تونس: إقبال آلاف العاطلين على حملة للتجنيد

17 فبراير 2016
طوابير العاطلين في حملة التجنيد (العربي الجديد)
+ الخط -


لا يزال ملف البطالة حديث الساعة في تونس، سواء من قبل السياسيين والخبراء والمحللين للشأن الوطني، ولا يزال يسيل الكثير من الحبر ويلتهم ساعات البرامج الحوارية، في ظل تواصل اعتصامات واحتجاجات العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا من جهة، وسعي الحكومة التونسية لإيجاد حلول عاجلة من جهة ثانية تخفف من حالة الاحتقان.

وكانت الحكومة التونسية أعلنت في موازنة العام الجديد عن انتداب عدد كبير من المجندين لدعم قدرات الجيش الذي تتوزع مهامه على جبهات عديدة. على إثر الموجة الاحتجاجية التي شهدتها تونس في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وأدت إلى تخريب وحرق ونهب ومن ثم إعلان حظر التجوال لأكثر من أسبوع.
وتهدف حملة التجنيد الاستثنائية لانتداب 12 ألف عاطل عن العمل في إطار معاضدة مجهود الدولة في مجال التشغيل.

وذكرت الوزارة في وقت سابق أن هذه العملية تهم فقط الشبان العاطلين عن العمل الذين لم يؤدوا الواجب الوطني، طبقا للإطار القانوني المنظم للخدمة الوطنية، مشيرة إلى أن هؤلاء الشبان سيحصلون على منحة شهرية خلال سنة الخدمة العسكرية حسب الشهادات العلمية المتحصل عليها.

وفي السياق، أكد العميد لطفي بن وحيدة، مدير عام التجنيد والتعبئة بوزارة الدفاع، لوسائل إعلام تونسية، أن الشروط المطلوبة للانتداب تتمثل في الجاهزية الطبية، وأن يكون العمر متراوحا بين 20 و35 سنة، وأن يكون عاطلا عن العمل، وألا يكون قد أدى الخدمة العسكرية سابقا، موضحا أن الشبان الذين أدوا الواجب الوطني لا يمكنهم المشاركة في هذه الدورة.

وأوضح بن وحيدة الامتيازات التي سيتحصل عليها المنتدب ومن أهمها الحصول على منحة شهرية طوال السنة الأولى، أي طوال فترة أداء الخدمة، مع مجانية الأكل واللباس والعلاج والنقل بكامل تراب الجمهورية.

وأكد أن الإدماج في صفوف الجيش الوطني يكون في السنة الثانية، حيث يحصل المجند مباشرة على رتبة وراتب طبقا للشهادة المتحصل عليها شريطة استيفاء الشروط القانونية.

ووجد آلاف العاطلين بمختلف مستوياتهم العلمية، في القرار ضالتهم منذ انطلاق الحملة أمس الأول، حيث تشهد مراكز التجنيد بمختلف محافظات الجمهورية طوابير طويلة من المقبلين على التسجيل في الحملة؛ همهم الوحيد الظفر بعمل يحفظ لهم العيش الكريم.


وكان الإقبال من طرف العاطلين عن العمل على التسجيل في حملة التجنيد منذ الساعات الأولى، قبل فتح أبواب مراكز التجنيد بساعات، للظفر بالصفوف الأولى باعتبار العدد الهائل، حيث أكد مصدر من الجيش لـ"العربي الجديد" أن معدل الإقبال اليومي يساوي على الأقل ألفي شاب منذ بدء الحملة، ومن المحتمل أن يشهد ارتفاعا في الأيام القليلة القادمة وإلى نهاية هذا الشهر.
وضمت الصفوف الطويلة شبانا من مختلف الأعمار والمستويات العلمية والاجتماعية، عدد منهم إما يعيل والديه أو هو صاحب أسرة لم يتمكن من إيجاد عمل يعيل به عائلته، فبات التجنيد فرصة حقيقية لضمان عمل.

وقال مراج الميساوي (32 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إنه متزوج ولديه طفل، ويرغب في الانضمام إلى الخدمة العسكرية بعد أن "انغلقت سبل التشغيل في تونس بعد فقدان عملي عقب الثورة، ولم أجد حلا واضحا ومضمونا على المدى البعيد، ففكرت أن يكون التجنيد حلا من الحلول، حتى وإن كانت ظروفي الحالية لا تسمح باعتباري متزوجا وأبا لطفل، ولكن لا بد من التضحية".

من جهته، قال فؤاد الشايبي (34 سنة) لـ"العربي الجديد": "منذ إتمام دراستي قبل الثورة لم أظفر بفرصة عمل رغم محاولاتي التي لا تُحصى، ففكرت أن يكون التجنيد فرصة جدية لعمل وتركت قناعاتي وأحلامي جانبا، لأن ذلك لم يعد مهمّا".

بدوره، أكد سهيل العبرودي (21 سنة) لـ"العربي الجديد" أنّه "رغم صغر السن، فإن التجنيد ثم الانتداب، يُعد فرصة قد لا تتكرر إلا بعد مدة طويلة، فلو تم اختياري سأكون محظوظا في ظل ما نعيشه من انعدام فرص التشغيل في تونس".

ولم يكن الشبان وحدهم من أقدموا على مراكز التجنيد والخدمة العسكرية، فقد صادف "العربي الجديد" في جولته بمركز التجنيد ببوشوشة بالعاصمة، شابات أيضا يرغبن في خوض التجربة ولكن لم يحالفهن الحظ لأن الحملة الاستثنائية تطلب الذكور فقط.


اقرأ أيضا:طلاب جهاديّون ينفّذون هجمات إرهابيّة في تونس

دلالات