جرحى غزة يتبرعون بالدم في يومهم الوطني... ويتضامنون مع أنفسهم

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
13 مارس 2019
DA7685C2-0677-47D5-9CC3-87C511C6D5CE
+ الخط -

جلس الجريح الفلسطيني، محمد جندية، على أحد الأسِرة المؤقتة التي وضعت داخل أرض المعارض بساحة السرايا (سجن إسرائيلي قديم)، وسط مدينة غزة للتبرع بالدم في ذكرى يوم الجريح الفلسطيني الذي يصادف 13 مارس/ آذار من كل عام.

وشارك جندية إلى جانب عددٍ واسع من الجرحى والغزيين في فعالية أقامها تجمع المؤسسات التي تُعنى بالشهداء والجرحى في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، للتبرع بالدم والتضامن مع الجرحى ومطالبة مؤسسة الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير باعتمادهم كنظرائهم وصرف مخصصات مالية دورية.

ورفع المشاركون في الفعالية، لافتات وشعارات تدعو إلى إنصاف الجريح الفلسطيني وتجنيب هذا الملف التجاذبات السياسية وحالة الانقسام المستمرة بين حركة فتح وحماس للعام الثاني عشر على التوالي، بالإضافة لأخرى تدعو لتوفير الحماية للمدنيين ومحاكمة قادة الاحتلال.

إنصاف الجريح الفلسطيني (عبد الحكيم أبو رياش) 


يقول جندية لـ"العربي الجديد"، إن الإصابة التي تعرض لها في يده خلال مشاركته بمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في مارس/آذار العام الماضي، لم تمنعه من التبرع في الدم، في خطوة تهدف لإثبات صلابة وقوة إرادة الجريح الفلسطيني.

ويطالب الجريح الغزي السلطة الفلسطينية باعتماده وغيره من آلاف الجرحى الذين أصيبوا خلال مسيرات العودة، وتوفير مخصص مالي شهري لهم في ظل عدم قدرتهم على العمل نتيجة لإصابتهم، بالإضافة لغياب فرص عمل في القطاع.

مطالبات بمخصصات مالية لهم (عبد الحكيم أبو رياش)

ويضيف أنه لا بد أن يتم تجنيب ملف الجرحى والشهداء والأسرى حالة التجاذب السياسية بين الفصائل الفلسطينية، وأن تتم مراعاة وطنية هذا الملف بشكلٍ يضمن لآلاف الجرحى الحصول على مخصص مالي يمكنهم من إعالة أنفسهم وأسرهم.

ووقف الجريح الفلسطيني، محمد البرديني، متكئاً على عكازه ومنتظراً دوره من أجل التبرع في الدم، إذ حرص هو الآخر على التبرع بالدم رغم تعرضه للإصابة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار لأكثر من ست مرات في أنحاء مختلفة من جسده.

ويقول البرديني لـ"العربي الجديد"، إن إصابته المتكررة بالأعيرة النارية وقنابل الغاز التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي تجاه المتظاهرين السلميين زادته إصراراً على مواصلة المشاركة في المسيرات وعدم الانقطاع عن فعالياتها المختلفة.

إبعاد الملف عن التجاذبات السياسية (عبد الحكيم أبو رياش)

ويوضح الجريح الغزي، أنّ مطالبه هو وغيره من الجرحى تتمثل في دعوة المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لرفع الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، والعمل على تقديم الرعاية الطبية والعلاجية اللازمة لهم بشكلٍ يمنع تفاقمها مستقبلاً.

ويدعو البرديني السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، للقيام باعتمادهم أسوةً بنظرائهم الجرحى المعتمدين منذ سنوات، إذ يتم تقديم مخصصات مالية لهم بشكلٍ شهري في ظل عدم تمكن الآلاف منهم من العمل بفعل إصابتهم وتردي الأوضاع المعيشية بغزة.

في الأثناء، يقول رئيس اللجنة التحضيرية لفعاليات يوم الجريح الفلسطيني، مراد الحلاق لـ"العربي الجديد"، إنّ المؤسسات الدولية مدعوة للجم جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة.

رغم إصاباتهم لم يبخلوا بدمائهم (عبد الحكيم أبو رياش)


ويؤكد الحلاق أن الاحتلال يقوم بتجربة الأسلحة على المتظاهرين من خلال تعمد استهدافهم بصورة مباشرة، الأمر الذي نتج عنه آلاف الجرحى منذ انطلاق المسيرات قبل نحو عام والتي سببت إعاقات حركية وبصرية وسمعية للمئات.


ويوضح أن العدد الإجمالي لجرحى مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في 30 آذار/مارس 2018، بلغ 29 ألف حالة، منهم 7900 حالة بالأعيرة النارية، في الوقت الذي يبلغ عدد حالات البتر نحو 130 حالة و22 حالة شلل و16 حالة فقد بصر وحالتان فقدان سمع.

ويقدر عدد الجرحى الذين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، وحتى الآن بنحو 250 ألف جريح فلسطيني في القطاع، وفقاً لتقديرات المؤسسات التي تُعنى بالجرحى والشهداء بغزة.

دلالات

ذات صلة

الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
تجمّع عسكري إسرائيلي على حدود لبنان، 30 سبتمبر 2024 (إريك مارمور/Getty)

سياسة

بعد عام على فتح الجبهة اللبنانية تحوّل لبنان من معركة إسناد غزة، إلى الحرب الشاملة، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، التي بدأت في 23 سبتمبر الماضي.
الصورة
مسرة في جامعة جورج واشنطن دعماً لفلسطين/22 أغسطس 2024(Getty)

سياسة

خرجت مسيرة احتجاجية في شوارع واشنطن، اليوم الأربعاء، تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة