ويتوقع محللون ومصرفيون، لـ"العربي الجديد"، استمرار هذا التراجع، من دون تحديد سقف زمني، نتيجة عدم وضوح الرؤية في ما يخص التعامل مع تداعيات جائحة كورونا، وعلاقة مصر المستقبلية بصندوق النقد الدولي.
ويرى الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب أنّ ارتفاع سعر الدولار غير مبرر، ويدلل على وجهة نظره بأن هذا الارتفاع يأتي في وقت حصول مصر على قرض جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 5.2 مليارات دولار وقبله 2.8 مليار دولار، بالإضافة لقروض من الأسواق العالمية بقيمة نحو 5 مليارات دولار.
وحول تفسيره لأسباب الارتفاع، يضيف عبد المطلب، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ارتفاع سعر الدولار ربما يكون رسالة لطمأنة المؤسسات المالية أو الأسواق العالمية، بأن مصر تتبع نظام صرف مرناً، وأنّ الجنيه يمكن أن يرتفع وينخفض طبقاً لآليات السوق، كذلك خروج الأموال الساخنة يعتبر أحد الأسباب ولكن ليس سببًا رئيسيًا، لأن خروجها كان يتم منذ فترة طويلة، ولم يتأثر الدولار".
ويتوقع الخبير الاقتصادي استمرار ارتفاع سعر الدولار بشكل يومي، بقيمة تتراوح بين 10 إلى 25 قرشاً، من دون تحديد سقف زمني، موضحًا أنه من الصعوبة توقع استمرار هذا الارتفاع لمدى معين، "لأن ذلك يرتبط بخطط الحكومة، وعلاقتها بصندوق النقد الدولي، وهل تنوي عقد برنامج إصلاح اقتصادي جديد أم لا، بالإضافة إلى أن الإجراءات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، وخطط التعايش مع كورونا، سيكون لها أثر كبير في تحديد مستقبل سعر الصرف".
ويرى مصرفي سابق بالبنك الأهلي المصري أنّ مسألة ارتفاع سعر الدولار "لها علاقة بتناقص احتياطي الدولار في البنك المركزي نتيجة انعدام إيرادات السياحة، وتحويلات العاملين بالخارج، ونقص إيرادات قناة السويس بسبب تداعيات حرب أسعار البترول، وانكماش حركة التجارة الدولية بسبب كورونا".
ويؤكد المصرفي الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "الدولار لن يعود للانخفاض إلا بعد انكشاف الأمور بعد تداعيات جائحة كورونا، وقد يضطر البنك المركزي لإعادة رفع سعر الفائدة.".
وكان أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، قد أعلن، الأربعاء الماضي، أن إيرادات القناة تراجعت بنسبة 9.6%، في مايو/ أيار، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بفعل تأثير تفشي كورونا على حركة التجارة العالمية، مشيراً إلى أن عدد السفن المارة عبر القناة لم يتغير تقريباً، لكن الحمولات انخفضت.
وتترقب سوق الصرف إعلان البنك المركزي، مطلع الأسبوع المقبل، عن وضع احتياطي النقد الأجنبي لشهر مايو/ أيار، والتي سيكون لها تأثير حتمي على وضع سعر الصرف خلال الأسابيع المقبلة.
وخسر الاحتياطي النقدي 8.5 مليارات دولار، خلال شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان، حيث بلغ، في نهاية الشهر الماضي، 37.037 مليار دولار، مقابل 45.5 مليار دولار في نهاية فبراير/ شباط.
وكثفت الحكومة من الاقتراض خلال الأسابيع الأخيرة، حيث طرحت سندات دولية بقيمة 4 مليارات دولار في مايو/ أيار الماضي، وذلك بعد أيام من موافقة صندوق النقد الدولي على منحها قرضاً طارئاً بقيمة 2.77 مليار دولار للتعامل مع تأثير وباء كورونا، بينما تسعى للحصول على قروض إضافية من مؤسسات دولية.