تنفيذ مشروع المليون فدان في مصر يدخل نفق المستحيل

13 يوليو 2015
- نقص المياه يهدد مشروعات الاستصلاح الزراعي (Getty
+ الخط -
دخل مشروع استصلاح المليون فدان، هو الآخر، ضمن قائمة المشروعات الوهمية التي وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تنفيذها بمجرد وصوله إلى رئاسة الجمهورية قبل عام.
واصطدم المشروع بأزمات يعرفها المراقبون والمتخصصون مسبقا تتعلق بنقص المياه وتكلفة الاستصلاح والبنية التحتية وغيرها، وهي عراقيل تجاهلها السيسي عند إعلانه هذا المشروع الضخم، الذي ساهم في الترويج السياسي لنظامه.
ولم يجب وزير الري والموارد المائية محمود أبو زيد السابق، صراحة عن تساؤلات "العربي الجديد" حول مصير مشروع المليون فدان رغم مرور أكثر من عام على الإعلان عنه، لكنه قال: "إن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي، وعليها أن تمارس الاستغلال الأفضل للموارد المائية، خاصة الجوفية الموجودة في الصحراء الغربية".
وأضاف، "التوسع في استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي في إطار أية مشروعات ضخمة، يؤدى إلى استنزاف الخزان الجوفي في المنطقة". وغالبا ما تضع الحكومات المتعاقبة على مصر، الصحراء الغربية هدفا لمشروعات استصلاح الأراضي للزراعة.
وقال الوزير السابق لـ "العربي الجديد" إن الزراعة التقليدية تستهلك نحو 80% من حصة مصر من المياه والبالغة نحو 55.5 مليار متر مكعب سنويا، مطالبا بوضع خطة عاجلة للتحول من ري الحياض إلى الري بشبكات التنقيط، خاصة في مناطق الدلتا والوادي (وسط مصر).
وذكر تقرير حديث صادر عن مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا، "سيداري"، أن مصر تعتمد بنسبة 97% من مواردها المائية على نهر النيل، وتعاني من ضغوط مائية لتوفير احتياجاتها في ظل محدودية مواردها المائية، فيما تشير تقديرات محلية مصرية إلى احتياج مصر بشكل عاجل إلى نحو 86 مليار متر مكعب بحلول عام 2017.
وقال نائب وزير الإسكان لشؤون المجتمعات العمرانية الجديدة مازن حسن، لـ "العربي الجديد"، إن الهيئة بدأت عمليات استصلاح 10 آلاف فدان بواحة الفرافرة غرب مصر، ضمن خطة الحكومة لاستصلاح مليون فدان بنهاية العام الجاري. لكن هذه النسبة المتواضعة جدا بالنظر إلى المساحة الإجمالية للمشروع، قابلة للزيادة في مناطق جغرافية أخرى، بحسب حسن، الذي يرى أن المشروع يستلزم أن تقوم عليه كل الوزارات.
وعقد الرئيس المصري، الثلاثاء الماضي، اجتماعا مع وزراء الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، ومستشار وزير الدفاع للمشروعات، للوقوف على التقدم المحرز على صعيد مشروع استصلاح وتنمية المليون فدان، وفق بيان صحافي لرئاسة الجمهورية.
لكن شوقي، قال إن اللقاء كان يهدف إلى الخروج من تلك الأزمة، حيث كان من المفترض الانتهاء من استصلاح مليون فدان بحلول عام 2018 على أبعد تقدير، مؤكداً أن الحكومة لم تستصلح "مترا واحدا" من تلك الأراضي حتى الآن، ولم تقم بشق الطرق وحفر الآبار.
ويرى أن هناك 4 أزمات وراء فشل مشروع السيسي؛ هي نقص المياه، غياب خطط الحكومة الواضحة في عمليات الاستصلاح، بُعد أماكن الاستصلاح في الصحراء الغربية وغيرها عن العمالة وانعدام التمويل اللازم للمشروع.
المساهمون