تونس: خطاب الكراهية ينتشر على مواقع التواصل

14 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -
لم يكد أحد ممثلي حزب حركة النهضة ينشر رأيه الخاص عن قانون الإرهاب على "فيسبوك" مطالباً بضرورة توفير الغطاء القانوني لإجراءات التتبع ضد الإرهابيين، حتى انهالت عليه تعليقات شديدة اللهجة تتهمه بتبييض الإرهاب. ولم يتردد السياسي في حذف ما كتبه بعد أن فوجئ بمئات التعليقات التي اتهمته بمحاولة التغطية على الإرهابيين وحمايتهم.

وعن تنامي وتطور خطاب الكراهية على "فيسبوك"، قال الصحافي أسامة السعفي لـ"العربي الجديد": "منذ ثورة 2011 تحولت مواقع التواصل من مواقع للتسلية إلى منابر للدعاية السياسية والنقاشات، إدراك التونسي فجأة لأهمية هذه المواقع في التعبير عن رأيه وفي التأثير على المحيطين به من متابعيه على صفحته جعل منها أداة للتعبير والتغيير". وأضاف: "يستطيع التونسي اليوم أن يدعم حزبه السياسي وأن ينتقد بقية الأحزاب مثلاً على تويتر وفيسبوك، غير أن الحرية في استخدام هذه المواقع دون رقابة حولت حرية التعبير إلى حرية تنفيس عن الغضب والمشاعر السلبية فتحول التعبير إلى تحقير واستهزاء وشتم وكلام بذيء".

وفي حديث مع "العربي الجديد"، أكدت الدكتورة في علم الاجتماع، نادية جهيناوي، أن هامش الحرية الذي تمنحه المواقع الاجتماعية للمواطن التونسي وقدرتها على جمع المقربين منه كأصدقاء وعائلة وزملاء في صفحة واحدة، جعل منها أدوات سحرية تمنحه الحق في ممارسة ما حرم منه طويلا ألا وهو: التعبير عن مكنونات ذاته.

أما غياب المحاسبة والرقابة على المواقع الاجتماعية فسمح للتونسي باستعمال السباب والشتائم كتعابير تلقائية تعكس شخصيته، فالمواطن التونسي الذي اعتاد اعتماد خطاب الكراهية في المنزل وفي الشارع وفي العمل حوّل هذا الخطاب تلقائيا إلى مواقع التواصل رغم يقينه بأهمية الخطاب العقلاني في تطور نقاشات افتراضية بناءة.

التنفيس عن الغضب تجاوز السياسة والسياسيين ليطاول وسائل الإعلام وما تنشره من مقاطع لبرامجها، حيث تغرق صفحة البرنامج الاجتماعي "عندي ما نقلك" مثلا، والذي يحظى بنسب مشاهدة عالية، بالتعليقات المليئة بالشتائم بسبب انزعاج تونسيين مما يقدمه هذا البرنامج من حالات اجتماعية تتميز بالغرابة في أغلبها.


اقرأ أيضاً: إعلاميون تونسيون يتحضرون لتغطية "حرب ليبيا"
المساهمون