جوارب: الأشياء الثمينة تخفى في أقرب الأماكن

21 فبراير 2015
ترتدي جوارب زوجها (Getty)
+ الخط -
لا تكترث لكل من يسخر منها لأنّها ترتدي جوارب زوجها الصوفية في الشتاء. فالجوارب الرجالية حين تكون في قدمي امرأة وتتدليان لصغر قدمهما، يكون شكلهما غريباً ولافتاً. المهم أن تشعر بالدفء وألّا يتشقق كعباها، فهي لا تملك ثمن شراء كريم خاص.

لامها زوجها لأنّها تسطو على جواربه، لذلك خصص لها زوجين ووضعهما في درجها، وحذّرها من السطو مرة أخرى. كان بخيلاً، يجيد ادخار القرش. وكانت المشاكل مستمرة بينهما لمطالبتها بإضافة مصروف المنزل. كانت هي وأولادها يتحملون بخله.

ومن شدّة بخله، حاولت أن تعرف المكان الذي يخفي فيه أمواله، وكانت تنصحه بإخبارها لأنّ لا أحد يعلم متى تأتي ساعته. فكان يتهمها بأنّها تتمنى له الموت، وبالغباء لأنّها تريد صرف المال من دون أن تحذر من غدر الزمان. فكفّت عن مطالبته.

في المرة الأخيرة التي طالبته بالأمر، ثار، ولم تكن تعلم أنّها الأخيرة التي يدور بينهما هذا النقاش. وفي ليلة شتوية أصيب بأزمة قلبية، ففارق الحياة. بعد انتهاء العزاء، لم تترك مكاناً في البيت إلّا وبحثت فيه عن المال، حتى البلاط المتآكل انتزعته بمساعدة أولادها وتركته من دون تثبيت فأصبحت أرضية البيت غير مستوية، ولم يعثروا على شيء تحته. وبقيت أياماً تفكر، وكلما تذكرت مكاناً، كانت تنهض مثل المجنونة وتهرع إلى تفتيشه.

يئست، وقرّرت التبرّع بملابسه لفقراء الحي، فجمعتها وأرسلتها مع ابنها. بقي درج الجوارب، أفرغته وبدأت ترمي المثقوب والمهترئ منها، وتضع الجيدة المتماسكة في حجرها.
فتحت آخر زوج من الجوارب، فأفلتت منه رزمة من الأوراق النقدية الخضراء، فرحت. فتحت الرزمة فوجدت رسالة: "عزيزتي هذا كل ما ادخرته، ولن يكفي لتصلحي بلاط البيت الذي انتزعتيه بحثاً عن ثروتي. ألم أقل لك أنّك غبية! الأشياء الثمينة تخفى في أقرب الأماكن وليس أبعدها".
دلالات
المساهمون