تونس: نجل السبسي يحدث أزمة في "النداء"



24 اغسطس 2014
اتهامات السبسي بأنه يتحكم في الحزب (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

لم تعرف حركة "نداء تونس"، منذ نشأتها أزمة مثل تلك التي تعرفها هذه الفترة، فقد طغت على جدول أعمال قيادتها مهمة إدارة موجة الاحتجاجات الكبيرة التي تجتاح مكاتبها في المحافظات. وشهدت تنسيقياتها، في صفاقس والكاف والقيروان وأريانة  ومدن أخرى عدة، ردود فعل رافضة تعيين رؤساء القوائم في هذه الدوائر الانتخابية. وسعت قيادة الحركة في دائرة تونس الأولى، إلى إدارة الخلاف بين قطبين كبيرين في الحزب، هما فوزي اللومي، وحافظ قايد السبسي، نجل زعيم الحركة، الباجي قايد السبسي، وجرى تعيين السبسي الصغير على رأس هذه القائمة، ما دفع اللومي الى التعبير عن احتجاجه. وأوضح أن "الباجي قائد السبسي، عيّن ابنه رئيساً لقائمة (تونس1)، بقرار فوقي، من دون أن يستشير أحداً"، وأضاف أن"السبسي هو من يحكم في الحزب، وأراد أن يعيّن ابنه رئيساً لهذه القائمة، وهو ما فعله برغم عدم وجود وفاق حوله داخل الحركة". وسرعان ما دفع اللومي، ثمن هذا الاحتجاج، إذ أعلن الباجي تجميد عضويته الحزبية.

وتزامناً مع تقديم اللومي استقالته من رئاسة لجنة الانتخابات قبل 3 أيام، أكدت مصادر قريبة من النداء أن "السبسي قرر تنحية نجله من رئاسة القائمة المتنازع عليها".

ومن المرجح أن تتجه هذه الازمة إلى التصعيد، وخصوصاً أن فوزي اللومي واحد من مؤسسي الحزب، ومن أبرز مموليه. وإذا فشلت قيادة الحركة في معالجة المسألة بسرعة، فقد تتطور إلى استقالات أخرى، ذلك أن اللومي يحظى بمناصرين داخل الحركة، إضافة إلى وجود رافضين آخرين لتعيين نجل السبسي، ما اعتبر إزاحة أطراف أخرى، كانت تدير الحركة، وإبعاد طرف سياسي على حساب آخر.

لم يخفف من تصاعد أزمة تعيين نجل السبسي، القول، إنه مجرد منصب إداري، فقد أشار اللومي إلى "عدم وجود وفاق حول هذا الموضوع"، ما يعني أن هناك من يسانده في هذا الموقف. وكانت المسؤولة في الحزب، ريم بن عيش، أعلنت استقالتها من تنسيقية حزب "نداء تونس" في مدينة الفحص، لما وصفته بـ''تدخلات حافظ قائد السبسي في عمل التنسيقيات من دون استشارتها، وفرض رئيس على قائمة دائرة زغوان بلا تزكية من القواعد الجهوية". ملامح الأزمة لم تتوقف عند الاحتجاجات والاستقالات داخل الحركة، بل تُرجم إلى حوار عن بعد، بين بعض رموز الحركة، من المثقفين. فقد استدعت استقالة الكاتبة ألفة يوسف، احتجاجاً على ما سمته "ازدواجية الخطاب"، احتجاجاً من الكاتبة رجاء بن سلامة، في رسالة قوية، قالت فيها إن "انتماء بعض المثقفين للنداء يهدف الى مواجهة تيار الاسلام السياسي الجارف".

ويعكس هذا السجال بين الكاتبتين، حالة حقيقية من الانقسام الموجود داخل الحركة، كان بعض يفسره في السابق، باختلاف مشارب التيارات السياسية المكونة لـ"نداء تونس"، من نقابيين ويساريين ودستوريين، لكن خروجه للعلن عشية الانتخابات، قد تكون له انعكاسات سياسية كبيرة على هذا الحزب.

دلالات
المساهمون