يبدو أن الساحة الداخلية ومشاكلها السياسية والاجتماعية قد حجبت عن التونسيين ما يحدث في القدس من اعتداءات متلاحقة. وعلى عكس المعهود، حيث تعود التونسيون على الإسراع بمساندة إخوانهم في فلسطين عبر كل الأشكال إبان الأزمات، مرت الأيام الأخيرة دون التفاتة سياسية حقيقية لما يحدث في الأقصى.
ولم تصدر عن المجتمع المدني والأحزاب السياسية، التي توحدها فلسطين عادة برغم اختلافاتها، ما تعوده التونسيون من أشكال الاحتجاج والمساندة، باستثناء بعض البيانات المتأخرة نسبيا، حيث دعت حركة النهضة التونسية منظمة التعاون الإسلامي إلى الانعقاد العاجل للتباحث في سبل التصدي للاعتداءات المتتالية التي يتعرض لها الأقصى وأدت إلى عشرات الجرحى من النساء والرجال والأطفال العزل.
وقال بيان للحركة، اليوم الأربعاء، إن هذه الهجمات الأخيرة في سلسلة من الاعتداءات على القبلة الأولى للمسلمين؛ المسجد الأقصى، الذي تستهدفه قوات الاحتلال وجماعات المستوطنين مرة بالغلق ومرة بالتقسيم ومرة بالحرق، يمثل اعتداء صارخا على عموم المسلمين في العالم.
وعبرت حركة النهضة عن رفضها القاطع للاعتداءات الصهيونية على أحد أعظم مقدسات المسلمين، وحيّت المرابطين من النساء والرجال والشيوخ والأطفال العزل المدافعين عن أرضهم وقدسهم، داعية المجتمع الدولي إلى مغادرة موقع المتفرج أمام ما يمارسه المستعمر الصهيوني من انتهاك لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
وقالت حركة الشعب (قومية) إنه في غفلة من النّظام الرسمي العربي، تُواصِلُ قطعان المستوطنين مدعومة بعصابات الجيش الصهيوني عدوانها على المسجد الأقصى، تنفيذا لوهم إقامة الهيكل المزعوم، واستئصال الشعب العربي الفلسطيني من أرضه التاريخية، وتكريس وجود الكيان السرطاني الذي عطّل، ولا يزال، كلّ نفس تحرّري وحدوي.
ودعت كلّ فصائل المقاومة من أجل تجاوز خلافاتها الجزئيّة وتوحيد جهودها في مواجهة العدو الصهيوني وأعوانه على امتداد الوطن العربي.
كما دعت عموم أبناء شعبنا، على امتداد الوطن العربي، إلى إحياء تقاليد الدعم والمساندة لأهلنا في الأرض المحتلة، عبر التظاهر وسائر الفعاليات الممكنة، لإجبار النظام الرسمي العربي على مغادرة موقع السلبيّة، والتحرّك بجدّية في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل.