جلس الجريح الفلسطيني، محمد جندية، على أحد الأسِرة المؤقتة التي وضعت داخل أرض المعارض بساحة السرايا (سجن إسرائيلي قديم)، وسط مدينة غزة للتبرع بالدم في ذكرى يوم الجريح الفلسطيني الذي يصادف 13 مارس/ آذار من كل عام.
وشارك جندية إلى جانب عددٍ واسع من الجرحى والغزيين في فعالية أقامها تجمع المؤسسات التي تُعنى بالشهداء والجرحى في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، للتبرع بالدم والتضامن مع الجرحى ومطالبة مؤسسة الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير باعتمادهم كنظرائهم وصرف مخصصات مالية دورية.
ورفع المشاركون في الفعالية، لافتات وشعارات تدعو إلى إنصاف الجريح الفلسطيني وتجنيب هذا الملف التجاذبات السياسية وحالة الانقسام المستمرة بين حركة فتح وحماس للعام الثاني عشر على التوالي، بالإضافة لأخرى تدعو لتوفير الحماية للمدنيين ومحاكمة قادة الاحتلال.
يقول جندية لـ"العربي الجديد"، إن الإصابة التي تعرض لها في يده خلال مشاركته بمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في مارس/آذار العام الماضي، لم تمنعه من التبرع في الدم، في خطوة تهدف لإثبات صلابة وقوة إرادة الجريح الفلسطيني.
ويطالب الجريح الغزي السلطة الفلسطينية باعتماده وغيره من آلاف الجرحى الذين أصيبوا خلال مسيرات العودة، وتوفير مخصص مالي شهري لهم في ظل عدم قدرتهم على العمل نتيجة لإصابتهم، بالإضافة لغياب فرص عمل في القطاع.
ويضيف أنه لا بد أن يتم تجنيب ملف الجرحى والشهداء والأسرى حالة التجاذب السياسية بين الفصائل الفلسطينية، وأن تتم مراعاة وطنية هذا الملف بشكلٍ يضمن لآلاف الجرحى الحصول على مخصص مالي يمكنهم من إعالة أنفسهم وأسرهم.
ووقف الجريح الفلسطيني، محمد البرديني، متكئاً على عكازه ومنتظراً دوره من أجل التبرع في الدم، إذ حرص هو الآخر على التبرع بالدم رغم تعرضه للإصابة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار لأكثر من ست مرات في أنحاء مختلفة من جسده.
ويقول البرديني لـ"العربي الجديد"، إن إصابته المتكررة بالأعيرة النارية وقنابل الغاز التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي تجاه المتظاهرين السلميين زادته إصراراً على مواصلة المشاركة في المسيرات وعدم الانقطاع عن فعالياتها المختلفة.
ويوضح الجريح الغزي، أنّ مطالبه هو وغيره من الجرحى تتمثل في دعوة المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لرفع الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، والعمل على تقديم الرعاية الطبية والعلاجية اللازمة لهم بشكلٍ يمنع تفاقمها مستقبلاً.
ويدعو البرديني السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، للقيام باعتمادهم أسوةً بنظرائهم الجرحى المعتمدين منذ سنوات، إذ يتم تقديم مخصصات مالية لهم بشكلٍ شهري في ظل عدم تمكن الآلاف منهم من العمل بفعل إصابتهم وتردي الأوضاع المعيشية بغزة.
في الأثناء، يقول رئيس اللجنة التحضيرية لفعاليات يوم الجريح الفلسطيني، مراد الحلاق لـ"العربي الجديد"، إنّ المؤسسات الدولية مدعوة للجم جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة.
ويؤكد الحلاق أن الاحتلال يقوم بتجربة الأسلحة على المتظاهرين من خلال تعمد استهدافهم بصورة مباشرة، الأمر الذي نتج عنه آلاف الجرحى منذ انطلاق المسيرات قبل نحو عام والتي سببت إعاقات حركية وبصرية وسمعية للمئات.
ويوضح أن العدد الإجمالي لجرحى مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في 30 آذار/مارس 2018، بلغ 29 ألف حالة، منهم 7900 حالة بالأعيرة النارية، في الوقت الذي يبلغ عدد حالات البتر نحو 130 حالة و22 حالة شلل و16 حالة فقد بصر وحالتان فقدان سمع.
ويقدر عدد الجرحى الذين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، وحتى الآن بنحو 250 ألف جريح فلسطيني في القطاع، وفقاً لتقديرات المؤسسات التي تُعنى بالجرحى والشهداء بغزة.