وأوضح الوزير التركي في تصريحات لصحيفة "زود دويتشي تسايتونغ" الألمانية أنّ "الأشخاص الذين حضروا لتركيا (لقتل خاشقجي) لم يتصرفوا من تلقاء أنفسهم، ونحن متأكدون من ذلك. ما كانوا ليتجرأوا على فعل هذا الأمر، وبالطبع أنا لا أتحدث من دون دليل".
وأكد الوزير التركي استماعه للتسجيلات الصوتية المتعلقة بمقتل خاشقجي قائلاً "خاشقجي قتل في غضون 7 دقائق. هذه جريمة ارتكبت عمدا".
وأوضح أنّ الجريمة لم ترتكب لأنّ المتهمين بقتل خاشقجي فشلوا في إقناعه بالعودة إلى بلاده.
وتابع: "صوت خبير الطب الشرعي يُسمع وهو يعطي الأوامر. عند تقطيع الجثة كان يستمع إلى الموسيقى. يفهم من هذا أنه استمتع بفعلته".
وأضاف جاووش أوغلو: "إنهم أناس يحبون التقطيع. هذا مثير للاشمئزاز".
وأكد الوزير أنّ جهات كثيرة حمّلت ولي العهد بن سلمان، مسؤولية مقتل خاشقجي، فيما أبدى استغرابه من تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الجريمة.
وكان ترامب قد شكك في تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قالت فيه إنها توصلت إلى أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل خاشقجي.
وقال جاووش أوغلو: "لا أدري لماذا تحدث ترامب بهذه الطريقة. ولا أدري إن كان هناك أدلة عند الأميركيين لا علم لنا بها".
وتابع: "كلمة ربما (التي استخدمها ترامب) غير كافية بالنسبة لنا، علينا أن نتأكد"، فيما استطرد: "ثمة أسئلة كثيرة. من هم المتعاونون المحليون؟ أين الجثة؟".
وأوضح أن: "المسؤولين السعوديين يريدون معلومات منا ولكن هم لا يزودوننا بالمعلومات. أرادوا إرسال صورة تقريبية للمتعاونين المحليين. لماذا الصور التقريبية؟ السعوديون يعلمون أسماءهم".
وبشأن إمكانية لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين المقررة يومي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري و1 ديسمبر/كانون الأول المقبل، لفت جاووش أوغلو إلى أن ولي العهد السعودي طلب في اتصال هاتفي مع الرئيس لقاءه في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، إلا أنّ الرئيس ردّ عليه بالقول "سنرى".
وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقتل خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار.
وقدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى المملكة.
وأثار ما حدث لخاشقجي موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة ومحاسبة الجناة، وكذلك الكشف عمن أمر بارتكاب الجريمة.
وقالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قبل أيام، إنها توصلت إلى أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل خاشقجي.
لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، منتصف الشهر الجاري، أن من أمر بقتل خاشقجي هو "رئيس فريق التفاوض معه"، وأنه تم توجيه تهم إلى 11 شخصاً، وإحالة القضية إلى المحكمة، مع المطالبة بإعدام 5 منهم.
(الأناضول)