تختلف طرق مساعدة الفقراء في فلسطين، ففي حين تنتشر الجمعيات، وتتوزع الموائد العامة في بعض المناطق، تبرز في مناطق أخرى مراكز خاصة تعنى بالمحتاجين من أبناء الأرض. وبين مراكز إيواء الفقراء، يذيع صيت تكية خاصكي سلطان في القدس، كملجأ لم يَرُدّ عن بابه فقيراً منذ إنشائه. وتشهد التكية إقبالاً يومياً من المحتاجين للعون، بحيث تقدم لهم وجبات الطعام طوال العام. وتنشط التكية خلال المناسبات، وخاصة خلال شهر رمضان من كل عام، بحيث تعد وجبات الفطور للصائمين من المحتاجين. وتعتبر تكية خاصكي سلطان ظاهرة لافتة، ورمزاً من رموز القدس، ومعلماً تاريخياً واجتماعياً وثقافياً لأبناء فلسطين المحتلة.
وجبات لا تتوقف
أنشئت تكية خاصكي سلطان بطلب من زوجة السلطان العثماني، سليمان القانوني، عام 1552 للميلاد، لتكون مركزاً لفقراء مدينة القدس ورواد المسجد الأقصى وطلبة العلم، فيقدم لهم الطعام على مدار العام، في حين يشهد شهر رمضان ازدياداً في عدد الوجبات الموزعة بشكل مجاني بحوالى 100 وجبة. ومع مرور 463 عاماً على تأسيسها، فإن عدد المستفيدين من التكية يزيد عن 135 عائلة مقدسية ما بين مسيحية ومسلمة بمعدل 5 أفراد للأسرة الواحدة، وذلك وفقاً لسجلات دائرة الأوقاف الإسلامية بصفتها المشرفة على عمل التكية.
يعمل في "خاصكي سلطان" خمسة طهاة، ويرتفع عددهم في شهر رمضان إلى ثمانية، يباشرون عملهم بعد صلاة الفجر، ويقومون بطهو الأطعمة الساخنة على مدار الأسبوع، ويجتهدون في ضمان أن تكون هذه الوجبات صحية وطازجة، كما ويحرصون على تنوع الوجبات بحيث يستخدمون الدجاج ولحم العجل أو الخروف بالإضافة إلى الأرز والخضار سواء مسلوقة أو مشوية.
نسبة الفقر
كما تشتهر التكية بتقديم شوربة "الجريشة" التي يعتبر القمح المكون الرئيسي لها، فتكون حصيلة كل يوم تجهيز خمسة طناجر سعة كل واحدة منها 80 لتراً، تتسع لـ 100 كيلو غرام من اللحم، يقول سمير جابر، الطباخ المسؤول.
التكية هي كلمة تركية مرادفة للخانقاة والزاوية وتعني المكان المخصص لإيواء فقراء المسافرين. وفي القدس تتكون تكية خاصكي سلطان والواقعة في عقبة التكية داخل أسوارالبلدة القديمة، من مطبخ كبير، ومخزن للمؤن، ومكتب إشراف، بالإضافة إلى الساحة الخارجية التي تشهد اصطفاف المستورين المستفيدين من عمل التكية الذين يأتون إليها من داخل الأسوار وخارجها. هذا ويتداخل مبنى التكية القريب من المسجد الأقصى، مع مبنى سرايا الست طنشق المظفرية والمعروفة بمدرسة دار الأيتام الإسلامية.
في يومنا هذا، ومع التطور الحاصل في الأدوات المستخدمة في الطبخ، لم يعد هناك حاجة فعلية لفرني الحطب المحفورين في الحجر، المتخذين من يمين المطبخ موقعاً، واللذين كانا يستعملان في طهو الطعام، فقد باتا يشكلان رمزاً تاريخياً يشهد على عبق المكان، لتحل أفران الغاز مكانهما.
التخفيف من حدة الفقر
تشير إحصائيات عام 2014 إلى أن نسبة الفقر بين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة قد وصلت إلى 80%، الأمر الذي يؤكد على الأعباء الملقاة على كاهل المقدسيين، ولعل دور التكية في هذا الوضع يتلخص وفقا للشيخ عزام الخطيب، مدير عام الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، في تمكين ومساندة أهل بيت المقدس وزواره على الصمود في ظل الهجمة الصهيونية المسعورة. فهي تشكل عملاً اقتصادياً خيرياً منع العديد من العائلات من ترك بيوتها. فعمل خاصكي سلطان لا يقتصر على كونها وقفاً إسلامياً، بل يشكل وجودها أهمية تاريخية واقتصادية ووطنية، يقول الخطيب.
ويضيف: "باب التكية مفتوح للجميع، للمسيحيين كما للمسلمين. ممنوع أن نرد المحتاج بغضّ النظر عن خلفيته، واجبنا أن نزود بالطعام كل شخص يقف على باب التكية طالباً المساعدة".
