تونسيو المهجر يجمعون الأغطية والملابس لتدفئة فقراء بلادهم

13 ديسمبر 2019
تقديم المساعدات لسكان الأرياف التونسية والفقراء (Getty)
+ الخط -
يقود تونسيون في المهجر حملات لـجمع الأغطية والملابس الصوفية، لتقديمها إلى فقراء في جهات داخلية بتونس بالتزامن مع فصل الشتاء، معوّلين في ذلك على المساعدات المقدمة من أبناء بلدهم وعدد من المتبرعين في بلدان الإقامة.

ويسعى التونسيون المبادرون بحملات التبرع إلى استباق موجات البرد، لإيصال التبرعات إلى مستحقيها من سكان الأرياف التونسية والفقراء، ممن تزيد قساوة الطبيعة في معاناتهم ولا سيما التلاميذ منهم.

وتعوّل المبادرات على سلاسة جهاز الجمارك في تسهيل عبور التبرعات التي تصل عبر الموانئ البحرية أو الخطوط الجوية، فيما يؤكد النشطاء أن الأمر لا يخلو من صعوبات متكررة كل عام رغم الطابع الإنساني لمبادراتهم.

ومن مقر إقامته في سويسرا يقول رئيس جمعية الجالية التونسية محمد الجريبي، إن المهاجرين يتطلعون إلى القيام بدور إنساني كبير تجاه الفقراء والمحتاجين من أبناء بلدهم، مؤكدا أن الجمعية دأبت، للسنة الرابعة على التوالي، على جمع تبرعات مختلفة توجه إلى جهات يقع الاختيار عليها بالإجماع.

وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المبادرات الإنسانية لا حدود لها والأجهزة الرسمية في تونس مطالبة بأن تكون أكثر ليونة في التعامل مع هذا الصنف من الحملات بتخفيف الإجراءات الإدارية على عبور التبرعات من الموانئ .

وأكد المتحدث، أن التونسيين في المهجر يتحمسون لجمع التبرعات والاتصالات بينهم لا تتوقف في كل المدن، من أجل التنسيق وجمع أكبر قدر ممكن من المساعدات العينية المتمثلة في الملابس والأغطية والكراسي المتحركة لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة. لافتا إلى وجود رغبة في توسيع المبادرات وتنويع التبرعات التي يمكن أن تضم أجهزة إلكترونية وحواسيب يتم توزيعها على المدارس أو الطلاب .

وأفاد أن التونسيين في المهجر لا تنقصهم المواطنة ليساعدوا على تحسين وضع أبناء بلدهم في المناطق الفقيرة. بل إن هناك مساعٍ لزيادة ضخ المساعدات والبحث عن شراكات مع جمعيات سويسرية، من أجل تجديد مدارس ودور رعاية لأصحاب الإعاقات التي تفتقر إلى وسائل نقل.

ويربط المهاجرون، لتأمين وصول تبرعاتهم، جسور تواصل مع جمعيات محلية تتكلف بإيصالها إلى مستحقيها أو إلى مقرات جهاز التضامن الاجتماعي التونسي، الذي يتولى تدبير توزيعها طبقا لخطة تدخلاته.

ومنذ أكثر من سنتين، أقرّت الحكومة خطة تواصلية مع الجالية التونسية في الخارج ودعم حوكمة قطاع الهجرة، فضلا عن دعم وتطوير الدبلوماسية الاقتصادية وإقامة الفعاليات المتنوعة القادرة على جلب الاستثمارات.

كما صادق البرلمان، منذ عام 2016، على إحداث مجلس للتونسيين في الخارج، غير أن هذا المجلس لم ير النور بعد تعثر في انتخاب أعضائه، بعد أن كان المغتربون يعولون عليه لحلّ جزء كبير من مشاكلهم وإيجاد هيكل حكومي خاص بهم لمزيد من ربط الصلة بينهم وبين الدوائر الرسمية للدولة .

المساهمون