جدل سعودي إماراتي.. هل رُفعت شارة "رابعة" في مكة؟

24 فبراير 2015
الصورة التي أحدثت الجدل (العربي الجديد)
+ الخط -


أطلقت صورة نشرها الداعية المصري الشيخ محمد الصغير على حسابه في موقع "تويتر" حالة من الجدل بين مدونين ومغردين عرب، خاصة المغردين في السعودية والإمارات.

ونشر الشيخ، المقيم في الدوحة، صورة له مع أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، رفعا فيها أيديهما بشعار "رابعة"، وكتب معها "د. علي القره داغي أمين عام اتحاد علماء المسلمين والشخصية المقربة من د. القرضاوي شارك أمس في مؤتمر مكة وسط حفاوة الجميع".

وتداول كثيرون الصورة باعتبار أنها من المؤتمر المقام في العاصمة المقدسة، وسط جدل واسع حول تغير السياسة السعودية تجاه جماعة الإخوان المسلمين، المعروف قرب رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي منها.

وتستضيف مكة حالياً مؤتمر "الإسلام ومحاربة الإرهاب" بحضور 82 منظمة وأكثر من 400 مشارك من أنحاء العالم الإسلامي، بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتحت رعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

واعتبر النشطاء دعوة الاتحاد إلى حضور المؤتمر السعودي دليلاً جديداً على تغير السياسة السعودية تجاه الأحداث في مصر وغيرها من الدول العربية التي يدعم الاتحاد تيار الإسلام السياسي فيها، بالمخالفة للموقف الرسمي الإماراتي الذي أعلن الاتحاد "منظمة إرهابية".

وقال الدكتور الصغير لـ "العربي الجديد" إنه فوجئ بالجدل الذي أحدثته الصورة على مواقع التواصل، مؤكداً أنه لم يذكر أبداً أن الصورة التقطت في مكة، ولا أنه يحضر المؤتمر مع القرة داغي، لكن بعضهم قرر أن يحمل الأمر تفاصيل غير صحيحة.


وكان الداعية المصري مستشاراً لوزير الأوقاف في حكومة الدكتور هشام قنديل وعضواً في مجلس الشعب، وأوضح أن الصورة التقطت في العاصمة القطرية الدوحة، خلال مسيرة أقيمت أخيراً للتضامن مع ضحايا الحادث الإجرامي الذي راح ضحيته ثلاثة من الطلاب المسلمين في "تشابيل هيل" في الولايات المتحدة الأميركية.

ولرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، علاقات وثيقة بالمملكة العربية السعودية، خاصة الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز، والد ولي ولي العهد الحالي، فقد كان القرضاوي أحد أعضاء الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.

وشنت الإمارات حملة عنيفة على الاتحاد الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي، وقامت بتصنيفه كمنظمة إرهابية، بينما أعرب الاتحاد عن استغرابه وطالب في بيان، دولة الإمارات بـ "مراجعة موقفها غير المبرر"، وأنه "يرفض هذا التوصيف تماماً، ويتساءل عن خلو القائمة من منظمات إرهابية بالفعل والقول في بلاد كثيرة، إسلامية أو غير إسلامية".

ونشر "العربي الجديد" اليوم تقريراً حول المؤتمر السعودي، وعبّر الأكاديمي الإماراتي المعروف عبد الخالق عبد الله عن انزعاجه مما ورد فيه، عبر حسابه الشخصي على "تويتر".
وكتب عبد الله المعروف بقربه من نظام الحكم الإماراتي: "صياغة عنوان الخبر ليس ببريء إطلاقاً"، في إشارة صريحة إلى عنوان "السعودية تخرق لائحة الإرهاب الإماراتية".


وعلى مواقع التواصل تباينت الآراء بشدة بين مؤيد ومعارض، ومستنكر ومتسائل، وفي حين لم يتقصّ أحد حقيقة الصورة، قرر الجميع الحديث عنها باعتبار أنه تم التقاطها خلال فعاليات المؤتمر وفي مكة المكرمة، وهو ما نفاه الشيخ محمد الصغير الذي نشرها بشكل قاطع.

وظهر في الجدل بين المغردين الكثير من الأسماء والمواقف، كما ورد فيها الكثير من الشتائم المتبادلة، وتحليلات يبدو بعضها منطقياً، وأغلبها مبني على مواقف مسبقة ولا يعتمد على حقائق أو معلومات.