كشفت مصادر مصرية دبلوماسية، لـ"العربي الجديد"، كواليس زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر إلى القاهرة الخميس، وقالت إنه فور وصوله إلى العاصمة المصرية التقى والوفد المرافق، رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي أطلعه بدوره على ما دار في الاجتماع الذي عُقد في وقت سابق من الأسبوع الحالي، مع مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في عدد من دول المنطقة. وأوضحت المصادر، أن جولة كوشنر في المنطقة هدفها الأساسي التنسيق بشأن تدشين وإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية "التحفيزية"، على حد تعبير المصادر، بين الدول التي تستهدفها "صفقة القرن" الأميركية (الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية)، وفي مقدمتها مشاريع الغاز الطبيعي والربط الإقليمي الخاص بها.
وأوضحت المصادر أن "ما يدور في الكواليس، يشير إلى اتفاق حول فترة إضافية وتمهيدية عبر التوسع في الشق الاقتصادي للخطة الأميركية، من خلال تفعيل مجموعة من العقود الخاصة بإنشاء مراكز للطاقة تشارك فيها إسرائيل إلى جانب عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الشروع في تنفيذ عدد من المشاريع اللوجستية التي تخدم بدورها محاور سياسية ضمن بنود صفقة القرن، مثل الدور الذي يقوم به النظام المصري في شمال سيناء عبر مجموعة من المشاريع التي تستهدف أهالي قطاع غزة في مرحلة لاحقة". وبحسب المصادر، فإن المشاورات المتعلقة بالشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن"، تتضمن دخول السعودية في مشاريع مباشرة مع إسرائيل.
حديث المصادر لـ"العربي الجديد"، يدعمه ما نقلته وكالة "بلومبيرغ" بشأن بحث السعودية شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، نقلاً عن الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، أحد المقربين من بنيامين نتنياهو. وبحسب قرا، فإن المملكة ناقشت مع الحكومة الإسرائيلية، تدشين خط أنابيب لربط السعودية بإيلات، مشيراً إلى أنه تم اختيار مدينة إيلات التي تقع على خليج العقبة لقربها من الحدود السعودية وتبعد نحو 40 كيلومترا فقط. وقال قرا، إنه في الوقت الذي اعتاد فيه زعماء العالم العربي أن يكونوا متحدين خلف الفلسطينيين، "إلا أن هذا الدعم بدأ يتراجع بسبب التوترات بين إيران ودول الخليج"، مشيراً إلى أن المملكة وحلفاءها الإقليميين يسعون لتطوير روابط عسكرية واقتصادية مع إسرائيل لمواجهة إيران. وأضاف أن التعاون بين السعودية وإسرائيل، سيسمح للمملكة بتصدير نفطها إلى أوروبا والأسواق الغربية.
من جهة أخرى، سمحت هيئة منع الاحتكار الإسرائيلية، لشركتي "ديليك" الإسرائيلية و"نوبل إنرجي" الأميركية، بإتمام الاستحواذ على نسبة من خط أنابيب شركة غاز شرق المتوسط الرابط بين مصر وإسرائيل، بشرط السماح لأطراف آخرين باستخدام خط الأنابيب.
وكان كوشنر قد وصل إلى القاهرة، قادماً من إسرائيل في إطار جولة في المنطقة تمهيداً لنشر تفاصيل الخطة الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن". وبحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل كوشنر بحضور وزير الخارجية سامح شكري، وعباس كامل، ومن الجانب الأميركي المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والمبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك.
وبحسب راضي، فإن السيسي أكد أن مصر تدعم كل الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، والدفع قدماً بمساعي إحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك وفقاً للمرجعيات الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.
وكان كوشنر قد زار إسرائيل والتقى نتنياهو، وذلك عقب زيارة للأردن التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتباحث معه بشأن "صفقة القرن". وتأتي زيارة كوشنر بعد اجتماع سري لأجهزة مخابرات مصر والسعودية والإمارات والأردن بحضور رئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، بحسب معلومات كشفت عنها مصادر رفيعة المستوى في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، وتم التباحث بشأن مجموعة من الملفات المرتبطة بالخطة الأميركية، وكذلك بحث مسألة تصاعد التوتر في منطقة الخليج وتضييق الخناق على طهران.