وفقاً للتاريخ فإن خاصكي سلطان روسية الأصل، اسمها الحقيقي روكسيلانة، وقد أسست عدداً من التكايا في كل من دمشق ومكة، إلى جانب تكية السيدة سارة في مدينة الخليل الفلسطينية، إلى جانب عدد من الحمامات والمساجد في أدرنة وإسطنبول ومكة المكرمة.
وجبات لا تتوقف
أنشئت تكية خاصكي سلطان بطلب من زوجة السلطان العثماني، سليمان القانوني، عام 1552 للميلاد، لتكون مركزاً لفقراء مدينة القدس ورواد المسجد الأقصى وطلبة العلم، فيقدم لهم الطعام على مدار العام، في حين يشهد شهر رمضان ازدياداً في عدد الوجبات الموزعة بشكل مجاني بحوالى 100 وجبة. ومع مرور 463 عاماً على تأسيسها، فإن عدد المستفيدين من التكية يزيد عن 135 عائلة مقدسية ما بين مسيحية ومسلمة بمعدل 5 أفراد للأسرة الواحدة، وذلك وفقاً لسجلات دائرة الأوقاف الإسلامية بصفتها المشرفة على عمل التكية.
يعمل في "خاصكي سلطان" خمسة طهاة، ويرتفع عددهم في شهر رمضان إلى ثمانية، يباشرون عملهم بعد صلاة الفجر، ويقومون بطهو الأطعمة الساخنة على مدار الأسبوع، ويجتهدون في ضمان أن تكون هذه الوجبات صحية وطازجة، كما ويحرصون على تنوع الوجبات بحيث يستخدمون الدجاج ولحم العجل أو الخروف بالإضافة إلى الأرز والخضار سواء مسلوقة أو مشوية.
نسبة الفقر
كما تشتهر التكية بتقديم شوربة "الجريشة" التي يعتبر القمح المكون الرئيسي لها، فتكون حصيلة كل يوم تجهيز خمسة طناجر سعة كل واحدة منها 80 لتراً، تتسع لـ 100 كيلو غرام من اللحم، يقول سمير جابر، الطباخ المسؤول.
التكية هي كلمة تركية مرادفة للخانقاة والزاوية وتعني المكان المخصص لإيواء فقراء المسافرين. وفي القدس تتكون تكية خاصكي سلطان والواقعة في عقبة التكية داخل أسوارالبلدة القديمة، من مطبخ كبير، ومخزن للمؤن، ومكتب إشراف، بالإضافة إلى الساحة الخارجية التي تشهد اصطفاف المستورين المستفيدين من عمل التكية الذين يأتون إليها من داخل الأسوار وخارجها. هذا ويتداخل مبنى التكية القريب من المسجد الأقصى، مع مبنى سرايا الست طنشق المظفرية والمعروفة بمدرسة دار الأيتام الإسلامية.
في يومنا هذا، ومع التطور الحاصل في الأدوات المستخدمة في الطبخ، لم يعد هناك حاجة فعلية لفرني الحطب المحفورين في الحجر، المتخذين من يمين المطبخ موقعاً، واللذين كانا يستعملان في طهو الطعام، فقد باتا يشكلان رمزاً تاريخياً يشهد على عبق المكان، لتحل أفران الغاز مكانهما.
التخفيف من حدة الفقر
تشير إحصائيات عام 2014 إلى أن نسبة الفقر بين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة قد وصلت إلى 80%، الأمر الذي يؤكد على الأعباء الملقاة على كاهل المقدسيين، ولعل دور التكية في هذا الوضع يتلخص وفقا للشيخ عزام الخطيب، مدير عام الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، في تمكين ومساندة أهل بيت المقدس وزواره على الصمود في ظل الهجمة الصهيونية المسعورة. فهي تشكل عملاً اقتصادياً خيرياً منع العديد من العائلات من ترك بيوتها. فعمل خاصكي سلطان لا يقتصر على كونها وقفاً إسلامياً، بل يشكل وجودها أهمية تاريخية واقتصادية ووطنية، يقول الخطيب.
ويضيف: "باب التكية مفتوح للجميع، للمسيحيين كما للمسلمين. ممنوع أن نرد المحتاج بغضّ النظر عن خلفيته، واجبنا أن نزود بالطعام كل شخص يقف على باب التكية طالباً المساعدة".
وفقاً للتاريخ فإن خاصكي سلطان روسية الأصل، اسمها الحقيقي روكسيلانة، وقد أسست عدداً من التكايا في كل من دمشق ومكة، إلى جانب تكية السيدة سارة في مدينة الخليل الفلسطينية، إلى جانب عدد من الحمامات والمساجد في أدرنة وإسطنبول ومكة المكرمة.