جب القبة... حيث قتل النظام السوري الدراويش

01 ديسمبر 2016
مجزرة تلو الأخرى تشهدها حلب (جواد الرافعي/الأناضول)
+ الخط -
صدم السوريون بواحدة من أقسى وأصعب المشاهد من مدينة حلب، على وقع مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في حي جب القبة، أمس الأربعاء، والتي خلفت أكثر من 45 قتيلاً وعشرات الجرحى، معظمهم من النازحين من الأحياء التي اقتحمتها قوات النظام خلال الأيام الماضية.

وتداول السوريون صور ضحايا قُتلوا بجانب امتعتهم التي وضبوها استعداداً للهرب، ووصف البعض الضحايا بالدراويش الذين يحاولون الفرار من الحرب، لكنهم لا يسلمون من شرها.

وكتب يونس: "دروايش يا الله دراويش، حلب تناديك، يا رب حلب"، وعبرّت شدى "هربوا من الموت، ووجدوه في طريقهم، ألم يشبع الموت من أهالي حلب". وعلّق ريان "هربوا من الموت وتركوا بيوتهم فاستقبلتهم السماء وفك الحصار عنهم".

كما تداول السوريون شهادة طفل فقد أسرته على طريق النزوح، يقول فيها: "تجمعنا في حي المعادي لنخرج معاً، سبقتهم بخطوات فسقطت قذيفة، التفتُّ إلى الخلف فوجدت أمي ميتة، وأختي مصابة، لا نعرف عنها شيئاً ولا تزال في المستشفى، هذا أمر الله فماذا نفعل".

وكتب محمد عيسى في رثائهم "كانوا خائفين وجوعى ومتعبين، نزحوا من جب القبّة، لم يسقطوا في الجب، ولكن سقطت عليهم القبّة، قبة من نار وجحيم، كانوا يتنادون بأسمائهم أن اسرعوا قبل أن يدركنا ليل الغريب، كانوا خمساً وأربعين، حملوا بعض ثيابهم الطاهرة حرجاً من رائحة التعب والطين، ووصلوا غير سالمين، ماتوا متألمين مبتسمين".

كما عبّر آخرون عن غضبهم من قوات النظام التي تتباهى بانتصاراتها على حساب دماء الأبرياء. فكتب فادي "هاد شكل انتصاركن. جثث النازحين بالشوارع وما في حدا يلما. انشاالله يكون ضميركن مرتاح وانتو عمتهلّلو للنصر".

وقال يحيى: "هكذا مصير المدنيين من الأطفال والنساء الذين يحاولون الذهاب إلى مناطق أقل إجراماً من تنظيم روسيا والأسد وذلك ضمن حلب المحاصرة".

أما الصحافية زويا فكتبت "حتى وهنن عم ينزحو من بيوتهن قصفهن نظام ابن الحرام، هنن بقمة انكسارهن وجوعهن وقهرهن قتلهن اليوم فوق حجار بيوتن المهدمة، أرواح شهداء حي جب القبة الـ45 لا تسامحو ودورو فوق بيوت السوريين كل ساعة وكل ثانية ذكروا كل الناس أنها ما تسامح".

ومن أبرز الصور الصادمة كانت لطفلة سورية، لبست ثيابها لتنزح مع عائلتها قبل أن تباغتها قنبلة سلبت روحها وبترت إحدى قدميها.

وكتب سعيد نحاس "وجهزتها أمها جيدا استعدادا لرحلة نزوح ثانية، فألبستها كي لا تمرض، والبرد شديد.. إلا أن المجرمين الروس عاجلوا طفولتها بقصفهم ..أطفالنا يقتلهم الغازي والمحتل". وكتب محمد منصور "ليلى السورية.. والذئب المترف بالقتل.... انظروا إلى أنفسكم بالمرآة.. نريد ليلى حية".

المساهمون