بات جزء كبير مما تبقّى من مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين العراقية، خالياً من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). لكن هذا الجزء أصبح أيضاً خالياً من أهل المدينة ومن مبانيها، باعتراف السلطات العراقية نفسها ممثلة بقائممقام المدينة، عمر الشنداح، الذي أشار إلى أن 60 في المئة من تكريت تم "تحريرها". وعلى الرغم من اعتراف الشنداح بخلو المدينة من "غالبية سكانها"، إلا أنه أصرّ على أن "الأهالي أو ما تبقى منهم ويقدر نسبيا بـ1% من السكان، استقبلوا الجيش بشغف وفرح". كلام يشكّك فيه عدد كبير من العراقيين لخشيتهم من جرائم طائفية محتملة خصوصاً من المليشيات المدعومة من إيران، والتي تشكل رأس حربة القوات المهاجِمة إلى جانب المجموعات الإيرانية الرسمية وقوات الجيش العراقي. قوات مهاجِمة سبق لمسؤوليها أن حذّروا من أنهم سيتعاطون مع "كل ما يتحرك" في تكريت على اعتبار أنه جهة معادية. وقال أحد القاطنين في المدينة لوكالة "الأناضول"، إن القوات الأمنية "أبلغت من تبقى في المدينة بضرورة رفع الأعلام البيضاء للتفريق بينهم وبين تنظيم (داعش) عند دخول الجيش إليها، وذلك عبر اتصالات هاتفية سرية مع بعض المواطنين".
بعدما تجاوزت إيران مرحلة التدخل غير المعلن في العراق، وأقدمت على قيادة معركة تكريت بإسناد من مليشيا "الحشد الشعبي" والقوات الأمنيّة العراقيّة، تمكّنت أخيراً من تحقيق تقدّم ميداني في المعركة بعد انسحاب قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما حذّر مجلس محافظة صلاح الدين من بقاء تلك القوات في المحافظة بعد تحريرها من التنظيم.
اقرأ أيضاً: إيران تستفز العراقيين في معارك تكريت
وقال مصدر محلّي في مجلس محافظة صلاح الدين، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الإيرانيّة تسندها مليشيا (الحشد الشعبي)، تمكّنت من تحقيق تقدّم في معركة تكريت على حساب تنظيم (داعش)"، مبيناً أن "التنظيم بدأ بالانسحاب من ساحة المعركة لأسباب مجهولة".
وأضاف أنّ "القوات الإيرانيّة والعراقيّة سيطرت على مبنى مديرية مرور محافظة صلاح الدين والحي العصري وسط مدينة تكريت"، مشيراً إلى أنّ "دخول تلك المناطق يتم بحذر شديد بعدما لغّم التنظيم الشوارع والمحال التجاريّة وغيرها، فضلاً عن مخاوف من أن يكون انسحاب التنظيم هو عمليّة استدراج لهم".
وفي السياق، أشار المصدر نفسه إلى "وصول أكثر من 2000 مقاتل من مليشيا (الحشد الشعبي) إلى تكريت اليوم". وأوضح أنّ "المقاتلين وصلوا بناءً على طلب إسناد تلقوه من قبل القوات المقاتلة في تكريت".
من جهته، أعرب العضو في مجلس محافظة صلاح الدين، عبد الله العبيدي، لـ"العربي الجديد"، عن "مخاوفه من محاولات إبقاء القوات الإيرانيّة والمليشيات في المحافظة بعد خروج (داعش) منها".
وقال العبيدي "لا نريد تكرار مسلسل ديالى في صلاح الدين، إذ أنّ محافظة ديالى شهدت مآسي كبيرةً بعد سيطرة المليشيات عليها وإخراج داعش"، مشيراً إلى أنّ "داعش غير مرحب به، وارتكب انتهاكات كبيرة بحق المحافظات السنيّة من قتل وتهجير وتشريد وحملات إعدام منظمة، لكن ذلك لا يعني استبدال (داعش) بمليشيات أو قوات إيرانيّة".
وأضاف أنّ "إيران لا تدافع عن محافظة صلاح الدين، ولا تدافع عن العراق، ودخولها وقتالها في العراق ضدّ (داعش)، ليس لمصلحة العراقيين، بقدر ما هو تنفيذ لأجندتها ومخططاتها الرامية إلى تمزيق العراق طائفياً، والثأر من الحرب العراقيّة الإيرانيّة".
وأكّد العبيدي "رفض أهالي محافظة صلاح الدين أيّ تواجد للمليشيات أو الحرس الثوري الإيراني في المحافظة بعد خروج (داعش)"، مشدّداً على أنّ "المناطق المحرّرة من (داعش) يجب أن تكون تحت سيطرة أبناء المحافظة، لا غيرهم".
في غضون ذلك، أكّد مجلس شيوخ محافظة صلاح الدين، على أهميّة "العمل على عودة النازحين من أهالي المحافظة إلى مناطق سكنهم بعد اكتمال تحريرها".
