جورج قرم.. عن استخدامات الدين اليوم

06 مارس 2016
(قرم في محاضرة في باريس، 2015)
+ الخط -

كان "الربيع العربي" لحظة حراك بيّنت ما تختزنه المنطقة من احتمالات تفجير. ففي لحظة مطالبة الشعوب بالحقوق السياسية والاجتماعية، سرعان ما قفزت إلى المشهد الجماعات المتطرفة، ما ألقى بسرعة بالتشدّد الديني في المعادلات السياسية الجديدة.

لعل رجل السياسة والاقتصاد اللبناني جورج قرم (1940) أحد أكثر المفكرين العرب تطرّقاً لمسألة النزاعات في "الشرق الأوسط" من خلال مجموعة من المؤلفات الإشكالية التي تناول فيها معظم الظواهر الصدامية في المنطقة. غداً، يُلقي قرم محاضرة بعنوان "استخدام الدين في الصراعات المحلية والإقليمية والدولية" في "مركز توفيق طبارة" في بيروت.

لن تكون ظاهرة "الجماعات الإرهابية المتشددة" وحدها حاضرة في سياق حديث قرم، فالمسألة الدينية حاضرة في المعادلة السياسية بطبعها؛ إذ تشكل الانتماءات الدينية أحد أهم عناصر الجغرافيا البشرية التي يمكن التحكم فيها وتوظيفها سياسياً، بتحويلها إلى عوامل استقرار أو عوامل تحريك وضغط.

يتقاطع موضوع المحاضرة مع أحد آخر مؤلفات قرم؛ "المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين"، حيث حاول أن يدرس أسباب العودة القوية للدين في المجتمعات الحديثة وتأثيرها في صناعة القرار في وضع مشبع بالعنف يذكّر بزمن محاكم التفتيش في أوروبا القروسطية، ليعيد قرم هذه الظاهرة إلى مرجعيات سياسية وثقافية واقتصادية وتاريخية متعددة.

حضور المسألة الدينية عند جورج قرم ليس طارئاً أو مرتبطاً بتحوّلات المنطقة العربية الأخيرة، فقد برزت مع أوائل مؤلفاته مثل كتاب "تعدّد الأديان وأنظمة الحكم" (1977)، كما أنها مثلت معطى أساسياً في سياق مؤلفاته الأساسية، مثل "انفجار المشرق العربي" (2006) و"تاريخ أوروبا وبناء أسطورة الغرب" (2010).


اقرأ أيضاً: عزمي بشارة.. الهويات وتوتّراتها السيسيوسياسية

المساهمون