ثقافة العلوم

13 يناير 2016
(سديم إشعاعي)
+ الخط -

في الثلاثة أعوام الأخيرة، انتشرت على فيسبوك صفحات علمية تهتمّ بالعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية. ثم سرعان ما راحت تُلاقي إقبالاً، وتحوّل بعضها إلى مواقع إلكترونية تضمّ أقساماً، يُشرف على كل واحد منها مجموعة من المتطوّعين الذين يُترجمون مقالاتٍ علمية ويكتبون بعضها، ويصمّمون موادّ بصريّة تُسهّل على المتابع والقارئ فهم الأفكار المطروحة.

نجد في هذه الصفحات، مثلاً، شروحات عن ماهيّة الثقب الأسود، وطريقة تكوّنه، وما يفعله حين يمرّ به جسمٌ ما، مصحوبةً بفيديوهات. كما نقرأ مقالات تبيّن ما ذهب إليه داروين في نظرية التطوّر، تنفي ما جرى تداوله عنها من كليشيهات، لعل أبرزها أن "أصل الإنسان قرد"! تحاول هذه الصفحات أن تضع النظريات أمام القارئ بقدر من الموضوعية.

من اللافت أن جُهداً شبابياً تطوّعياً يُبذل من أجل تبسيط العلوم، وجعلها في متناول القارئ، بدلاً من إبقائها في المحافل العلمية المتخصّصة وخارج الثقافة العامة.

يبدو أنّ علماء مثل كارل ساغان وستيفن هوكينغ وبراين غرين قد نجحوا في هذه المهمّة في الغرب إلى حدّ كبير، ثمّ نُقلت أعمالهم إلى العربية؛ وتلقّاها الشبّان المهتمّون (ليس بالضرورة المختصّون) وحاولوا نشرها والاستفادة منها معرفياً.

قد تكون هذه المبادرات خطوة في سبيل تبسيط العلم، لكنها لن تتحوّل إلى عامل تأسيس لفكر علمي في العالم العربي. الخطوات المقبلة تحتاج أكثر من التطوّع.


اقرأ أيضاً: لحظة الفرادة.. منبع هذا الكون

المساهمون