رغم أنّه ملاحق قضائيًاً، ولم يستطع دخول الولايات المتّحدة الأميركيَّة لتسلُّم جائزة الأوسكار، عن فيلمه العالمي The Pianist، وقام صديقه ستيفن سبيلبيرغ، آنذاك، بتسلُّم الجائزة بدلاً عنه وإرسالها له لاحقاً، يستمرُّ المخرج الببولندي رومان بولانسكي، في إخراج الأفلام.
اعتقل بولانسكي عام 1977 بتهمة ممارسة الجنس مع فتاة قاصر في الثالثة عشرة من عمرها، إذ قام بولانسكي بتخدير القاصر، سامنتا غايمر، واغتصابها في منزل جاك نيكولسون في لوس أنجليس، حين كان الأخير مُسافراً. وأثناء محاكمته، ذكر بولانسكي أنّه مُذنب بالتهمة الموجهة إليه. وفي المقابل، وافق القاضي على إسقاط اتهامات أخرى أكثر خطورة، بينها خصوصاً الاغتصاب مع تقديم مخدرات واستخدامها، وتمَّ التوصُّل إلى الاتفاق القضائي بموافقة العائلة ومحاميها. لاحقاً، هرب بولانسكي، من الولايات المتحدة إلى أوروبا ليقضي فيها حياته منذ ذلك الحين.
من جهةٍ أخرى، قامت المخرجة، مارينا زينوفيتش، بصناعة فيلم وثائقي Roman Polanski: Wanted and Desired عام 2008 عن قضيّة الاغتصاب الأشهر في تاريخ هوليوود. في هذا الفيلم، ثمّة وجهة نظرٍ أخرى تضعها المخرجة، والتي تقترح في لحظات كثيرة من فيلمها، أن محاكمة بولانسكي لم تكن عادلة من الأساس، وأن هناك الكثير من التفاصيل والملابسات التي لم يتم كشفها حول القضية. وتبدأ المخرجة بسرد الأحداث، بداية منذ اعتقال بولانسكي عام 2009 في سويسرا، وفشل مهمة تسليمه للولايات المتحدة، كما تقابل مع الفتاة الضحية، والتي أصبحت امرأة ناضجة الآن. وتقابل كذلك مع والدتها لأخذ جانبهما من القصة.
وفي سنة 2010، قالت الممثلة البريطانية، شارلوت لويس، إن بولانسكي أرغمها هي أيضاً على إقامة علاقة جنسية معه عندما كانت في سن السادسة عشرة من عمرها. وفي آب/أغسطس الماضي، قالت امرأة جديدة إنها تعرّضَت للاعتداء من المخرج بولانسكي، حين كانت قاصراً في سنوات السبعينيات. وقالت هذه المرأة التي تم التعريف عنها فقط باسم "روبن"، خلال مؤتمر صحافي في لوس أنجليس، إنها تعرّضت "لانتهاك جنسي" من المخرج البولندي الفرنسي الشهير حين كانت في سن السادسة عشرة سنة 1973.
بولانسكي، بدوره، ما زال يحاول دفع المحكمة الأميركية إلى إسقاط التهمة، ومنحه إعفاء عن الحادثة، بينما تجد المحكمة الأميركية لزاماً عليه العودة إلى الولايات المتحدة والمثول أمامها أولا قبل النظر في النتائج. وبولانسكي يعلم ما ينتظره حال وصوله إلى مطار لوس أنجليس الدولي: سيُقاد مقبوضاً عليه إلى قسم أول للتحقيقات في المطار ثم يودع في سيارة تنقله إلى سجن مؤقت ريثما يتم تحديد موعد لمثوله أمام القاضي.