تونس.. عنف وأمراض يربكان بداية العام الدراسي

06 أكتوبر 2014
أزمات بداية العام الدراسي معظمها أمنية (GETTY)
+ الخط -
لم يمرّ وقت طويل على بدء العام الدراسي في تونس. مع ذلك، ظهرت مشاكل عدّة أدت إلى تعطيل الدروس للأسبوع الثالث على التوالي في عدد من المدارس.
وبعكس ما أعلنه وزير التربية فتحي جراي، عن أنه جرى الاستعداد للعودة المدرسية على أكمل وجه، يبدو الواقع مغايراً تماماً، ويشي بمشاكل عدة ترافق التلاميذ عاماً بعد عام. فلا تزال البنية التحتية لبعض المنشآت مهترئة ولم يتم العمل على ترميمها، عدا عن النقص الفادح في الكادر التربوي.
في السياق، قال سكرتيرعام نقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي لـ"العربي الجديد" إن "السنة الدّراسية الجديدة لم تسجل أي تحسن يذكر، بل لا يزال الإرباك سيد الموقف في ظل تأخر إلحاق المديرين بمناصبهم، وتعيين الأساتذة الجدد، عدا عن وجود الكثير من المشاكل الأخرى".
وشهد عدد من المدارس أعمال عنف. فقد نظّم أساتذة وإداريون في مدرسة إعدادية في منطقة بوسالم في محافظة جندوبة التونسية إضراباً عن العمل ليوم واحد، على خلفية تعرّض أحد الإداريين لاعتداء داخل المدرسة من قبل شخصين غريبين عن المؤسسة.
وقال مدير المدرسة أمين العيساني إن المعتدى عليه "كان بصدد إدخال التلاميذ إلى قاعة الطعام حين هجم عليه شخصان". وخلّفت الحادثة حالة من الفزع والاضطراب بين التلاميذ، وتدخلت الوحدات الأمنية وألقت القبض على المتهمين.
ووصف الأستاذ وعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي الحبيب الزغلامي الاعتداء بأنه "مؤشّر سلبي يستدعي معالجة ظاهرة العنف"، مطالباً بتكثيف الدوريات الأمنية قرب المدارس.
كذلك، تعرّضت أستاذة في معهد ابن أبي الضياف في محافظة منوبة إلى اعتداء من قبل أحد التلاميذ، الأمر الذي تطلب تدخّل أعوان الأمن الوطني في الدندان.
وتشير المعطيات إلى أن "تلميذاً دخل المعهد وعمد إلى مقاطعة التدريس في أحد الأقسام، مما أغضب الأستاذة فنهرته. فما كان منه، بعدما خاض جدالاً معها، إلا أن صفعها ثم جرّها من شعرها على الأرض، ففقدت الوعي وسط صدمة وذهول التلاميذ وزملائها". وتدخل أعوان الأمن الوطني وأوقفوا الشاب المعتدي، ولا يزال على هذه الحال بانتظار إحالته على القضاء المختص.
 
تفشي الأمراض
في المقابل، توقفت الدراسة في بعض المدارس جراء تفشي الأمراض. وأصيب 11 تلميذاً بمرض "البوصفير" في إحدى المدارس في مدينة المحرس بمحافظة صفاقس جنوبي البلاد، أحدهم في حالة حرجة، فيما يخضع 12 آخرين للفحوصات الطبية والتحاليل وفق مصادر طبية. والسبب هو شربهم مياهاً ملوثة من أحد الآبار في المدرسة، لم يخضع للرّقابة الصحية منذ مدّة طويلة.
وقال أحد التربويين في المدرسة إن "سبب المرض هو عدم توفّر المياه الصالحة للشرب، مما يدفع التلاميذ إلى الاعتماد على مياه البئر التابع للمدرسة، علماً أنه لا يتم تنظيفه إلا نادراً. عدا عن غياب الرقابة الطبية واللقاحات للتلاميذ. يضاف إلى ذلك عدم وجود قاعات للطعام، وكثرة الرطوبة في القاعات، حتى أن بعض الجدران مهددة بالسقوط.
في السياق، أعلنت المصالح الجهوية الصحية في بنزرت أن "انتشار الكلاب المشردة وإهمال نظافة البيئة أدى إلى ظهور حشرات البرغوث في مدرسة حي حشاد في بنزرت". وأكد مدير الإدارة الجهوية للصحة إلياس عمار اتخاذ جميع إجراءات التعقيم والوقاية للقضاء على هذه الحشرة.
من جهة أخرى، لا يزال العديد من المؤسسات التربوية يشكو عدم اكتمال الكادر التربوي، إذ سجل العديد من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية غيابا كليا أو جزئيا للكادر، مما اضطر أولياء الأمور إلى القيام بوقفات احتجاجية، تنديداً بصمت الوزارة إزاء هذا النقص الذي أصبح يؤرق الأهالي والتلاميذ. وقال اليعقوبي إن "هناك نقصاً فادحاً يقدر بنحو أربعة آلاف منصب شاغر". ولفتت النقابة إلى أن "العدد قد يكون أكبر من ذلك. فيما لجأت الوزارة إلى انتداب 1500 مدرس جديد فقط".
بدوره، حمّل كاتب عام نقابة التعليم الابتدائي الطاهر ذاكر، وزير التربية، مسؤولية فشل بداية العام الدراسي في عدد من المؤسسات التربوية، ولفت إلى "وجود نقص في الكادر التربوي، وقد اعترفت الوزارة بأنه لم يتم انتداب العدد الكافي". كذلك، انتقد استمرار مشاكل البنية التحتية ونقص التجهيزات، وتأخر أعمال الترميم.
المساهمون