تبلغ مدتها ثلاث دقائق. وقامت المقدمة بتعريف المجلة بأنها "مجلة الشباب والصبايا"، وتقوم بإبراز "إسهامات إسرائيل الإيجابية" والإشارة إلى مناشط "تدلل على عدم اعتمادها التمييز ضد العرب في تقديم الخدمات"، إلى جانب الإشارة إلى "وجه إسرائيل الجميل"، الذي يحاول الإعلام الفلسطيني والعربي تجاهله. وقد تناولت الحلقة الأولى من هذه المجلة "التسهيلات" التي تقدمها إسرائيل للمسافرين الفلسطينيين والعرب عبر معبر "الكرامة" على الحدود مع الأردن، التي تطلق عليه إسرائيل معبر "اللنبي".
وعرضت "المجلة" مقابلات مع أشخاص زعمت أنهم مسافرون "يعبرون عن رضاهم من مستوى الخدمات المقدمة". وتضمنت الحلقة مقابلة قصيرة مع شخص عرف نفسه كسائح مغربي يزور إسرائيل والأراضي المحتلة، يتحدث بإيجابية عن ملاحظاته في إسرائيل قبل توجهه إلى الأردن عبر المعبر. وتناولت المجلة بعد ذلك مكانة اللغة العربية في إسرائيل، حيث أشارت إلى برنامج جديد تطبقه بعض الجامعات العربية لتعليم اللغة العربية.
وتناولت الحلقة حفلات المطرب الإسرائيلي ران سلمن، مدعية أن أغانيه تنال إعجاب الكثير من الشباب العرب. وقد تم عرض مقابلة مع المطرب على وقع قيام شبان وشابات بالتراقص على أنغام إحدى أغانيه. وفي ختام الحلقة طلبت المقدمة من الشباب الفلسطيني والعربي أن يرسلوا إلى المجلة عبر صفحة المنسق فيديوهات تحكي تجاربهم الشخصية لكي يتعرف عليهم الشباب الإسرائيلي.
وتبدو هناك علاقة وثيقة بين تدشين المجلة وبين أحداث هبة الأقصى التي تتواصل، والتي تحذر المستويات الأمنية الإسرائيلية من تحولها إلى انتفاضة شاملة. فقد برر مردخاي تدشين المجلة بالقول إنها تهدف إلى "مواجهة "التحريض" الذي يتعرض له الشباب الفلسطيني في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الفلسطينية سواء ذات الطابع المؤسسي أو الخاصة التي تحاول تصفية عملية التطبيع مع إسرائيل"، على حد تعبيره.
وقد كتب مردخاي أن المجلة تهدف بشكل خاص إلى تعريف الفلسطينيين على الإسرائيليين "للإثبات لهم إنهم ليسوا سيئين كما تصورهم وسائل الإعلام الفلسطينية".
وقد حذرت دراسة فلسطينية حديثة من مغبة التعامل مع إصدارات ديوان منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وأشارت الدراسة الصادرة عن موقع "المجد الأمني"، الذي يعنى بالشؤون الأمنية إلى أن صفحة "المنسق" تقدم "وجها إعلاميا مزيفا لإبراز الصورة المتحضرة للجيش الصهيوني، فهذه الصفحة تسعى باستخدام الكذب، لإظهار الدور الإنساني للاحتلال وجهوده في تقديم التسهيلات للسكان الفلسطينيين وفي كل المجالات" على حد تعبيرها.
وشددت الدراسة على أن أنشطة "المنسق" على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تحقيق أهداف أمنية، مشيرة إلى أن الصفحة "تترك المجال لمن يريد التواصل معها عبر الرسائل والمشاركات أو التعليقات وهي طريقة لفهم وقراءة رأي الأفراد والسكان حول بعض القضايا كالمقاومة والمعابر والاقتصاد".
ونوهت الدراسة إلى أن هذه الصفحة تهدف أيضا إلى محاولة استدراج الفلسطينيين لتقديم معلومات استخبارية من خلال استغلال حاجتهم لبعض الخدمات.
وتعد الصورة التي حاولت المجلة تقديمها منافية تماما للواقع. فقد تجاهلت المجلة ما تشير إليه تقارير المنظمات الحقوقية حول المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون على معبر "الكرامة"، وحقيقة أن المخابرات والجيش الإسرائيلي يستخدمان هذا المعبر كمصيدة يتم فيها اعتقال الكثير من الشباب الفلسطيني الذين يسافرون خلاله بزعم أنهم مطلوبون للتحقيق. علاوة على أن جيش الاحتلال يرفض السماح لآلاف الفلسطينيين بالسفر. وقد تجاهلت المجلة حقيقة التقارير التي تزخر بها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول تراجع الاهتمام باللغة العربية، إلى جانب الدعوات التي يطلقها نواب في الائتلاف الحاكم لإلغاء المكانة الرسمية للغة.
في الوقت ذاته، فإنّ المجلة تجاهلت حقيقة أن أكثر الأغاني رواجاً في إسرائيل ليست تلك التي تعود لران سلمن، بل لمطربين يحرضون على العنف، مثل أغنية "الانتقام" لدوف شورن، التي تعبر عن الرغبة في فقع عيون الفلسطينيين، أو أغنية أرئيل زيلبر الأخيرة التي توعدت العرب بـ "المزيد من النسخ" من الجندي إليئور آذريا الذي أعدم الفتى الفلسطيني الجريح عبد السلام الشريف في الخليل قبل عامين.



المساهمون