وناشد عضو المجلس الشيخ سبهان الفراجي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، المنظمات الإنسانية بـ"مساعدة العوائل النازحة من صلاح الدين، وتوفير الدعم اللازم لها". وأشار الى أنّ "غالبية النازحين يعانون أوضاعاً مأساوية صعبة، وغالبيتهم من النساء والأطفال الذين هربوا بسبب القصف الحكومي والمعارك مع (داعش)".
وانتقد الفراجي، الموقف الحكومي الضعيف إزاء النازحين، وقلة الاهتمام وقلة الدعم. وحذّر "من عرقلة عودة النازحين إلى مناطق سكنهم في صلاح الدين"، مبيناً أنّ "مجلس الشيوخ يتابع موضوع العودة".
تجدر الإشارة إلى أنّ واشنطن لم تعترض على دور إيران والمليشيات الشيعية في الهجوم على مدينة تكريت، معتبرة أنّه بالإمكان أن يكون لإيران دور "إيجابي"، إذا لم يؤدِ إلى توترات طائفية مع السنة.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة علمت مسبقاً بالتدخل الإيراني في تكريت
اقرأ أيضاً: إيران تستفز العراقيين في معارك تكريت
وقال مصدر محلّي في مجلس محافظة صلاح الدين، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الإيرانيّة تسندها مليشيا (الحشد الشعبي)، تمكّنت من تحقيق تقدّم في معركة تكريت على حساب تنظيم (داعش)"، مبيناً أن "التنظيم بدأ بالانسحاب من ساحة المعركة لأسباب مجهولة".
وأضاف أنّ "القوات الإيرانيّة والعراقيّة سيطرت على مبنى مديرية مرور محافظة صلاح الدين والحي العصري وسط مدينة تكريت"، مشيراً إلى أنّ "دخول تلك المناطق يتم بحذر شديد بعدما لغّم التنظيم الشوارع والمحال التجاريّة وغيرها، فضلاً عن مخاوف من أن يكون انسحاب التنظيم هو عمليّة استدراج لهم".
وفي السياق، أشار المصدر نفسه إلى "وصول أكثر من 2000 مقاتل من مليشيا (الحشد الشعبي) إلى تكريت اليوم". وأوضح أنّ "المقاتلين وصلوا بناءً على طلب إسناد تلقوه من قبل القوات المقاتلة في تكريت".
من جهته، أعرب العضو في مجلس محافظة صلاح الدين، عبد الله العبيدي، لـ"العربي الجديد"، عن "مخاوفه من محاولات إبقاء القوات الإيرانيّة والمليشيات في المحافظة بعد خروج (داعش) منها".
وقال العبيدي "لا نريد تكرار مسلسل ديالى في صلاح الدين، إذ أنّ محافظة ديالى شهدت مآسي كبيرةً بعد سيطرة المليشيات عليها وإخراج داعش"، مشيراً إلى أنّ "داعش غير مرحب به، وارتكب انتهاكات كبيرة بحق المحافظات السنيّة من قتل وتهجير وتشريد وحملات إعدام منظمة، لكن ذلك لا يعني استبدال (داعش) بمليشيات أو قوات إيرانيّة".
وأضاف أنّ "إيران لا تدافع عن محافظة صلاح الدين، ولا تدافع عن العراق، ودخولها وقتالها في العراق ضدّ (داعش)، ليس لمصلحة العراقيين، بقدر ما هو تنفيذ لأجندتها ومخططاتها الرامية إلى تمزيق العراق طائفياً، والثأر من الحرب العراقيّة الإيرانيّة".
وأكّد العبيدي "رفض أهالي محافظة صلاح الدين أيّ تواجد للمليشيات أو الحرس الثوري الإيراني في المحافظة بعد خروج (داعش)"، مشدّداً على أنّ "المناطق المحرّرة من (داعش) يجب أن تكون تحت سيطرة أبناء المحافظة، لا غيرهم".
في غضون ذلك، أكّد مجلس شيوخ محافظة صلاح الدين، على أهميّة "العمل على عودة النازحين من أهالي المحافظة إلى مناطق سكنهم بعد اكتمال تحريرها".
وناشد عضو المجلس الشيخ سبهان الفراجي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، المنظمات الإنسانية بـ"مساعدة العوائل النازحة من صلاح الدين، وتوفير الدعم اللازم لها". وأشار الى أنّ "غالبية النازحين يعانون أوضاعاً مأساوية صعبة، وغالبيتهم من النساء والأطفال الذين هربوا بسبب القصف الحكومي والمعارك مع (داعش)".
وانتقد الفراجي، الموقف الحكومي الضعيف إزاء النازحين، وقلة الاهتمام وقلة الدعم. وحذّر "من عرقلة عودة النازحين إلى مناطق سكنهم في صلاح الدين"، مبيناً أنّ "مجلس الشيوخ يتابع موضوع العودة".
تجدر الإشارة إلى أنّ واشنطن لم تعترض على دور إيران والمليشيات الشيعية في الهجوم على مدينة تكريت، معتبرة أنّه بالإمكان أن يكون لإيران دور "إيجابي"، إذا لم يؤدِ إلى توترات طائفية مع السنة.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة علمت مسبقاً بالتدخل الإيراني في تكريت