جبة والشويمس يُدخلان حائل قائمة اليونسكو للتراث العالمي

08 يوليو 2015
مستكشف سعودي أمام موقع حائل التراثي (العربي الجديد)
+ الخط -


نجحت المساعي التي بذلتها الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية منذ أكثر من ثلاث سنوات في إضافة منطقتي (جبة) و(الشويمس) التاريخيتين في حائل (شمال السعودية)، ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، ليصبح عدد المناطق التراثية المحمية في السعودية خمس مناطق، بعد مناطق مدائن صالح، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، والتي تم تسجيلها في وقت سابق ضمن القائمة. وكان فريق علمي تابع للمنظمة الدولية أنهى قبل ستة أشهر جولة التقييم النهائي، للتأكد من أن الموقعين مؤهلان ليكونا ضمن قائمة التراث العالمي، وتنطبق عليهما معايير اليونسكو العشرة.

وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية طلبت في يونيو/ حزيران 2012، من منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة اليونسكو، إدراج الرسوم الصخرية في جبة والشويمس بمنطقة حائل ضمن قائمة التراث العالمي، وهو ما تم أخيراً في اجتماع اليونسكو الـ39 في مدينة بون بألمانيا.

وتشتهر منطقتا (جبة) و(الشويمس) بوجود مواقع أثرية هي الأقدم في الجزيرة العربية، تشتمل على رسومات ومنحوتات صخرية تصنّف على أنها الأقدم في الجزيرة العربية، تعود إلى عصر ثمود.

ويقع موقع (جبة) على بعد ما بين 60 و80 كيلومتراً داخل نفود حائل وفيه تكثر الرسوم والنقوش الصخرية على أحجار هذه المنطقة، فيما يقع (الشويمس) في الجنوب الغربي من منطقة حائل على مسافة نحو 270 كيلومتراً، وتتميّز رسومها الصخرية بانتشارها على واجهات الجبال الموجودة في جميع أنحاء المنطقة، وتشمل رسوماً لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة تعود إلى فترة أكثر من 12 إلى 14 ألف عام.

من جهته، اعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان، تسجيل الرسوم الصخرية بمنطقة حائل في قائمة التراث العالمي "دليلاً على مكانة السعودية وعمقها الحضاري"، مؤكداً أن تسجيل هذه الآثار "سيعود بالنفع على السعودية والإنسانية جمعاء لما لها من أهمية بالغة تعكس الحضارة الإنسانية، وتبيّن أن فهم آثار السعودية وحضارتها حلقة غاية في الأهمية لفهم الحضارة الإنسانية على كوكب الأرض"، وشدد بن سلمان على أن الاعتراف الدولي بهذا الموقع الغني بتراثه وحضارته سينعكس إيجابياً على منطقة حائل بوجه عام، كاشفاً أن الهيئة أسست مراكز لخدمة الزوار ورفعت عدد العاملين في هذه المراكز، كما أن هناك الكثير من الأفكار والبرامج التي ستؤدي لإبراز هذا المكان ليكون شاهداً حيّاً على تراث المملكة السعودية وحضارتها وعنايتها بكل ما يخدم الإنسانية.

وتعج المنطقة بالآثار القديمة، رغم أنها عانت من الإهمال والعبث لسنوات طويلة، ما أفقدها الكثير من الرسوم الأثرية، بعد أن طالتها أيدي لصوص الآثار. وتشتمل المواقع على واجهات من اللوحات الفنية الرائعة التي نفذها فنان ذلك العصر بدقة متناهية، وهي في مجملها رسوم لأشكال آدمية وحيوانية مثل الأسود، والفهود، وأيضاً الكلاب، والأبقار، والحمير، وجميعها نحتت بالحجم الطبيعي.

ويصل طول بعض اللوحات إلى قرابة الـ12 متراً، ويسجل النحات القديم أسلوب الحياة
وكذلك الملابس التي كانوا يرتدونها في تلك الأزمنة. ويؤكد الباحث عبدالرحمن الصلحاني على أن آثار حائل موغلة في القدم، ولكن الكثير من هذه الآثار لم يتم اكتشافها إلا قبل سنوات قليلة، وهي منطقة تحتاج للمزيد من التنقيب والبحث، خاصة في مناطق وادي راطا، الذي يُعتقد أنه يضم كنوزاً لا تقدّر بثمن من آثار قوم ثمود. ويضيف في حديثة لـ"العربي الجديد": "المشكلة تكمن في أن هذه المواقع يصعب الوصول لها، فهي تقع في مناطق وعرة، وربما هذه الوعورة هي ما حمتها من أيدي العابثين التي طالت الكثير من آثار المنطقة".

ويتابع: "لم يكن السياج الذي يحيط ببعض المناطق الأثرية كافياً لحمايتها، فهناك الكثير من الأماكن تم حفرها لاعتقاد البعض أن هناك كنوزاً ثمينة مخبأة فيها، وهي أمور أفسدت الكثير من الآثار التي لا تقدّر بثمن".


وأدرجت اليونسكو أخيراً 27 موقعاً أثرياً في قائمة التراث العالمي، ضمن سعيها لإبراز المواقع التاريخية العالمية ومحاولة حمايتها من الاندثار، فضلاً عن السعي للترويج السياحي لها، فأدرجت المواقع الخاصة بثورة مايجي الصناعية في اليابان، ومدينة أفسس التركية التاريخية، وقناة بادري التي تعود لعصر النهضة الأميركي في المكسيك، وموقع فراس بنوتس الصناعي الثقافي في الأورغواي.

كما وافقت اليونسكو على توسيع طريق سان جاك دو التراثي في شمال إسبانيا، وأضافت موقع التراث الصناعي لمدينتي روكان ونوتودين النرويجيتين، ومنطقة شبايهرستاد وحي كونتورهاوس في مدينة هامبورغ الألمانية، وأضافت اليونسكو مقبرة "بيت شعاريم الكبيرة" اليهودية الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما تضمنت اللائحة للمواقع الجديدة جسر السكك الحديدة "فورث" في المملكة المتحدة، وموقع إرساليات سان أنطونيو في الولايات المتحدة الأميركية، والفن الصخري في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية وموقع "المغطس" في المملكة الأردنية الهاشمية.

واختارت لجنة اليونسكو موقع مدينة باليرمو العربية النورمانية وكاتدرائيتي تشيفالو ومونريالي في إيطاليا، وموقع توسي الصيني، واختارت داخل الجمهورية الإيرانية مديني شوشان أو سوسة، وموقع ميمند الثقافي، فضلاً عن حديقة سنغافورة النباتية، وموقع مساحات بايكجي التاريخية في كوريا.

واختارت أيضاً جبل بورخان الكبير في منغوليا، ومستعمرة كريشتشانزفلد في الدنمارك، وموقع الصيد في جوتلاند الشمالية في الدنمارك، وتلال وأقبية منطقة شامبانيا الفرنسية ومناطق زراعة الكروم في بورغندي الفرنسية، وقلعة ديار بكر في حدائق هوسال التركية، وموقع الجبال الزرقاء في جامايكا، ومحمية الزهور في جنوب أفريقيا ومتنزّه فونغ نا كيبانغ الوطني في فيتنام. 

اقرأ أيضاً:  الزراعة تهدد السعودية بالجفاف بعد 30 عاماً

 

دلالات
المساهمون