جاووش أوغلو في طهران: الملف السوري و"غصن الزيتون"

07 فبراير 2018
طهران تعارض عملية "غصن الزيتون" (سيم أوزديل/ الأناضول)
+ الخط -
بحث وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الملف السوري، بعد التصريحات الإيرانية المعارضة لعملية "غصن الزيتون"، التي أطلقتها تركيا ضد المليشيات الكردية في عفرين السورية.


وذكرت الخارجية الإيرانية أن الوزيرين ناقشا نتائج مؤتمر الحوار الوطني في "سوتشي"، فضلاً عن أبرز التطورات الإقليمية.

ووصل جاووش أوغلو إلى العاصمة طهران، اليوم، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، التقى خلالها بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وذكر الأخير أن التنسيق الثلاثي بين طهران وأنقرة وموسكو حول سورية مهم جداً، مؤكداً استمرار التنسيق والمشاورات بين هذه الأطراف.

وأضاف روحاني، بحسب مواقع إيرانية، أنه من الضروري اتخاذ خطوات للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والقضاء على الإرهاب نهائياً، واعتبر أن ما يجري في سورية حالياً مؤامرة جديدة تستهدف مناطقها الشمالية بعد أن فشل مخطط تقسيم العراق.

وأكد روحاني استعداد بلاده للتعاون مع تركيا لحل الملفات الإقليمية العالقة، واعتبر أن تطويرها مبدأ رئيس في سياسة إيران الخارجية، وجاء هذا بعد انتقاده عمليات عفرين بشكل مباشر.

وخلال اللقاء قال جاووش أوغلو إن العمليات التركية في الشمال السوري ستنتهي، مؤكداً أنها محدودة زمنياً وتستهدف الإرهابيين هناك، حسب تعبيره.

وذكر الوزير التركي أنه ليس لدى بلاده أي أطماع في سورية، معتبراً أن هناك مؤامرة أميركية تستهدف المنطقة وتحاول التأثير سلباً على علاقات إيران وتركيا. داعياً لاستمرار التعاون بين الطرفين لحل مسائل المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية.



وأكد روحاني، في مؤتمر صحافي عقده، أمس الثلاثاء، أنه اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وبحث معه مسألة عقد لقاء ثلاثي يجمع رؤساء إيران وتركيا وروسيا في المستقبل القريب لبحث التطورات المرتبطة بسورية.

وكانت الخارجية الإيرانية قد دعت، يوم الإثنين الماضي، على لسان المتحدث باسمها، بهرام قاسمي، تركيا إلى "وقف عملية غصن الزيتون، ومراجعة موقفها في هذا المجال"، معتبرة أن استمرار هذه الوتيرة "من شأنه أن يؤدي إلى عودة عدم الاستقرار والإرهابيين إلى سورية".

وأضاف قاسمي أن "على الحكومة التركية مراجعة هذا الأمر وأن تقوم بمتابعة كل ما يتعلّق بسورية عبر عملية أستانة"، فيما بدا إشارة إلى الانزعاج الإيراني من تجاوز كل من موسكو وأنقرة لطهران وعدم التشاور معها في عملية "غصن الزيتون".



ويبدو أن التوتر التركي الإيراني، وما تلاه من إسقاط الطائرة الروسية في مناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب، قد أدى إلى إغلاق أجواء منطقة عفرين في وجه سلاح الجو التركي من قبل الروس، إذ لم تشن الطائرات التركية أي طلعات جوية منذ نحو اليومين في المنطقة، وسط شبه توقف للعمليات العسكرية.

وفي سياق عملية "غصن الزيتون"، رفض المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، دعوات حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية) للتواصل مع النظام السوري، مشدداً على أن الأمر ليس وارداً في الفترة الحالية.

وقال كالن، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي للقصر الرئاسي التركي، إن "تواصلنا مع النظام السوري أمر غير وارد، الآن أمر إقامة تواصل مع النظام السوري غير مطروح أبداً".

وأشار كالن إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى أنقرة تمت بناء على طلبه، بينما تأتي زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، هربرت ريموند ماكماستر، بناء على الدعوة التي وجهها كالن إليه.

وبيّن أنّ "هذه الزيارات مهمة للغاية، لأننا في مرحلة بذل الجهود لإعادة تأسيس الثقة مع الولايات المتحدة، كلُّ الذي سيؤدي إلى إعادة بناء الثقة هو قيام الولايات المتحدة باتخاذ خطوات على الأرض، تعلمون أمر الأسلحة التي يتم منحها لحزب الاتحاد الديمقراطي، إن هذه إجراءات لا تتوافق مع علاقات التحالف".

وشدّد كالن على أن العمليات العسكرية في عفرين تجري كما هو مخطط لها، مشيراً إلى أن عمليات التحري مستمرة للتعرف على منشأ السلاح الذي استخدمته مليشيات "الاتحاد الديمقراطي" لضرب الدبابة التركية.

المساهمون