ورغم عدم شرعية تسلّم الملكة المصرية (1479–1458 ق. م) السلطة، وفق الروايات التاريخية، إلا أن عهدها يعّد من أفضل الفترات التي شهدها حكم الأسرة الثامنة عشر، حيث لم تدخل مصر في حروب مع أي من جيرانها باستثناء بعض المعارك، وازدهرت التجارة معهم، كما شيّدت أبرز المباني ومنها المعبد الذي يحمل اسمها.
"حتشبسوت، من ملكة إلى فرعون مصر" عنوان المحاضرة التي تلقيها الباحثة في علم المصريات تيريسا بيدمان عند السادسة من مساء بعد غدٍ الأربعاء في "معهد ثربانتيس" في عمّان، وتضيء خلالها على كتابها الذي صدر عام 2013، وتحمل المحاضرة عنوانه.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "المتخصصين بدراسة نقوش معبد الدير البحري عثروا على براهين تشير بقوة إلى وجود ملك غريب ممثل على هيئة امرأة تضع الصل الملكي والذقن المستعارة، ولم يدرك الجميع وقتها أنهم أمام نموذج جديد من فن التعبير عن الملكية المصرية، ممثلةّ بـ ماعت كا رع-حتشبسوت".
توضّح بيدمان في كتابها أن حتشبسوت ركّزت على الشأن الداخلي، وخصصت دور الجيش للرحلات التجارية لبلاد بونت شمال شرق أفريقيا، تلك الرحلات الاستكشافية المدونة على معابدها، والتي كانت نقلة نوعية للعلاقات الخارجية مع مناطق جنوب السودان وإثيوبيا وأريتريا.
وتروي كيف نجح الجنود في إنهاء البعثة والعودة بالعاج والذهب وأشجار المر الحية وأعداد من الحيوانات، مثل الفهود والقرود والزرافات، كما أعادت العمل في مناجم النحاس الواقعة في شمال سيناء، وتنظيف قناة رابط بين دلتا النيل والبحر الأحمر، والتي تأسست في الدولة الوسطى، لتعيد تسيير أسطول مصر البحري في فترة لا تتجاوز عامين.
تفصّل بيدمان أيضاً أهمية فترة حتشبسوت وطبيعة الظروف السياسية والاقتصادية خلالها، سواء في طبيعة إدارة الحكم أو التعامل مع الأحداث، أو في القداسة التي حظيت بها لعلاقتها بوالدها الإله آمون.