ثورة في تشييد الجسور بتركيا قبل مئوية التأسيس

24 مارس 2017
شبكة طرقات جديدة تشيدها تركيا (فرانس برس)
+ الخط -
تحاول تركيا تطوير قطاع النقل البري في البلاد، حيث ترصد الحكومة مئات المليارات من أجل تطوير البنى التحتية نظراً لأهمية هذه المشاريع في شتى المجالات والقطاعات.

ومنذ العام 2003 ارتفع عدد الأنفاق من 50 نفقاً إلى 188 نفقاً، فضلاً عن الجسور، ومن أبرزها جسر البوسفور الذي دشن هذا العام إلى جانب جسري "عثمان غازي" بمنطقة يالوفا شمال غربي تركيا، و"السلطان ياووز سليم" بإسطنبول، ونفق "أوراسيا". كما تشييد الحكومة التركية جسر جناق قلعة، الذي يربط بحر إيجه ببحر مرمرة شمالي غرب تركيا، فوق مضيق الدردنيل، ليكون "جناق قلعة بطول 2023 متراً" أطول جسر معلق بالعالم.

ووقعت تركيا وكوريا الجنوبية في 16 آذار/ مارس الحالي، على مشروع بناء "جسر جناق قلعة" ، بعد أن تم الإعلان في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، عن فوز مجموعة "Daelim-Limak-SK" الكورية الجنوبية، بمناقصة بنائه مقابل 10 مليارات و354 مليون ليرة تركية (نحو 2.6 مليار دولار).

وأعلن وزير النقل والاتصالات والملاحة البحرية التركي، أحمد أرسلان، أن الجسر سيكون أحد أهم المشاريع بين ولاية تكير داغ (قضاء كنالي) وولاية جناق قلعة (قضاء غاليبولي) وولاية باليكسير(قضاء سفاش تبة)، وسيبلغ طول الجسر نحو 3860 متراً، فيما يبلغ طول المسافة ما بين البرجين (الأعمدة) 2023 متراً، ويضم 6 مسارب (3 للذهاب و3 للإياب )
وأشار الوزير التركي إلى أن مشروع الطريق السريع سيبدأ من قضاء سيلفري (التابع لإسطنبول)، ليرتبط مع الطريق السريع بقضاء بالاي بولاية باليكسير، فضلاً عن إنشاء 143 جسراً صغيراً وانفاق ومعابر علوية وسفلية.

ويأتي "جناق قلعة" ضمن مساعي الحكومة التركية ومع انطلاق عام 2017، لإنجاز مشاريع ضخمة من أبرزها، مشروع مركز إسطنبول للتمويل، ومطار إسطنبول الثالث، وشق قناة إسطنبول، والبدء بإنشاء محطة أق قويو النووية، وتنفيذ مشروع السيل التركي الهادف إلى نقل الغاز الروسي إلى دول القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية، إضافة إلى مشروع تاناب الرامي لنقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا.

وبالتوازي مع ثورة الجسور، تتطلع الحكومة التركية إلى افتتاح 41 نفقاً بطول إجمالي يصل إلى 68 كيلومتراً، ومن أبرز تلك الأنفاق، نفق أوفيت الرابط بين ولايتي أرضروم وريزة، ونفق في ولاية أرتفين، أنفاق جودي في ولاية شرناق، ونفق غمينبلي في ولاية سيواس، ونفق غوزال ديري الرابط بين هكاري ووان، ونفق دميركابي في ولاية أنطاليا.

ويقول الاقتصادي التركي، خليل أوزون إن تركيا تعرف جيداً ما هي نقاط القوة باقتصادها، وترمي من خلال ثورة الانفاق والجسور إلى الاستفادة من الجغرافيا وعائدات تلك المشروعات، فضلاً عن الترويج السياحي وحتى السياسي، إثر تنفيذ هذه المشروعات العملاقة التي تسجل عبرها أرقاما قياسية عالمية، والتي كان آخرها نفق أوراسيا، سادس أطول نفق بالعالم، وجسر ياووز سليم "سليم الجبار" أعلى جسر معلق بالعالم، ليأتي اليوم وضع حجر الأساس لأطول جسر معلق بالعالم.

وأشار أوزون لـ "العربي الجديد" إلى أن الحكومة التركية وضعت أهدافاً كثيرة قبل الوصول لمئوية تأسيس الدولة عام 2023، منها مشروعات ضخمة كالأنفاق والجسور والمطارات بكلفة إجمالية تزيد عن 138 مليار دولار، ربما من أكبرها، مطار إسطنبول الثالث الذي من المتوقع أن يفتتح العام المقبل، بتكلفة تزيد عن 22 مليار يورو نحو 23 مليار دولار، لافتاً إلى أن معظم المشروعات العملاقة يتم منحها لشركات محلية وعالمية على مبدأ "بي.أو .تي" ليعاد استثمارها من قبل الحكومة التركية بعد انقضاء فترة العقد.

وحول العائدات المالية من تلك المشروعات، يقول الخبير إن تجميل صورة تركيا والتخفيف من الازدحام وكسب الزمن، عوامل لا تقل أهمية عن العائدات المالية، التي زادت عن مليار ليرة العام الفائت.

وذكرت المديرية العامة للطرقات بتركيا، أن عدد وسائل النقل التي عبرت الجسور والطرقات السريعة، خلال العام الماضي، بلغت 386 مليونا و256 ألفا و390 وسيلة نقل، محققة عائدات وصلت إلى مليار و113 مليونا و621 ألفا و542 ليرة تركية أي بما يعادل 316 مليون دولار.

وأوضحت المديرية أن 845 مليونا و351 ألفا و767 ليرة تركية من العائدات تمت عن طريق الطرقات السريعة، و268 مليونا و269 ألفا و775 ليرة تركية عن طريق الجسور.

ويرى مراقبون أن المشروعات التركية العملاقة، لا تقتصر على الطرقات والأنفاق والجسور، إذ أطلقت بلدية إسطنبول أخيراً، مشروعاً جديدًا لإنشاء مركز نقل يدمج ميناء النقل البحري، والنقل البري، وسكك الحديد في منطقة كاباتاش الواقعة في الشطر الأوروبي من المدينة، وسيتضمن المشروع الجديد نفقًا سيتم إنشاؤه تحت مضيق البوسفور، مُخصص لعبور المشاة.

وسيتضمن مشروع دمج الميناء البحري بالبري، حماية المعالم الأثرية في المنطقة، كمسجد "مُلّا تشلبي" ونافورة علي باشا، ونافورة كوجا يوسف باشا.

المساهمون