تونس: وسم لمحاربة التمييز السلبي على أساس الجنس

27 فبراير 2016
تحوّل الوسم إلى وسيلة للتعبير عن الظلم (Getty)
+ الخط -
تداول ناشطون على مواقع التواصل في تونس وسم "لو تكلمت المرأة مثل الرجل"، باللغة الفرنسية، وقاموا من خلاله بتجربة تتمثل في تحويل الحديث الذكوري عن المرأة إلى حديث نسوي عن الرجل باستخدام العبارات التي يستعملها الرجل التونسي بما تحمله في أغلبها من انتقاص واحتقار للأنثى.

وانتشر الوسم الذي تحوّل إلى وسيلة للتعبير عن الظلم الذي تتعرض له المرأة التونسية بسبب موقف الذكور من تصرفاتها. كما لم يخل الأمر من التلاعب بالعبارات والكلمات من طرف متضامنين مع المرأة أو رافضين للوسم.

وعلى صفحتها على "فيسبوك"، أرفقت الناشطة الحقوقية هندة الشناوي الوسم بعبارات مألوفة وساخرة فكتبت "ليس أمرا خطيرا أن أعتدي عليك بالعنف أيها الرجل فأنا امرأة عصبية وأنت لا تجيد القيام بالشؤون المنزلية كما ينبغي".

أما الناشطة ليلى الشيبوني فكتبت: "الرجال الذين ينامون باكرا لا يدخنون ولا يشربون الخمر هم مميزون وسوف نتزوجهم"، وكتبت شابة تدعى أمل: "على الرجال الذين يكشفون جمال أجسادهم ألا يشتكوا حين نقوم باغتصابهم"، فيما كتبت الناشطة عفت الشواشي: "أنا لم أغتصبه، هو زوجي وأنا قمت فقط بالاستمتاع بحقوقي الزوجية".

ولكن الوسم سرعان ما تحول إلى مصدر للتندر والسخرية من طرف بعض الناشطين من الذكور الذين رأوا في الأمر مبالغة، مؤكدين على تمتع المرأة التونسية بكل حقوقها، على الرغم من اعتراف بعضهم بمغالاة الرجل التونسي في استعمال عبارات مهينة ضد المرأة تمس حرمتها الجسدية في حال اختيارها ممارسة حريتها الجسدية والفكرية.

وحول هذا النوع من التعبير أكد الناشط وصاحب عدد من الصفحات التي تحظى بمتابعة كبيرة على "فيسبوك" مروان الجمل لـ"العربي الجديد" أن "المرأة التونسية تعاني كغيرها من نساء العالم العربي من نظرة الرجل الدونية إليها، بسبب لباسها أو تصرفاتها المتحررة أو حتى تفوقها العلمي أو اختلافها الفكري. واستعمال هذا الهشتاغ لتذكير الرجل بدونية تصرفاته وقساوة عباراته تعبير ذكي من شأنه أن يضع الذكور في مواجهة أمام حقيقة تخلفهم في تقييم المرأة والنظر إليها كجسد فقط".

من جهتها عبرت الناشطة والصحافية هندة الشناوي لـ"العربي الجديد" عن سعادتها لاعتماد هذا الوسم من أجل التعبير عن غضبها واستيائها ضد العبارات الذكورية التي تنتقص من قيمة المرأة التونسية وتحط من قدراتها الفكرية والعلمية بسبب التمييز السلبي على أساس الجنس ضدها، والذي يقوم على خلفيات اجتماعية ودينية.

وأضافت الشناوي "بهذا الهشتاغ يجد الرجل التونسي نفسه في مواجهة أفكاره وتشنجاته التي تصب في خانة التعالي على المرأة رغم أنها مكون أساسي في المجتمع وفي العائلة، وهنا تفاجأت شخصياً بتجاوب عدد كبير من الذكور التونسيين عبر مساندتهم لهذا الهشتاغ واستنكارهم للظلم الذي تتعرض له المرأة بسبب مواقف الرجل. هذا في حين لم يجد هذا الأمر نفعا مع قلة من الذكور الذين واجهوا هذه التعبيرة الإلكترونية بمزيد من السخرية والتعالي".

اقرأ أيضاً: (فيديو) زفاف طفلة عمرها 12 سنة:كيف تفاعل معها المارة؟
المساهمون