ثمّ التنهد

18 اغسطس 2020
من عمل لـ فاتح المدرس/ سورية
+ الخط -

أن تولد في مخيم لاجئين يقع ـ على سبيل المثال ـ غرب مدينة خان يونس، وتحديداً في بلوك دي .. ثم أن تمر ستة عقود زمنية، فإذا بك تسكن في مخيم لاجئين يقع  ـ على سبيل المثال ـ في منطقة بروخم، وتحديداً في بلوك دي ـ فلا يعني هذا إلا كلمتين اثنتين: ابتذال القدر.

ستون عاماً تنتهي بك في سجن كان ثكنة سابقة لجنود بريطانيين.
ترى: كم قنبلة تكفي لتدمير هذا العالم؟ 

تجلس تحت طقس متقلّب وتفكر: اللاجئون في أربعينيات القرن الماضي واليوم لديهم شيء واحد مشترك: لا أحد يريدهم. 
ترى: كم قنبلة تكفي لتدمير هذا الغرب؟ 
وكم سبباً يكفي للفرار من بلد كهذا؟

تسرح وتظن أنها سبعة أسباب فحسب: إنها بلجيكا مكررة سبع مرات في الأسبوع.
بلجيكا التي غالباً ما تبدو لك، مثل فيلم وثائقي مفرط الطول، تتخلله روح دعابة مظلمة جدا.
حتى أن الكلمات التي تمسحت بالأبيض، وجلست على مقاعد جلد حمراء، تمَّ امتصاصها في ضربات ما بعد الظهر، تماماً.
نعم. 

لم يتبق لأمثالك هنا إلا ما يتبقى لكل شاعر هناك: هذا التأمل غير الحصيف في ألوان قمصان سماسرة العالم،
 ثم .. التنهد.


* شاعر فلسطيني مقيم مؤقتاً في بلجيكا

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون