تمكين أفريقيات لمستقبل أفضل

24 فبراير 2020
في إحدى مدارس تشاد (جف هاتشنز/ Getty)
+ الخط -
لا تحظى فتيات كثيرات في أفريقيا بفرص التعليم، بل يجدن أنفسهن مضطرات منذ سنّ صغيرة إلى مغادرة المدرسة، إن دخلن إليها أساساً، بهدف العمل ومساعدة العائلة. وهكذا يجبرن على مستقبل لم يخترنه بأنفسهن.

وبينما تجتمع أسباب عدة، من بينها القدرات الضعيفة لكثير من الدول، والفساد، وسوء الإدارة، والعادات الاجتماعية، لتحدّ من فرص الفتيات، خصوصاً في التعليم، تسعى بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني إلى تمكين المرأة عموماً، وفتح فرص التعليم أمامها على وجه الخصوص، لا سيما أنّ إلزام الفتاة بالتعليم يحول دون إرسالها إلى سوق العمل في وقت مبكر، ويحدّ من احتمالات تشغيلها في مهن غير لائقة إنسانياً أو غير مناسبة لطفولتها، ويمنع إلى حدّ ما تزويجها مبكراً، وفي الوقت عينه يوفر لها فرص حياة أفضل في المستقبل.

في هذا الإطار، يستعرض موقع البنك الدولي مشروع تمكين المرأة في منطقة الساحل الأفريقي، الذي يُموِّله البنك الدولي بالذات، وتنفذه حكومات بنين وبوركينا فاسو وتشاد وساحل العاج ومالي وموريتانيا والنيجر. إحدى الشابات المستفيدات من المشروع، أليس أجا، من ساحل العاج، تسرّبت من المدرسة حين كانت في الثامنة فقط، إذ لم يتمكن أهلها من تحمل نفقات التعليم بالإضافة إلى رعايتها مع أشقائها الستة. وهكذا أجبرها أهلها على الإقامة في منزل إحدى عماتها في أبيدجان. هناك، وفي عمر الحادية عشرة، باتت خارج المدرسة نهائياً، واضطرت إلى العمل منذ ذلك الحين في كثير من المهن الصغيرة المتعبة. وها هي اليوم وقد بلغت الحادية والعشرين ما زالت عاملة منزلية لإحدى الأسر في أبيدجان. لكنّ أليس لم تيأس من وضعها ومن احتمالات المستقبل الأفضل لها، إذ تحلم بعمل خاص، وتقول: "سأكون طباخة محترفة في أحد الأيام، وستكون الحلويات والمعجنات مجال اختصاصي الأساسي، وسأفتح محلاً خاصاً لبيع ما أعدّ".




المشروع الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان فنياً، وقد خُصص له تمويل بقيمة 295 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية، التابعة للبنك الدولي، ساعد في تمكين أجا، من خلال تدريبها على الطبخ وإعداد الحلويات، وساعد غيرها في تنمية قدراتهن على تحقيق الدخل، سواء بأعمال خاصة أو بوظائف بعضها مهم جداً كتدريب وتخريج القابلات القانونيات، فيما يتركز جهد أكبر له في الحيلولة دون تسرب الفتيات من المدارس. وفي هذا الإطار، تحصل عشرات آلاف الفتيات من أسر فقيرة على أدوات ومستلزمات مدرسية، ومنح دراسية، مجانية من المشروع، بالإضافة إلى توفير السكن والمساعدة الدراسية في كثير من الحالات.
المساهمون