تمثيل زائف

09 سبتمبر 2016
محمد سامي/ العراق
+ الخط -

في بلدان عربية لم تنجرّ بعد نحو صراعات داخلية، تتزايد فيها مهرجانات تروّج لثقافة "الأقليات"؛ فعاليات رقص وغناء صمّمها عقل يستبطن رؤية استشراقية في النظر إلى مجتمعاتنا، ولا تملّ فضائياتنا من عرضها دليلاً على "التنوّع الثقافي".

تخليق صورة نمطية مسطحة عن أقلية، يكرّس انعزالها، ولا يساهم في الانفتاح بين مكوّنات المجتمع الواحد، بل يناظر منطق التقسيم والمحاصصة المستحوذ على عقلية النخب العربية الحاكمة.

الثقافة العربية السائدة تُعامل الأقليات بوصفها آخر لأكثرية تحددها السلطة ومصالحها، وبالنظر إلى قصور التنمية وتراجع العدالة الاجتماعية، فإن مفهوم الأقلية يأخذ شكل الاعتراف والإنكار. إنكار حقوق المواطنة وتهميش المواطن يجري تجاهله لصالح الحديث عن حقوق الأقلية والاعتراف بها كمكون اجتماعي وسياسي، ينال حظه بمقعد في البرلمان والحكومة، والظهور في المهرجانات مغنين وموسيقيين.

نشاهد مثلاً حفلَ رقصٍ شركسيٍّ على شاشة التلفزيون الأردني، بينما لا يدرس الطالب في الأردن هجرات الشركس المتعاقبة إلى بلده، ومساهمتهم في تأسيس عاصمته.

قوة "الأقلية" تبدأ بتمثيلها الدولة/ الأمة التي تعيشها لا بالابتعاد عنها والتعبير عن نفسها في صناديق اقتراع وهمية، وقوة الأمة تنبع من إيمان مواطنيها بتمكينهم جميعاً.

الأخطر هو "تدويل" علاقة الأقلية بالبلد الذي تنتمي إليه، وإبقاؤها قضية للنقاش الدائم يمكن التدخل الخارجي فيها كلما سنحت الفرصة.

المساهمون