تونس:ما علاقة وثائق بن غربية ومحاولة اغتيال شرف الدين؟

09 أكتوبر 2015
الصحافي معز بن غربية (تويتر)
+ الخط -

خلقت محاولة اغتيال النائب في البرلمان التونسي والوجه الرياضي المعروف رضا شرف الدين عددا من الأسئلة في الشارع التونسي، ومنها ما مدى ارتباط محاولة الاغتيال هذه بالفيديو الذي أعلن فيه الإعلامي معز بن غربية عن امتلاكه وثائق تدين أطرافا سياسية ومافيا المال بعمليات الاغتيال التي شهدتها تونس، وأهمها اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

هذا التساؤل مردّه أن النائب رضا شرف الدين كان واحدا من أبرز المساهمين في قناة "التاسعة" التلفزيونية الخاصة، والتي يتولى إداراتها العامة الإعلامي معز بن غربية. بل تفيد بعض المصادر أن رضا شرف الدين كان أبرز مساهم في هذه القناة، ويعتبر واحدا من المالكين الرئيسيين لها.

هذه المساهمة المالية الممكنة في قناة "التاسعة"، جعلت البعض يربط بين محاولة اغتيال رضا شرف الدين، وبين الفيديو الذي نشره معز بن غربية، وهدد فيه عديد الأطراف التي لم يعلن عنها صراحة بأنه يملك وثائق تدينها في جرائم الاغتيالات.

وفي هذا الإطار، أفادت عضو مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) راضية السعيدي في اتصال مع "العربي الجديد" بأن شرف الدين لم يعد من المساهمين في قناة "التاسعة"، وذلك للتعارض بين عمله الحزبي والمساهمة في القناة، وهو ما يمنعه القانون التونسي وكراس الشروط التي تم وضعها من قبل "الهايكا" لمن يرغب في الحصول على إجازة قانونية لبعث محطة إذاعية أو قناة تلفزيونية.

لكن رغم هذا التأكيد فإن البعض من المطلعين على الشأن الإعلامي التونسي يؤكدون أن شرف الدين، حتى وإن تخلى عن مساهمته المالية في قناة "التاسعة" فقد بقي واحداً من المؤثرين فيها، من خلال وجود أطراف أخرى تمثله داخل مجلس إدارتها، وهو ما يدفعهم إلى الربط بين تلك الصفة وبين محاولة اغتياله؛ وهي فرضية لم تؤكدها وزارة الداخلية التونسية التي تتولى البحث في محاولة الاغتيال رفقة السلطات القضائية.

ويذهب آخرون إلى أنه لو صح التأثير المحتمل لرضا شرف الدين في مجلس إدارة قناة "التاسعة"، فإن هذا المجلس وبيوم واحد قبل محاولة الاغتيال أعلن في بيان رسمي له عن تبرؤه من تصريحات الإعلامي معز بن غربية، والتي لا تلزم القناة في شيء رغم التعاطف معه بصفته الإعلامية لا بصفته واحدا من ملاك قناة "التاسعة".

في جانب آخر من مسألة الفيديو الذي نشره معز بن غربية، والذي أثار الكثير من التعليقات في الساحة السياسية والإعلامية التونسية، فقد أعلنت رئاسة الحكومة التونسية توفير حماية أمنية للإعلامي التونسي في سويسرا حيث يقيم الآن، كما تعهدت بتوفير الحماية الشخصية له حال عودته إلى تونس المنتظرة يوم الأحد القادم، مثلما أعلن بن غربية سابقًا.

معز بن غربية من ناحيته أعلن في تغريدة له على "تويتر" أنه لم يحصل على المعلومات التي بحوزته إلا منذ عشرة أيام فقط، نافيًا عن نفسه التهمة التي وجهتها له عائلات ضحايا الاغتيالات، بأنه تستر على مجرمين عندما كانت بحوزته معلومات منذ مدة، ولم يقدمها إلى القضاء والأمن التونسيين.

فيديو الإعلامي معز بن غربية قد تكون له ارتدادات سياسية خطيرة، إن صحّ ما ذكره أو قد يتسبب فيه ملاحقته قضائيًا، إن ثبت أن الأمر لا يتعلق إلا بفرقعة إعلامية.

دلالات