يعتقد خبراء مغاربة أنه بالإمكان تنويع ورفع القيمة المضافة للصادرات المغربية، بما يدعم تنافسية المملكة في الأسواق الخارجية، ويساهم في توفير فرص عمل مهمة قد تصل إلى 200 ألف. ولا يزال العجز التجاري للمغرب يتفاقم، إذ وصل في العام الماضي إلى 21.2 مليار دولار، بعدما وصلت الواردات إلى نحو 50 مليار دولار، بينما لم تتجاوز الصادرات 28.8 مليار دولار.
كما لا يزال المغرب عاجزاً عن تنويع عرضه التصديري، إذ ما زال يعتمد بشكل كبير على الفوسفات ومشتقاته، والمنتجات الغذائية والنسيج والألبسة والسيارات والطيران. غير أن خبراء يعتقدون أن المملكة تعاني من ضعف القيمة المضافة لعرضه التصديري وضعف تنويعه.
ويتصور المركز، الذي دأب على إصدار تقارير حول الوضع الاقتصادي في المملكة، أن هذه الأخيرة يمكنها زيادة عرضه التصديري 20% على المدى المتوسط، في حال انخرطت في تحول هيكلي لنسيجه الإنتاجي عبر التصنيع.
ويوصي خبراء المركز بتجاوز التركيز على السوق الأوروبية، التي تستوعب 71% من صادرات المملكة، بينما يذهب الباقي للولايات المتحدة الأميركية وآسيا وأفريقيا. كما أنهم لا يرون بديلاً من التوجه أكثر نحو الأسواق الأفريقية والأميركية والآسيوية، في ظل تباطؤ الطلب الآتي من السوق الأوروبية، التي تعتبر الشريك الرئيسي للمملكة.
رئيس المركز الحبيب المالكي، يرى في تقديمه للتقرير، أن النموّ لا يتجاوز في المتوسط نسبة 3.5%، حيث لا يتعدى الناتج الإجمالي الفردي 3250 دولاراً، مقابل 16 ألف دولار للبلدان الصاعدة.
ويعتقد المركز أنه يجب عدم انتظار الطلب الخارجي، بل يفترض بثّ دينامية جديدة في العرض التصديري، وتنويعه وملاءمته مع انتظارات الأسواق الجديدة، مؤكداً أنه عبر استعمال القدرات الحالية يمكن زيادة الصادرات بنحو 20%.
ولاحظ محمد فيكرات، نائب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، في مؤتمر نظم أول من أمس حول التصدير بالدار البيضاء، أن المغرب يصدر من حيث القيمة نصف ما يستورد، ما يعني عجزاً تجارياً كبيراً، مؤكداً أنه يمكن رفع قيمة الصادرات إلى 40 مليار دولار، ما سيتيح خلق ما بين 150 و200 ألف فرصة عمل.
وشدد فيكرات على أن ذلك يستدعي البحث عن الرافعات التي يمكن أن تغير هذه الوضعية، عبر تحديد القدرات النائمة غير المستعملة، والبحث في إمكانيات رفع القدرات التي تتوفر عليها المنتجات والخدمات التي يتم تصديرها حالياً.
وذهب إلى أن دراسة صادرة عن الجمعية المغربية للمصدّرين، ووزارة الصناعة والتجار والوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات، تفيد بأن في المغرب 5800 مصدّر، مع ملاحظة أن قسماً كبيراً من المصدّرين يبرزون إلى الساحة التجارية لاقتناص فرص بعينها ثم يختفون.