توجهات الدول المنتجة للنفط قبل اجتماع فيينا الحاسم

07 ديسمبر 2016
مساعٍ لضبط أسواق النفط (Getty)
+ الخط -

تتجه مواقف منتجي النفط داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وخارجها، إلى دعم اتفاق خفض الإنتاج، قبل أيام من اجتماع مهم سيُعقد في العاصمة النمساوية فيينا، ويستهدف المنتجون وقف نزيف الأسعار ومواجهة تخمة المعروض التي أرهقت الأسواق، في الفترة الماضية.

وبدأت بلورة توجهات كبار الدول المنتجة المشاركة في اجتماع فيينا، السبت المقبل، ما بين الرقابة على الأسواق لفترة طويلة، والتأكيد على أهمية العمل للصول إلى سعر مناسب وتفعيل دور المنتجين المستقلين. وفي هذا السياق، رصدت "العربي الجديد" مواقف عدد من الدول المنتجة وتصوراتها لاجتماع فيينا.


فنزويلا: رقابة 10 سنوات
أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أنه سيقترح على أعضاء أوبك وغيرهم من المنتجين المرتبطين بالمنظمة، تثبيت أسعار النفط لمدة عشرة أعوام، بعد الاتفاق التاريخي على خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع.
وقال مادورو، خلال كلمة له في كارابوبو (وسط) نُقلت عبر التلفزيون، أمس الثلاثاء: "أقترح أنه خلال الفصل الأول من عام 2017 سنعقد اجتماعا لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في منظمة أوبك مع الدول التي لا تنتمي إلى أوبك، للنظر في اقتراح استقرار السوق النفطية لعشر سنوات وحماية أسعارها العادلة".

وقال وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، لوكالة تاس الروسية للأنباء في كاراكاس، اليوم الأربعاء: "أوبك تهدف إلى سعر معتدل للنفط يجب ألا يكون أعلى من اللازم. وسوق النفط ستتوازن خلال 6-9 أشهر بعد اتفاق النفط العالمي".

واقترحت فنزويلا انضمام روسيا وسلطنة عمان للجنة مراقبة اتفاق النفط العالمي.


الإمارات: سعر مناسب
قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، اليوم الأربعاء، إن سوق النفط العالمي يحتاج إلى مستويات سعرية توفر حوافز للاستثمار في الإنتاج وإنه حتى عند سعر 50 دولارا للبرميل كانت الاستثمارات تنخفض.

وحسب رويترز، قال المزروعي، في قمة بلومبرغ للأسواق "اختبرنا أسعارا عند 40 و50 دولارا، ولم ينجح الأمر". وأضاف الوزير الإماراتي أنه "في أعقاب اتفاق أوبك على خفض إنتاج النفط، بنهاية الشهر الماضي، بات واثقا من أن المنتجين غير الأعضاء في المنظمة، بما في ذلك روسيا، سيخفضون الإنتاج أيضا". وفي هذا السياق، أكد المزروعي أن سوق النفط قد يصحح وضعه إلى مستويات معقولة، في غضون ستة أشهر. وأضاف "سنرى خلال ستة أشهر ما هو المطلوب، وسنأخذ التدابير المناسبة".

روسيا: خفض 300 ألف برميل
أعلنت روسيا مشاركتها في اجتماع السبت المقبل، إذ قالت وزارة الطاقة، في وقت سابق، إن وزير الطاقة، ناطق علييف، يخطط لزيارة فيينا في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأكدت موسكو استعدادها لتخفيض إنتاجها بحوالى 300 ألف برميل يومياً، وتأمل أوبك أن تخفض الدول غير الأعضاء فيها إنتاجها النفطي بنحو 600 ألف برميل يوميا. 

وفي المقابل، واصلت روسيا زيادة إنتاجها، استباقاً للاجتماع المرتقب؛ إذ أعلنت روسيا أن متوسط إنتاجها النفطي، في نوفمبر/تشرين الثاني، بلغ 11.21 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى في حوالي 30 عاماً.

نيجيريا: دور للمنتجين المستقلين
قال وزير النفط النيجيري، إيمانويل إيبي كاتشيكو، اليوم الأربعاء، إن "اتفاق أوبك لخفض الإنتاج سيمضي قدما، حتى إذا لم تتعهد سوى روسيا بخفض الإنتاج في الاجتماع الذي يُعقد السبت المقبل".

وقال الوزير للصحافيين، على هامش قمة بلومبرغ للأسواق في أبوظبي، "قلنا بوضوح إننا نود أن نرى مشاركة المنتجين من خارج أوبك، لكننا لم نقل إننا لن نمضي قدما في الخطة إذا لم يتعهدوا بذلك. نعم، سنمضي قدما، ولكننا سنواصل العمل مع الآخرين لضمهم إلى الصف".

واتفقت أوبك، الأسبوع الماضي، على خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من يناير/كانون الثاني، في مسعى لتقليص تخمة الإمدادات العالمية ودعم أسعار النفط.
وجرت دعوة 14 منتجا مستقلا للنفط، من بينهم روسيا، للاجتماع مع أوبك في فيينا، يوم السبت المقبل.

إيران: دعم الاتفاق

أعلنت إيران، أكثر من مرة، على لسان مسؤوليها، الفترة الأخيرة، عن دعمها للاتفاق، ولا سيما بعد أن تم استثناؤها منه، والسماح لها بزيادة الإنتاج، بسبب الحظر الذي قلص معروضها، وفي المقابل بدأت تزيد إنتاجها لكي تستفيد من الاتفاق النووي مع الغرب وتدعم اقتصادها المتأزم. وأشار مسح لرويترز، الاثنين الماضي، إلى أن إيران ضخت 40 ألف برميل يوميًا إضافية. كما اتجهت العراق والعديد من الدول المنتجة للنفط إلى زيادة الإنتاج، استباقا لاجتماع السبت المقبل. 

(العربي الجديد)

المساهمون