تهافت الجدل البيزنطي

14 يوليو 2015
منير فاطمي / المغرب
+ الخط -

في حين يستفحل التعصّب الديني في منطقتنا، يتلهى مفكرونا في جدل بيزنطي حول قابلية الإسلام للتأقلم مع الحداثة والديمقراطية إلخ. ينطوي السؤال أولاً على لغط وسوء فهم أصلي لشروط التأقلم المشتهى وآلياته.

في الغرب، وعند كل منعطف، كانت قوى اجتماعية وسياسية تقدمية تقول لرجل الدين: "هذه حدودك!"، ثم تتركه "ليدبّر رأسه" على الصعيد العقائدي. هذه العملية التطويعية هي ما أعيد تطويبه (تسميته) بعناوين تجميلية مثل "الإصلاح الديني" أو "العودة إلى روح الرسالة" إلخ.

لذلك، وفي غياب قوى كهذه، لا يسع أمثال نصر حامد أبو زيد وجمال البنّا أن يلعبوا أي دور خارج الصالونات النخبوية، وحين توجد هذه القوى لا يعود هؤلاء سوى مجرد شكليات أو تحصيل حاصل.

من جهة أخرى، كنا أشرنا في مقالة بعنوان "شعبية "التنوير" الإسلاموفوبي" (العربي الجديد 31/05/2015) إلى أن من يودّون تصنيف أنفسهم في خانة اللادينيّين لا يسعهم أن يتكلموا عن الإسلام مع "ال" التعريف، أي كماهية ثابتة ومتعالية على السياقات الجغرافية والتاريخية للمجتمعات المسلمة.

في هذا الإطار، يكفي السياق الإندونيسي وحده لنسف الجدل البيزنطي من أساسه؛ فعلى صعيد الثقل السكاني يحتل البلد المذكور، وفي الوقت نفسه، المرتبة الأولى في العالم المسلم وفي نادي الدول الديمقراطية.

المساهمون