تونس تتحسّب لإيبولا مع اقتراب الموسم الجامعي الجديد

20 اغسطس 2014
تشديد إجراءات الفحص الطبي في المطارات تخوّفاً من إيبولا(Getty)
+ الخط -


يتصاعد الحذر في تونس، في الفترة الأخيرة، من انتقال عدوى وباء "إيبولا" الذي انتشر منذ مارس/ آذار الماضي في دول غرب أفريقيا، بخاصة مع اقتراب عام جامعي جديد تستقبل خلاله تونس آلاف الطلبة الأفارقة.

وقد أعلن وزير الصحة التونسي، محمّد صالح بن عمار، الأربعاء، أنّه تمّ تكوين لجنة وطنيّة واتخاذ الاحتياطات اللازمة للتصدّي لفيروس إيبولا المنتشر في دول أفريقيّة عدّة، مؤكداً على أن الوزارة مستعدّة لمجابهة هذا الوباء في حال بلوغه تونس، بالتنسيق مع وزارات أخرى بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية.

وكان المرصد الوطني التونسي للأمراض الجديدة والمستجدّة قد أعلن، خلال هذا الأسبوع، تشكيل وزارة الصحة لجنة لمتابعة وباء إيبولا ورصد كل المستجدات المتعلقة بهذا الداء في البلدان التي ظهر فيها. كذلك يعمل المرصد على تطبيق جملة من الإجراءات الاحتياطيّة التي تمّ اتخاذها بشكل استباقي للوقاية من هذا الداء وتفادي ظهوره في تونس.

وأوضحت مديرة اليقظة الوبائيّة في المرصد، الدكتورة سهى بوقاطف كاهية، لـ"العربي الجديد"، أنه وعلى الرغم من ضعف تهديد هذا الداء الفيروسي في تونس، إلا أن وزارة الصحة قامت بتشكيل لجنة لمتابعة المرض ورصده. وأشارت إلى أن المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة يحرص على متابعة الوضع الصحي في نقاط العبور الحدوديّة، من خلال خطة عمل يتم في إطارها التعاون مع إدارات المطارات وشركات النقل الجوي، لمراقبة الحالة الصحيّة للمسافرين الآتين من دول غرب أفريقيا عبر بلدان المغرب العربي أو بعض البلدان الأوروبيّة، نظراً لعدم توفّر رحلات مباشرة بين تونس ودول غرب أفريقيا.

من جهته، قال مدير حفظ الصحة في وزارة الصحة التونسيّة، محمد الرابحي، لـ"العربي الجديد"، إنه سيتمّ التنسيق مع وزارة التعليم العالي لاتخاذ جملة من الإجراءات الوقائيّة ابتداءً من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وإخضاع الطلبة الأفارقة لفحص طبيّ في المطارات.

وأوضح الرابحي أن وزارة التعليم العالي ستعمل على إرسال قوائم بأسماء الوافدين الأفارقة، لتُجرى لهم فحوصات طبيّة سريعة ومدّهم بالنصائح اللازمة في حال ارتفاع درجات الحرارة، أو غيرها من أعراض وباء إيبولا.

وإيبولا مرض فيروسي ينتشر من خلال الاتصال المباشر بواسطة الدم أو سوائل الجسم من شخص مصاب أو حيوان، ويؤدي إلى نزيف داخلي حاد مع فشل عمل أعضاء الجسم. ووفقاً لمنظمة الصحة العالميّة، هو فيروس شديد العدوى يتسبّب في هلاك 90 في المئة من المصابين به، ويعود اسمه إلى أحد الأنهار في شمال الكونغو حيث رصدت أولى الإصابات في قريتَين على ضفافه في العام 1976.

وتتمثّل أعراضه، وفق منظمة الصحة العالميّة، في ظهور حمى مفاجئة في البداية وآلام في المفاصل والعضلات، وبعدها تظهر أعراض الغثيان والإسهال، وفي بعض الحالات نزف الدم الخارجي والداخلي. وقد لا تظهر الأعراض على المصاب إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع من إصابته بالعدوى.

وبلغت حصيلة الوفيات الناتجة عن وباء إيبولا 1350 شخص. كذلك أعلنت منظمة الصحة العالميّة عن تخصيص 75 مليون يورو للحدّ من انتشار الفيروس القاتل، وتعهّد زعماء دول غرب أفريقيا، خلال لقائهم بمديرة منظمة الصحة العالميّة، باتخاذ إجراءات صارمة ضدّ تفشي وباء إيبولا بالإضافة إلى فرض قرار الحجر الصحي على المنطقة الحدوديّة المشتركة بين الدول التي انتشر فيها المرض.

دلالات
المساهمون