جغرافيات مفبركة

15 سبتمبر 2015
منى حاطوم / فلسطين
+ الخط -

بدا لي السؤال مثل فخ؛ "ماذا نحتاج لنعرف حول منطقة MENA اليوم؟". بدا لي فخاً وليس سؤالاً أو حتى لغزاً، حين وصلني في سياق مشروع مجاله تطوير أفكار وكتابات ومطبوعات حول "الثقافة البصرية" في المنطقة المسماة باختصارات الحرف اللاتيني MENA.

أول ما خطر لي، هو أن هذه المنطقة التي يفترض أني أحد قاطنيها غير موجودة بالنسبة إلي، وأنها موجودة فقط في أذهان مطلقي هذا الاسم عليها.

لا نستطيع، مثلاً، ترجمة هذا الاختصار إلى أيّ من لغات المنطقة المعنية. الاسم موجود فقط في الحرف اللاتيني (الغربي) وفي اللحظة التي نكتب كلمة "مينا" باللغة العربية لا تعود المنطقة موجودة. وهي أصلاً غير موجودة في وعي شعوب المنطقة وغير معروفة إلا لفئة محدودة من "الخبراء".

هل هناك ضرورة للتذكير باستعمارية المصطلح، وأنه تعبير "غربي" آخر عن "الشرق"، وأن ثنائية "غرب/شرق" صناعة مستهلكة فعلاً وحتى هجاؤها بات مملاً.

بات من البديهي اليوم أنه لا يمكن تحرير الإنسان والمجتمعات إلا بتحرير المنطقة من الجغرافيات السياسية المفبركة والمصطلحات الاستعمارية الرثة التي تجمّد وجودها وتصادر صورتها، وهو تحرير لا يمكن أن يبدأ إلا من المفاهيم الثقافية واللغة اليومية.

المساهمون