جاريث بيل.. السؤال الإجباري في مشروع ريال مدريد الجديد

11 يناير 2016
+ الخط -

"نحن محترفون، نعمل بجهد طوال الموسم، واليوم لم يكن هناك اختلاف"، تحدث جاريث بيل باحترافية شديدة، بعد الفوز الساحق لفريقه ريال مدريد على ديبورتيفو بالليغا، في أول مباراة رسمية للمدرب الجديد، زين الدين زيدان، ليؤكد الويلزي، أنه يعيش فترة منتعشة مع الملكي هذا الموسم، ويفتح صفحة جديدة مع المدير الفني الشاب، الذي يحلم بإعادة أمجاد فريق العاصمة، بعد فترة من الركود وانعدام التوازن.

أرقام قوية
أمام الديبور الذي كان سوبر سابقاً، قدم جاريث بيل واحدة من أجمل مبارياته، ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف، مع تسديد أربع كرات على المرمى، بالإضافة إلى تمريرتين حاسمتين ومراوغتين، ليحصل على تقييم 10/10 وفق مواقع ومراكز الإحصاءات بعد نهاية المباراة، وينال لقب أفضل لاعب متفوقاً على الجميع بمن فيهم رونالدو وبنزيما.

لعب ريال مدريد بخطة أقرب إلى 4-1-2-3، بتواجد توني كروس كلاعب ارتكاز وحيد أمام رباعي الدفاع، مع الاعتماد على الثنائي إيسكو ومودريتش يسارا ويمينا، في سبيل توفير أكبر دعم هجومي لمثلث الأمام، بنزيما، بيل، ورونالدو. في الحالة الدفاعية تتحول الخطة إلى ما يشبه 4-1-4-1 بينما أثناء الهجوم، يصعد رونالدو بجوار كريم ويصبح النسق أقرب إلى 4-4-2.

حصل بيل على دور اللاعب "الحر" في وبين الخطوط، هو جناح أيمن على الرواق، يستلم الكرات ويقطع من الطرف إلى العمق، لكنه لم يكتف أبداً بهذا الرسم، وتحرك باستمرار في كافة أرجاء الثلث الهجومي، خصوصاً في العمق بين الوسط والهجوم، نتيجة تحول إيسكو باستمرار إلى الجانب الأيسر، وتغطية مودريتش بجوار كارفخال على اليمين.

النجم الأول
عامل رافا بينيتيز الويلزي بيل بطريقة رائعة، واعتبره النجم الأهم في تشكيلته، لدرجة أن رونالدو شعر بالتجاهل، وبدأت المشاكل تحدث بصمت بين البرتغالي والمدرب الإسباني، حتى رحيل رافا لسوء الأداء بعد الهزيمة بالأربعة أمام البارسا في الكلاسيكو، وجاء زيدان بتطلعات جديدة وعهد مغاير.

خرجت تقارير صحافية تؤكد، أن بيل غير سعيد برحيل رافا، وأنه يفكر جدياً في الخروج من إسبانيا خلال الميركاتو الصيفي، خصوصاً بعد تأكيد زيدان نفسه أن رونالدو بمثابة روح الفريق، ولن يرحل طالما الفرنسي من أصول جزائرية على رأس الطاقم التقني في سانتياغو برنابيو.

لكن كل الطرق فعلياً تقود الريال إلى بيل ولا اسم غيره، ومباراة الديبور ليست السبب أو الدليل، بل عامل السن له أحكامه، فرونالدو حصل على كل شيء، ولم يعد يملك الدافع القوي، كذلك أصبح يركز فقط على تسجيل الأهداف وكأنه مهاجم صريح رقم 9، بينما بيل لا يزال في بدايات الرحلة، ويتفوق على زميله وفق قوانين الزمن، لذلك يعتبر أنسب للريال على الصعيد الاستراتيجي.

الفنيات
يفكر بيريز دائماً في القادم، ويطمح جمهور الريال في حصد بطولات عديدة، خصوصاً مع الحالة الرائعة لمنافسه وغريمه برشلونة، لذلك لن يتوقف الملكي عن التدعيم، وسيواصل ضخ الفريق بأسماء جديدة ونجوم باهظة الثمن، مع التركيز على بناء الفريق حول لاعب ناجح، رونالدو في السابق، وبيل في قادم المواعيد.

يستطيع البريطاني حمل طموحات الميرنغي على عاتقه، ويجيد بشدة قيادة دفة النادي في مرحلة ما بعد رونالدو، خصوصاً أنه قادر تكتيكياً على لعب البرتغالي داخل الملعب، من خلال تقدمه على مقربة من بنزيما، وشغله مركز المهاجم المتأخر الذي يساهم في تحويل الخطة من 4-3-3 إلى 4-4-2 وفق ظروف المباريات وتمركز المنافسين.

سجل بيل هذا الموسم 12 هدفاً محلياً بفارق هدفين فقط عن بنزيما ورونالدو، بينما صنع 7 "أسيست" مع 35 فرصة للتسجيل، ليتفوق في أرقامه الهجومية ككل على جميع لاعبي الريال، على الرغم من أنه يعود كثيراً للوسط، ويتمركز في مكان بعيد عن المرمى مقارنة بالدون، وبالتالي يمكنه التقدم بضع خطوات إلى الأمام، بجوار "البنز"!

الريال الجديد
يقول زيدان، إن رونالدو باق طالما هو موجود كمدير فني، هذا الحديث منطقي وواقعي للغاية، فأي مدرب جديد يريد الأفضل من كل لاعبيه، وعلى رأسهم النجم الأول، لكن مع نهاية الموسم هناك كلام آخر من الممكن أن يقال. وفي حالة خروج رونالدو إلى مكان جديد، في الأغلب باريس سان جيرمان، فإن بيل هو "الجلاكتيكو" الأهم في عقل بيريز.

من الممكن أن يتعاقد الريال مع لاعب جديد، إيدين هازارد في الصورة، البلجيكي لاعب جناح مهاري، يستطيع صناعة الفارق من الأطراف، لكنه لا يسجل أهدافاً عديدة، وبالتالي سيفكر زيدان في وضع جاريث بيل بجوار بنزيما في الأمام، المركز الحالي الذي يتقنه رونالدو.

ويتحول هازارد أو أي جناح آخر إلى الخط، رفقة خاميس رودريجز، إيسكو، والبقية، في سبيل الحفاظ على رونق الفريق، وعدم المساس بالطريقة الهجومية التي يريدها كل عشاق ومحبي الريال.

اقرأ أيضاً: وكيل توريه: جدّي يستطيع تحقيق إنجازات بيب..وإنريكي مدرب عادي

المساهمون